الحرب على "الإرهاب" هل تقرب روسيا للغرب؟

FILE - In this Monday, Nov. 16, 2015 file photo, U.S. President Barack Obama, right, talks with Russian President Vladimir Putin, left, prior to a session of the G-20 Summit in Antalya, Turkey. The tide of global rage against the Islamic State group lends greater urgency to ending the jihadis’ ability to operate at will from a base in war-torn Syria. That momentum could also force a reevaluation of what to do about President Bashar Assad’s future and puts a renewed focus on the position of his key patrons, Russia and Iran. (Kayhan Ozer/Anadolu Agency via AP, Pool, File)
بوتين وأوباما أثناء لقائهما في قمة العشرين التي عقدت بتركيا مؤخرا (الأناضول-أرشيف)
افتكار مانع-موسكو

الدعم الغربي للتدخل الروسي في سوريا ودوره في محاربة الإرهاب رفع مستوى التفاؤل في أن يسهم هذا التقارب في تخفيف أو رفع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية.

فقد أعلن عدد من المسؤولين الأوروبيين عن تأييدهم إعادة العلاقات مع روسيا إلى سابق عهدها، إذ طالب رئيس حزب الحرية النمساوي هانس كرستيان شتراخه الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على روسيا وقيام شراكة حقيقية معها في مكافحة الإرهاب.

كما تحدثت وسائل إعلام روسية عن زيارة يجريها وفد برلماني روسي إلى ألمانيا لبحث إمكانية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده.

من جهته، كشف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما (البرلمان) ألكسي بوشكوف عن أن الاتحاد الأوروبي سيرفع العقوبات المفروضة على البرلمانيين الروس في النصف الأول من العام القادم، وأن مرحلة المواجهة ستتلاشى نهاية عام 2017. 

‪‬ أونتيكوف توقع رفع العقوبات عن روسيا حال تعاونت مع الغرب في ملفي سوريا وأوكرانيا(الجزيرة نت)
‪‬ أونتيكوف توقع رفع العقوبات عن روسيا حال تعاونت مع الغرب في ملفي سوريا وأوكرانيا(الجزيرة نت)

مؤشرات إيجابية
تعليقا على ذلك، يقول المحلل السياسي أندريه أونتيكوف إن مجرد بدء الحوار بين روسيا والغرب يعطي مؤشرات إيجابية، لكن الأمور ما زالت في بداياتها وهناك طيف واسع من الخلافات لا بد من التغلب عليها.

وأوضح أن العقوبات سترفع عن روسيا في حالة تعاونت مع الغرب وصولا إلى إيجاد حلول للصراعات الدائرة في سوريا وأوكرانيا.

ولفت أونتيكوف في حديثه للجزيرة نت إلى أن هناك مؤشرات إيجابية، منها لقاء فيينا والاتفاق على بعض التفاهمات بخصوص الأزمة السورية، كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر تعليماته للقوات الروسية قبل أيام بالتعاون والتنسيق مع حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول"، واصفا الفرنسيين بالحلفاء في مكافحة الإرهاب، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة تطورا في التنسيق الروسي الأوروبي.

أزمة ثقة
على جانب آخر من هذه العلاقة بين روسيا والغرب، تبرز أجواء من عدم الثقة المتبادلة، إذ ترى الولايات المتحدة أن الضربات الجوية الروسية في سوريا تستهدف المعارضة السورية وليس تنظيم الدولة.

بدورها، تعتبر روسيا أن طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة زودت تنظيم الدولة بالسلاح والذخائر بحجة أنها كانت تنوي إلقاءها للمقاتلين الأكراد، مدللة على ذلك بأن التنظيم بعد أكثر من عام على الحملة تمدد أكثر وبات يسيطر على مساحات أوسع من الأراضي في سوريا والعراق.

سابق لأوانه
من جهته، يرى المحلل السياسي فاسيلي كاشين أنه من السابق لأوانه الحديث عن تقارب روسي غربي حقيقي، لدرجة رفع العقوبات المفروضة على موسكو، مؤكدا أن القيادة الروسية تعي ذلك.

وأوضح أن الغرب يرى أن روسيا تدخلت لإنقاذ حليفها الأسد من الانهيار التام ومنع وصول "المتطرفين" لمقاليد الحكم في سوريا، مشيرا إلى وجود تخوف غربي من أن دخول روسيا على خط المواجهة في سوريا سينعكس سلبا على أوروبا بموجات إضافية من اللاجئين، وما يعني ذلك من تبعات مالية وأمنية على دول أوروبا كما حدث في باريس.

وأضاف كاشين للجزيرة نت أن نتائج الحملة الجوية التي تقوم بها روسيا ما زالت محدودة ولم تحقق أي مكاسب فعلية، لا في القضاء على تنظيم الدولة، ولا في استعادة قوات النظام وحلفائها من الإيرانيين والعراقيين وحزب الله المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.

ولفت إلى أن الحراك الدبلوماسي الروسي تجاه أوروبا لرفع العقوبات لن يغير مواقف الاتحاد حتى لو حدث بعض التنسيق مع موسكو لأن الأزمة الأوكرانية ما زالت تراوح مكانها.

المصدر : الجزيرة