حصاد الأربعاء 21/10.. الفصائل الفلسطينية تتوعد

مسعفان إسرائيليان يحملان جثة شهيد فلسطيني قضى برصاص مجندة إسرائيلية في مدخل مستوطنة آدم جنوب شرقي رام الله
مسعفان إسرائيليان يحملان جثة شهيد فلسطيني قضى برصاص مجندة إسرائيلية في مستوطنة آدم قرب رام الله (الأناضول)

استشهد فلسطينيان وأصيب أربعة مستوطنين الأربعاء، حيث استشهد أحد الفلسطينيين جراء اختناقه بالغاز المدمع في تل الرميدة في الخليل، بينما استشهد الآخر برصاص الاحتلال للاشتباه بطعنه مجندة إسرائيلية قرب مستوطنة آدم قرب رام الله. فيما أصيب أربعة مستوطنين في عملية دهس قرب قرية بيت أمر شمال الخليل، وبذلك يرتفع عدد شهداء الهبة الفلسطينية إلى 53 وإصابة أكثر من ألف و850 آخرين.

من جانبها توعدت فصائل فلسطينية بالرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، التي كان آخرها إعدام فتيين من عائلة الجعبري في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بزعم محاولتهما طعن جندي إسرائيلي. وأكدت الفصائل على حق الشعب الفلسطيني في الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسه.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل -في كلمة ألقاها في أحد مساجد منطقة أراسميا، في بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا- إن هدف الممارسات الصهيونية هو تغيير هوية وتاريخ مدينة القدس وتهويدها، مؤكدا أن الجميع "أمام مسؤولية فردية وجماعية من أجل تحرير المسجد الأقصى وفلسطين.

فيما عزا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حالة الغضب والتمرد التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى ممارسات الإذلال اليومي والقمع الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

إلا أن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ذكرت اليوم أن هناك تنسيقا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لمنع حدوث عمليات كبيرة ربما تنطلق من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية, في حين تحدثت صحيفة أخرى عن تعليمات بالقتل الفوري لكل فلسطيني يهاجم إسرائيليين.

وفي مؤتمر صحفي مشترك حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على عدم التصعيد وحذر من استخدام القوة المفرطة، وسط مسعى أميركي لتهدئة الوضع الراهن بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وندد بكل عمليات العنف التي وقع ضحيتها إسرائيليون وفلسطينيون، وفق تعبيره.

هذا وقد ساهم منح إسرائيل تراخيص لليهود لحمل السلاح الشخصي بزيادة حالة التوتر والاحتقان وانتشار ظاهرة الإعدام الميداني، والاستهداف الدموي للفلسطيني بإطلاق الرصاص صوبه لمجرد الشك بأنه "يشكل خطرا" أو يعتقد أنه قد ينفذ عملية طعن.

وإذا كانت كل فئات الشعب الفلسطيني تعاني من الحواجز العسكرية التي تبلغ 630 حاجزا في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، فإن المرضى هم الأكثر معاناة برحلاتهم شبه اليومية لمستشفيات القدس وغيرها، وتأخرهم عن جلسات العلاج أحيانا بسبب الانتظار على الحواجز.

وعلى صعيد المعاناة الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية قال مسؤول اقتصادي فلسطيني بارز إن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى خنق الاقتصاد الفلسطيني بمدن الضفة الغربية والقدس الشرقية، بعد أن أعاقت هذه الإجراءات انسياب البضائع والسلع إلى السوق المحلية الفلسطينية والتصدير والاستيراد عبر الأردن.

وعلى صعيد آخر واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات بعد تصريحات اتهم فيها مفتى فلسطين الراحل الحاج أمين الحسيني بأنه من أوعز للزعيم النازي أدولف هتلر بما وصفه بإحراق اليهود. وقال نتنياهو -في كلمة أمام المؤتمر الصهيوني العالمي في القدس- إن هتلر لم ينو إحراق اليهود وإنما أراد فقط طردهم من بلاده، لكنّ الحسيني -الذي التقاه في برلين عام 1941- قال له إنه إذا طردهم سيأتون إلى فلسطين ونصحه بإحراقهم.

وفي سياق الصراع الثقافي بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي تشهد أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بالعاصمة الفرنسية باريس، معركة شرسة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشأن حائط البراق الذي تسعى إسرائيل جاهدة إلى تهويده باعتراف ومباركة دوليين، لكن ثمة مشروع قرار فلسطيني يعتبر الحائط جزءا من المسجد الأقصى.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وافقت على قرار تقدمت به المجموعة العربية ينتقد فشل إسرائيل في حماية المواقع التراثية وإعادة بناء مناطق دمرتها الحرب. ودان القرار القمع الذي قامت به قوات الاحتلال في القدس، وإخفاق إسرائيل في وقف الحفريات المستمرة والأشغال شرقي المدينة.

المصدر : الجزيرة