غزو المنطقة الخضراء.. تكتيك احتجاجي يؤرق بغداد

المتظاهرون اثناء الفوضى التي حدثت مع القوات الامنية اثناء منعهم من الوصول الى المنطقة الخضراء واكمال مسيرهم الى هناك. بغداد / شارع السعدون / الجمعة 6/11/2015.
المتظاهرون توجهوا أمس للمنطقة الخضراء لممارسة المزيد من الضغط على السلطات (الجزيرة نت)

في تغيير واضح لآلية التظاهر التي تم اعتمادها الأشهر الماضية، حاول نشطاء الحراك السلمي بالعراق أمس الجمعة الوصول إلى المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم مقرات حكومية، منها رئاسات الجمهورية والوزراء والبرلمان، بالإضافة إلى البعثات الدبلوماسية بما فيها سفارتا بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.

وعلى مدى الأسابيع الـ14 الماضية، كانت المظاهرات مقتصرة على الوقوف في ساحة التحرير التي لا يفصلها عن المنطقة الخضراء سوى جسر الجمهورية.

ولكن المتظاهرين توجهوا أمس إلى إحدى بوابات المنطقة الخضراء، لكن القوات الأمنية منعتهم من إكمال مسيرتهم.

وعلى بعد أربعة كيلومترات من المنطقة الخضراء، اعترضت قوات من الجيش والشرطة والاستخبارات مسيرة المحتجين على الفساد المالي والإداري وتردي الخدمات.

وقام أحد الجنود بإطلاق الرصاص الحي في الهواء بالقرب من المتظاهرين لتفريقهم، لكن المتظاهرين رفضوا التراجع ولم يفصلهم عن القوات الأمنية الكبيرة سوى مسافة متر واحد، بحسب نشطاء الاحتجاجات.

ولاحقا، دخل الجانبان في مفاوضات، لكن المتظاهرين لم يتمكنوا في النهاية من الدخول، وقال قادة الحراك السلمي إنهم رفضوا التصادم مع رجال الأمن.

‪القوات الأمنية أغلقت المنطقة الخضراء أمام المحتجين على الفساد‬ (الجزيرة نت)
‪القوات الأمنية أغلقت المنطقة الخضراء أمام المحتجين على الفساد‬ (الجزيرة نت)

حماية المفسدين
وقال جاسم الحلفي -أحد قادة التظاهرة- إن ما قامت به القيادات الأمنية من إغلاق الطريق أمام المتظاهرين "محاولة لمنع إيصال صوتنا بشكل أكبر وحماية للفاسدين المتواجدين في المنطقة الخضراء الذين عاثوا في العراق فسادا وخرابا".

وأضاف للجزيرة نت أن هناك إصرارا من قبل المتظاهرين على الوصول للمنطقة الخضراء الجمعة المقبلة وفق الطرق والأساليب السلمية، "رغم كل ما يقوم به المسؤولون من عمليات التضييق".

وشدد على أن صوت الشعب أصبح يُخيف المسؤولين العراقيين ويُرعبهم، ويكشف عن فسادهم بشكل كبير، حسب تعبيره.

من جهته، قال مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان مصطفى سعدون إن الأساليب التي اتخذتها القوات الأمنية بشأن تظاهرة أمس ومنع المحتجين من الاستمرار بتوجههم نحو المنطقة الخضراء، تشكل نقطة سلبية تُضاف لسجل الحكومات العراقية في ملف تقييد الحريات.

ورأى في حديث للجزيرة نت أنه من غير المقبول "أن يُستخدم الرصاص الحي فوق رؤوس المتظاهرين"، وأن تُمنع حركتهم الاحتجاجية السلمية من الاستمرار والوصول إلى هدفها.

من جهته، قال الكاتب والصحفي علي السراي للجزيرة نت إن تحرك التظاهرات باتجاه المنطقة الخضراء في بغداد قد يسهم في استقطاب المزيد من المؤيدين لأهداف الاحتجاج.

ضغط وقلق
وأضاف أن هذا التوجه الأخير أملته الحاجة لتغيير نمط الاحتجاج بعد مماطلة القوى السياسية في تنفيذ إصلاحات حقيقية، مقابل شعور فئات من المحتجين باليأس.

ورأى أن الوصول إلى المنطقة الخضراء الذي قد يتطور إلى دخولها، يشكل ضغطاً على القوى السياسية، ويقلقها كثيراً.

ورأى أن رد فعل المسؤولين ينطلق من قناعة أنه لا يوجد ما يضمن عدم انخراط الجماعات الغاضبة في أنشطة أكثر تمرداً مما يزيد من احتمالات المواجهة مع السلطات الأمنية.

وأشار السراي إلى أن احتمال تصادم المتظاهرين مع القوات الأمنية فكرة راسخة في ذهنية أجهزة الجيش والشرطة.

وبعد ساعات قليلة من انتهاء التظاهرة، أصدر الناشطون بياناً صحفياً حملوا فيه "القائد العام للقوات المسلحة" مسؤولية الخرق الذي قامت به قيادة عمليات بغداد.

وطالب المحتجون القائد العام للقوات المسلحة بالاعتذار علنا عن التضييق على المحتجين كما دعوا لمحاسبة العنصر الأمني الذي أطلق النار على المتظاهرين .

المصدر : الجزيرة