"لنغني موطني معا".. حملة بفيسبوك لمقاومة الاحتلال

صور غرافيكس تعود لحملة لنغني موطني معا
صور غرافيكس تعود لحملة لنغني "موطني" معا (الجزيرة نت)

بيسان العمري-رام الله

يشترك الآلاف من الفلسطينيين والعرب مساء السبت في وقت واحد من أماكن مختلفة حول العالم في غناء نشيد "موطني" للشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان, على أن تجمع هذه المشاركات في تسجيل موحد ينتج لاحقا كفيلم قصير.

هذه الحركة الفنية تأتي بمبادرة أطلقها الدكتور إياد المسروجي (صاحب الفكرة) وشقيقتاه ربى وريم مع ناشطين فلسطينيين من مدينة رام الله باسم حملة "لنغني موطني معا" في إطار أسلوب "إيجابي" للمقاومة الفلسطينية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت منسقة الحملة ربى المسروجي "أحيانا لا يفهم العالم الصور التي تُظهر بطش الاحتلال, لذلك وجدنا أن اللغة الوحيدة التي توحدنا وتنقل رسالتنا هي الغناء". وتذكر ربى بأن إستونيا تحررت عبر الغناء الموحد, قائلة إن الشعب الإستوني غنى وغنى حتى وصل للتحرير والاستقلالية.

وكان القائمون على المبادرة أطلقوا صفحة تحمل اسم الحملة على موقع فيسبوك على شكل دعوة شعبية للفلسطينيين ومناصريهم لغناء نشيد "موطني" اليوم السبت عند الساعة السابعة مساء بتوقيت مكة المكرمة (الرابعة بتوقيت غرينتش) وتصوير أنفسهم ليتم جمع الفيديوهات المصورة من حول العالم في فيلم وثائقي قصير لاحقا، وقد وصل عدد المعجبين بصفحة الفعالية إلى 66 ألفا في غضون تسعة أيام.

اختيار نشيد "موطني"
أما عن سبب وقوع الاختيار على نشيد "موطني" الشهير, تقول ربى إن كلمات النشيد تتكلم بلسان حال الفلسطينيين والعرب اليوم, فهي تعبر عن جمال الوطن وشوق فلسطين للحرية والمواطن العربي للوحدة.

كما تنطق كلمات النشيد -الذي لحنه الموسيقار اللبناني محمد فليفل في الثلاثينيات من القرن الماضي- بحنين للوطن وتصميم على الانتصار والبناء.

ومع أن النشيد الوطني الفلسطيني هو "فدائي", فإن أغلب الفلسطينيين يتقنون نشيد "موطني" ويتم تعليمه بأغلبية المدارس الابتدائية والثانوية للطلاب، وفق ربى.

‪صور غرافيكس موجهة للمتضامنين مع فلسطين في واشنطن‬ (الجزيرة نت)
‪صور غرافيكس موجهة للمتضامنين مع فلسطين في واشنطن‬ (الجزيرة نت)

حراك شعبي تلقائي
وتشدد ربى المسروجي على أهمية انطلاق الفعالية من فلسطين إلى العالم، حيث وصلها عدد كبير من الطلبات بالتنسيق لأداء النشيد في عدد من العواصم العربية والعالمية في تجمعات شعبية.

وتقول إنها لا تستطيع تقدير حجم الفعالية حتى بعد انتهائها، لأن المبادرة أصبحت حراكا شعبيا تلقائيا غير نمطي وهو سهل التطبيق.

وتظهر صفحة الحملة العشرات من الفيديوهات المصورة التي سجلها أساتذة مدارس فلسطينية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة دون تنسيق, لصفوف طلابية من أطفال صغار وكبار يغنون النشيد خلال الأسبوع الماضي.

ويقول عيسى الجلدة -هو أستاذ الموسيقى في مدارس الفرندز والمشرف على تدريب طلابه لأداء النشيد- "إننا نعلم الأطفال نشيد "موطني" حتى قبل بدء الحملة كي يشعروا بالانتماء للوطن والمجتمع بأكمله".

وبعد أن أنشدت الطفلة نور المصري -الطالبة بالصف الرابع الابتدائي- "موطني" مع زملائها في درس الموسيقى تقول "إننا نغني موطني لندافع عن وطننا ولأننا نحبه ولنجعله حرا".

وتظهر فيديوهات أخرى مشاركة جمعية الأمل للصم والبكم في الضفة الغربية, فيؤدون نشيد "موطني" بلغة الإشارة.

وتملأ صفحة الحملة فيديوهات كثيرة لأطفال ينشدون "موطني" من منازلهم مع أشقائهم وأصدقائهم من شتى أنحاء العالم.

أما في الداخل الفلسطيني (داخل الخط الأخضر)، فيجتمع المشاركون بالحملة في الناصرة وعكا وحيفا ويافا، بعضهم يعزف النشيد وآخرون يغنون من على أسوار عكا وتحت عقارب ساعة الميدان التاريخية في يافا.

وفي القدس، تتشارك شخصيات دينية مسيحية وإسلامية مع بعض الشخصيات السياسية المقدسية في أداء النشيد مع طلاب المعهد الوطني للموسيقى فرع القدس.

وتشارك الجاليات الفلسطينية بالشتات في الفعالية, حيث افتتحت عدة جاليات صفحات خاصة بها، كل في مدينته، لتعلن موعد وموقع أداء النشيد بشكل موحد, ومن أبرزها شيكاغو وواشنطن وفلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية، كما يؤدي الفلسطينيون بأربع مدن في ألمانيا النشيد بتجمعات أيضا, وفي صربيا وروسيا وتركيا.

أما في الدول العربية, فيشارك الفلسطينيون من مخيمي شاتيلا والنهر البارد للاجئين في لبنان, والجزائر وتونس والمغرب ومصر والأردن. 

المصدر : الجزيرة