ماذا وراء اختفاء قاسم سليماني؟

تصميم فني لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني

أنس زكي

جاء الإعلان عن تعيين قائد جديد للقوات الإيرانية التي تقاتل في سوريا إلى جانب قوات نظام بشار الأسد ليذكّر بالجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ويجدد الشكوك حول مصيره بعد اختفائه عن الأنظار والأخبار خلال الأسابيع الماضية.

ونقلت وسائل إعلام عن وكالة "شبستان" الإيرانية تعيين غلام حسين غيب برور قائدا للواء الإمام الحسين خلفا للجنرال حسين همداني الذي قتل خلال اشتباكات في حلب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكان الضابط الإيراني الأرفع رتبة الذي يقتل في سوريا حتى الآن.

ويتبع لواء الحسين لفيلق القدس الذي يتولى العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، ولذلك تكررت زيارة سليماني لسوريا منذ تورط الحرس الثوري في القتال إلى جانب نظام الأسد.

وبعد الضربة التي تلقتها إيران بمقتل همداني، جاء الدور على سليماني الذي تتناقل وسائل الإعلام منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنباء عن إصابته خلال اشتباكات وقعت في حلب.

إصابة طفيفة
وكان الحديث يدور في البداية عن إصابات طفيفة نتيجة هجوم مضاد شنته المعارضة السورية المسلحة جنوب غرب حلب، وفقا لمصدر أمني ميداني في سوريا تحدث للجزيرة نت، ثم أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن الخبر لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأزدادت التكهنات بإصابته بعدما ورد في صفحة منسوبة لباحث مقرب من دوائر السلطة بطهران على موقع التواصل فيسبوك تعرض سليماني للإصابة، حيث جاء على صفحة أمير موسوي مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في طهران، أن سليماني "تعرض لإصابة في ساحات الوغى وهو الآن بخير ويتعافى باستمرار".

ومع ذلك، فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المتحدث باسم قوات حرس الثورة الإسلامية العميد رمضان شرف نفيه "مزاعم روجت لها بعض وسائل الإعلام تقول إن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني قد أصيب في سوريا" واصفا إياها بأنها "أكاذيب".

undefined


إصابة خطيرة

ومع توقف الظهور الميداني للجنرال سليماني، تحدثت الأنباء لاحقا عن تعرضه لإصابة خطيرة وليس لجروح طفيفة، وهو ما أكدته المعارضة الإيرانية في المنفى.

ففي بيان وصلت الجزيرة نت نسخة منه نهاية الشهر الماضي، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية -وهو ائتلاف لمجموعات إيرانية معارضة أبرزها منظمة مجاهدي خلق– إنه حصل على معلومات "من داخل الحرس الثوري" تفيد بأن سليماني "أصيب بجروح خطيرة في رأسه جراء شظايا قذيفة جنوب حلب".

وأضاف البيان أن الجيش السوري الحر استهدف سيارة سليماني الذي كان في المكان للإشراف على عمليات الحرس الثوري والقوات شبه العسكرية الموضوعة في تصرفه، مما أسفر عن إصابته، حيث نقل على متن مروحية إلى دمشق ومنها إلى طهران حيث خضع لعمليتين جراحيتين على الأقل، لكن حالته لا تزال حرجة.

ورغم أن طهران نفت إصابة سليماني، إلا أن اختفاءه عن الظهور الإعلامي، على عكس ما دأب عليه في الشهور الأخيرة في كل من العراق وسوريا، دفع معلقين على مواقع التواصل إلى التعامل مع أنباء إصابته على أنها مؤكدة، بل وبنى على ذلك بعضهم كالصحفي المصري جمال سلطان الذي قال إنه هذا يعني أن سليماني "قتل أو أصيب إصابة بالغة أنهت تاريخه العسكري". 

سواء كان سليماني قد قتل أو أصيب أو اضطر للابتعاد عن ساحة القتال فإن ذلك يعني أن أسطورة حاول الإعلام الإيراني خلقها قد تهاوت، وهو ما يخلق بدوره ضغوطا جديدة تزيد صعوبة الموقف الإيراني في سوريا 

أما السياسي الكويتي والبرلماني السابق ناصر الدويلة، فقد اتخذ منحى آخر حيث كتب على حسابه في تويتر "لا تهتموا كثيرا هل مات بشار أو أصيب قاسم سليماني، الانتصارات تحققها الشعوب التي تستمر في ثورتها حتى النصر المؤزر فلا تتوقف قبل النهاية المظفرة".

ليس فقط
المثير أن الأمر قد ينطوي على ما هو أكثر من إصابة سليماني أو ابتعاده عن ساحة القتال، حيث كشفت شبكة بلومبيرغ الأميركية عما وصفته بتقارير استخباراتية دولية تفيد بأن إيران بدأت في سحب قوات الحرس الثوري من العملية العسكرية في سوريا، مرجعة ذلك إلى الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها هناك.

وقتل عشرات من العسكريين الإيرانيين في سوريا -بعضهم من القادة- وفق البيانات الرسمية الإيرانية منذ إعلان طهران زيادة أعداد مستشاريها العسكريين في سوريا تزامنا مع إعلان روسيا بدء تدخلها فيها نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات