خطة إسرائيلية لشرعنة اقتحام المستوطنين للأقصى

1-المسجد الأقصى المبارك مجموعة من المستوطنين تقتحم الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
مجموعة من المستوطنين تقتحم المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس المحتلة

مع تواصل الاقتحامات والانتهاكات، أقرت الشرطة الإسرائيلية خطة جديدة تسمح باقتحام 60 مستوطنا للمسجد الأقصى المبارك يوميا على فترتين، بينما يرى مراقبون في هذه الخطوة إمعانا من المؤسسة الإسرائيلية في سياساتها الرامية إلى السيطرة على الأقصى وفرض اقتحامات المستوطنين له كأمر واقع.

وطلبت شرطة الاحتلال من المسؤولين عن تنظيم اقتحامات المستوطنين تجهيز قائمة تحتوي على أسماء 60 مستوطنا يوميا، لتتمكن الشرطة من تأمين اقتحامهم وتنظيم دوريات شرطية مرافقة لهم.

وتتضمن الخطة فترتين للاقتحام يوميا: الأولى صباحية تبدأ من الساعة السابعة والنصف وحتى العاشرة بالتوقيت المحلي، ويقتحم فيها 45 مستوطنا المسجد، بينما يقتحمه الـ15 الآخرون في الفترة المسائية بين الساعة الثانية عشرة والنصف والواحدة والنصف ظهرا.

بدورها، رفضت جمعيات الهيكل المزعوم مبدأ تحديد عدد المقتحمين، وطالبت بحذف هذه الجزئية من الخطة.

‪بكيرات: الأقصى لا يقبل القسمة على اثنين وهو حق خالص للمسلمين‬ (الجزيرة نت)
‪بكيرات: الأقصى لا يقبل القسمة على اثنين وهو حق خالص للمسلمين‬ (الجزيرة نت)

القادم أسوأ
في المقابل، يقول مدير التعليم الشرعي في المسجد الأقصى ناجح بكيرات إن دائرة الأوقاف الإسلامية ترفض أي برنامج لشرطة الاحتلال فيما يتعلق باقتحام المتطرفين للأقصى، لأنه يعتبر تدخلا سافرا في عمل دائرة الأوقاف، سواء كان عدد المقتحمين قليلا أو مفتوحا.

ويرى بكيرات أن هذه البرامج ستتطور تلقائيا في المستقبل، فبعد تثبيت الاحتلال الحصة الزمنية يتحدث اليوم عن حصة عددية، متناسيا أن الأقصى لا يقبل القسمة على اثنين، وأنه حق خالص للمسلمين، وليس لليهود شيء فيه.

ويضيف أن الاحتلال يضع الأسس ثم يبني عليها، فبعد تأسيسه للاقتحامات التي دفع الفلسطينيون ثمنها الدماء السائلة والاعتقالات والإبعادات، يبدو أنه يؤسس الآن لأعداد وجغرافيا وساعات لتكون على حساب الأعداد الإسلامية الموجودة في الأقصى وعلى الزمن الإسلامي وقداسة المكان.

ويؤكد بكيرات أنه يتم تزويد وزارة الأوقاف في الأردن بكافة تفاصيل الخطط والقرارات الإسرائيلية المتعلقة بالمسجد الأقصى على مدار الساعة.

‪عمرو: الخطة الجديدة تحضّر‬ (الجزيرة نت)
‪عمرو: الخطة الجديدة تحضّر‬ (الجزيرة نت)

حرب دينية
من جانبه، يقول الخبير في شؤون القدس جمال عمرو إن المستوطنين يقررون ما يشاؤون فيما يخص اقتحامهم للأقصى، ويتضح ذلك من خلال رفضهم لتحديد أعداد المقتحمين يوميا، بينما يطالبون الشرطة بتثبيت أوقات الاقتحامات فقط.

ويعتبر عمرو أن الخطورة في الخطة الجديدة "تكمن في التحضير لحرب عالمية ثالثة مبنية على أسس الدين والعقيدة بين اليهود والمسلمين"، وأن البرنامج الجديد للاقتحامات يشكل تعديا صارخا على مشاعر المسلمين حول العالم.

وبحسبه فإن الاحتلال يرمي من هذه الخطوة إلى إظهار اقتحامات المستوطنين وكأنها اقتحامات شرعية وجزء من ترتيب أمني، مضيفا "نفضل لو أن اليهود يبقون على اقتحاماتهم الحالية للأقصى وبأعداد أكبر، لكن شرعنة الاقتحامات ستشعل مواجهة مفتوحة، إلى أن يأتي إلى الأقصى أقوياء غير مستعدين لوضعه على طاولة المفاوضات".

ويشير عمرو إلى أن الشرطة الإسرائيلية تفعل ما تفعله في المسجد الأقصى بقوة السلاح، معتبرا أن الاقتحامات "جريمة مكتملة الأركان لا يقرها أحد لديه ذرة من الضمير، وأنها طعنة بظهر المسلمين حول العالم".

ويذكر أن المسجد الأقصى يتعرض لهجمة ممنهجة ومحاولات تهويد مستمرة، بينما تصعّد سلطات الاحتلال منذ عام إجراءاتها ضد المصلين والمرابطين وتمنع عددا منهم من دخوله بشكل نهائي، كما تلاحقهم بالضرب والإبعاد والاعتقال، فضلا عن تهديد بعضهم بسحب الإقامات إذا استمروا في دفاعهم عن المسجد وتصديهم لاقتحامات المتطرفين.

المصدر : الجزيرة