طلاب الأزهر مهددون بالطرد من مدينتهم

للتواجد الأمني أمام مدينة طلاب الأزهر بداية العام الماضي
الأمن يكثف تواجده أمام مدينة طلاب الأزهر منذ العام الماضي (الجزيرة-أرشيف)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

أثار تهديد توفيق نور الدين نائب رئيس جامعة الأزهر بإغلاق المدينة الجامعية المخصصة لسكن طلاب الجامعة مخاوف من أن يستمر منع الطلاب من السكن في المدينة التي سبق أن أغلقت العام الماضي، وقال نور الدين في مداخلة هاتفية بإحدى القنوات الفضائية أمس الأول إن المدينة الجامعية "منحة من الجامعة للطالب المتفوق ولا يجوز استخدامها للتخريب"، مهددا بإغلاقها "إذا كانت مصدر إزعاج للدولة أو مصدر تعطيل للعملية التعليمية".

وقال رئيس جامعة الأزهر عبد الحي عزب إن المدينة الجامعية "ليست حقا للطالب بل هى منحة من الدولة لا تعطى إلا لمن يستحقها والتعليم فقط هو حق للطالب".

وفي السياق، دافع رئيس "حزب الجيل الديمقراطي" ناجي الشهابي عن تلك التصريحات، داعيا إلى "ضرورة التعامل بحزم مع دعاة الشغب في الجامعة".

وكانت إدارة الجامعة قد أغلقت أبواب المدينة الجامعة في القاهرة أمام الطلبة العام الماضي، مبررة ذلك "بتنفيذ إصلاحات"، وهو الأمر الذي أثقل كاهل الطلاب بتكاليف مادية باهظة للسكن في محيط الجامعة المعروف بارتفاع أسعار إيجارات العقارات فيه.

‪الأزهري: الطلبة لن يتراجعوا عن حقوقهم‬ (الجزيرة)
‪الأزهري: الطلبة لن يتراجعوا عن حقوقهم‬ (الجزيرة)

دوافع
وفي إطار ردود الفعل الطلابية على تلك التصريحات، قال المتحدث باسم "حركة طلاب ضد الانقلاب" في الجامعة محمود الأزهري "إن ما يحدث يدل على أن إدارة الجامعة من بعد الانقلاب لا تهتم بمصلحة الطلاب أو العملية التعليمية داخل الجامعة، ويظهر ذلك من خلال قصر مدة الدراسة وإغلاق المدن الجامعية وتسليم الجامعة لشركات أمن".

وأضاف أن اهتمام إدارة الجامعة "بات منصبا على مصلحة النظام فقط على حساب كل شيء والطلاب لن يتراجعوا عن حقوقهم ولن ترهبهم التصريحات المتعالية من إدارة الجامعة".

ويرى وسام فهمي الطالب بكلية طب الأزهر أن تصريحات نائب رئيس الجامعة "تمهد الطريق لتبرير إغلاق المدينة لاحقا لإسكات صوت الطلاب الذي لا مناص من خروجه". بينما يتخوف طالب التربية عبد الرحمن شداد من ارتفاع أسعار إيجار الشقق السكنية المجاورة للجامعة أضعاف ما كانت عليه سابقا.
 
وقال القائم بأعمال رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر محمد عاطف "الطلاب لم ينسوا تخلي إدارة الجامعة عنهم وإغلاق المدينة على مدار عام كامل ضاربة بطموح وأحلام الطلاب وحقوقهم في التسكين عرض الحائط". مضيقا أن هذا التهديد "نابع من الخوف والرعب كون المدينة منبعا لثورية طلاب الأزهر داخل حرم جامعتهم، وكان لها الأثر الأكبر في صمود واستمرار باقي الجامعات بل وميادين مصر عامة مشتعلة بلهيب الثورة".

‪رمضان خميس: حرمان الطلاب من السكن لا يقره شرع ولا يرضاه دين‬ (الجزيرة)
‪رمضان خميس: حرمان الطلاب من السكن لا يقره شرع ولا يرضاه دين‬ (الجزيرة)

قلق
وأبدى أستاذ التفسير بالجامعة رمضان خميس قلقه من هذا التهديد بحرمان الطلبة من السكن الجامعي، مؤكدا أن الأصل في الجامعة "أن تحمي طلابها ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الأمان الذي يشعر فيه الطالب بأنه بين آبائه فيتفرغ ذهنه للتحصيل، فالإنسان لا يبدع إلا في جو من الحرية والأمان".
 
وأضاف "أما أن يطارد الطلاب في سكنهم من أجل أنهم يطلبون الحق ويحرصون على الحرية ويرغبون في أن يعيشوا عيشة كريمة فيها أدنى حقوقهم الإنسانية، فهذا ما لا يقره شرع ولا يرضاه دين".

ويشاركه الرأي أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر محمود حسين الذي رأى أن "ما يحدث "نوع من الإقصاء تمارسه الجامعة ضد شريحة من أبنائها للضغط بهدف النيل من زخم العمل الطلابي". واستبعد أن يحقق هذا الضغط هدفه، مؤكدا أن استبعاد الطلبة من مدنهم الجامعية "لن يزيدهم إلا إصرارا على مبدئهم".

المصدر : الجزيرة