مفاوضات الخرطوم والشعبية بإثيوبيا تنفض دون اتفاق

الصورة رقم 1 صورة تجمع أمبيكي في اجتماع وفد الحكومة السودانية
جانب من اجتماع الوسيط الأفريقي للسلام بالسودان ثابو أمبيكي (الأول يسار) مع وفد الحكومة بأديس أبابا (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

لم تجد الآلية الأفريقية التي تتوسط للسلام في السودان غير تباعد المواقف بين الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال في جلسات التفاوض بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، رغم تقديم الآلية مقترحات توفيقية في محاولة منها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.  

وفي وقت اتهم فيه كل طرف الآخر بعدم الرغبة في السلام قبيل انعقاد جولة المفاوضات بينهما، لجأت الآلية الأفريقية -برئاسة ثابو أمبيكي- إلى ما وُصف بأنه محاولة لتذليل صعاب التفاوض بين الطرفين دون جدوى.  

وكان عضو وفد التفاوض حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في مفاوضات أديس أبابا حسين حمدي أعلن أن وفده أبدى عدة ملاحظات حول الوثيقة التي قدمها فريق الوساطة الأفريقية لتكون مرجعا للحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال حول المنطقتين دون سواهما. 

وأضاف للصحفيين مساء السبت أن الوفد الحكومي حينما حضر الجلسة الافتتاحية الأولى وجد أن جدول الأعمال يتضمن فقط وقف العدائيات بغرض المشاركة في الحوار الوطني.

وأضاف "عندما قدمنا للمفاوضات كان شغلنا الشاغل هو التداول حول قضية المنطقتين بجميع عناصرها الإنسانية والأمنية والسياسية حتى نرسم خارطة طريق لتسوية نهائية تضم كل أطراف التفاوض.

أردول: جئنا للتفاوض بعقول وقلوب مفتوحة (الجزيرة)
أردول: جئنا للتفاوض بعقول وقلوب مفتوحة (الجزيرة)

تفويض ناقص
ودفع إعلان الوفد الحكومي بأنه غير مفوض للحديث حول بعض المطالب التي طرحتها الآلية الأفريقية كالمؤتمر التحضيري للحوار القومي الجامع، الطرف الآخر -الشعبية- إلى الاعتقاد بعدم رغبة الحكومة في الحل السلمي.

وتقول الحركة -وفق الناطق الرسمي باسمها مبارك عبد الرحمن أردول- إنها لا تود أن تستبق الآلية الأفريقية بملاحظات قد تعيق عملها.

وأكد أن وفدها "جاء بعقل وقلب مفتوحين، وعلى أكمل استعداد للتعاون من أجل تنفيذ البرامج الإيجابية للآلية الأفريقية للوصول لوقف عدائيات تفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية، وبما يهيئ المناخ لعملية الحوار القومي الدستوري المتكافئ". 

وجاء في بيان للحركة -تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن وفدها فوجئ بإعلان الوفد الحكومي صراحة أنه ما جاء بتفويض كاف في قضايا الحوار الوطني، "ولعل تفويضه الوحيد هو الهجوم على الحركة لشعبية والوساطة الأفريقية". 

 عبد الله خاطر يتوقع اتفاق الطرفين على المذكرة التوفيقية (الجزيرة)
 عبد الله خاطر يتوقع اتفاق الطرفين على المذكرة التوفيقية (الجزيرة)

رفض قاطع
المحلل السياسي تاج السر مكي يرى أن الطرفين قدما ما عندهما من بضاعة، لافتا إلى إصرار الشعبية على حل كافة قضايا السودان في مقابل رفض قاطع للحكومة لهذا الطرح.  

لكنه يرى في تعليقه للجزيرة نت أنه على الرغم من بوادر انهيار الجولة الحالية، فإن ما قد يخرج به الطرفان "قد يساعد في تحديد ملامح واضحة لخارطة الطريق لحل الأزمة السودانية في جولات مقبلة".  

ويتوقع عودة الطرفين للاتفاق على المذكرة التوفيقية للآلية الأفريقية بعد مشاورة كل منهما إدارته رغم الرفض الأولي، مشيرا إلى عدم إمكانية المناورة "بعد التهديدات الدولية الواضحة لكافة الأطراف السودانية المتصارعة". 

بينما يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر إن الطرفين مدركان أهمية السلام في السودان "رغم ما يظهرانه من مراوغة تطيل عمر التفاوض بينهما". 

ويضيف أن الرغبة المشتركة في وقف الحرب عبر الحوار قد تدفع كافة الأطراف المتفاوضة إلى وضع مخرجات وتواريخ حقيقية لذلك"، مشيرا إلى ما يجده هذا الخط من دعم إقليمي ودولي.

ويستبعد في تعليقه للجزيرة نت تقارب الطرفين في ما تبقى من ساعات الجولة الحالية "رغم أنه لا خيار سوى الحل السلمي". 

المصدر : الجزيرة