روس ينددون بتورط بلادهم في سوريا

جانب من المشاركين في المظاهرة
جانب من المشاركين في المظاهرة (الجزيرة)

 افتكار مانع-موسكو

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بداية التدخل الروسي العسكري بسوريا، رفعت شعارات مناهضة له في أحد ميادين العاصمة الروسية موسكو في مظاهرة احتجاجية تلبية لدعوة حركة "سوليدارنست" المعارضة. ورفع المتظاهرون الروس لافتات تقول "الأسد قاتل" و"الحرب عار على روسيا" و"الحرب أولى على الفساد". وقد جرت التظاهرة في ظل تواجد عدد كبير من رجال الشرطة والأمن الذين فرضوا طوقا وحصارا حول الميدان والمناطق القريبة منه.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة "سوليدارنوست" سيرغي دافيدس أن التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا حلقة من حلقات المغامرات العسكرية والسياسية لنظام بوتين التي بدأها بالعدوان على أوكرانيا وما رافقها من فرض عقوبات اقتصادية وتردي الأوضاع في روسيا، مما دفعه للمغامرة بالتدخل في سوريا ليحصل على نصر سريع بعد حرب خاطفة للحفاظ على ماء الوجه بعد فشله الذريع في أوكرانيا.

وقال دافيديس للجزيرة نت "إن قرار التدخل العسكري في سوريا اتخذ في غرف الكرملين دون الرجوع الى الرأي العام الروسي أو المؤسسات التشريعية الروسية، وما مسرحية قرار المجلس الاتحادي الروسي السماح بإرسال قوات إلى خارج روسيا للقتال والذي اتخذ قبل ثلاث ساعات من بدء الغارات الجوية في سوريا وبالإجماع، إلا دليل على احتكار نظام بوتين اتخاذ قرارات مصيرية دون الالتفات إلى الرأي العام أو المؤسسات".
 
وأضاف أن خمسين طائرة تلقي بصواريخها وقنابلها على المدن والقرى السورية "لن تغير الوضع القائم وميزان القوى الحالي في سوريا بشكل جذري، بل ستعمل على تعزيز ودعم قوات نظام الأسد في الحرب الدائرة بشكل مؤقت ولن يحصل على أي نصر كما توهم، ولكن إذا ما قرر التورط بإرسال قوات برية فإن الثمن سيكون باهظاً لروسيا، خصوصاً أن أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي كان تدخلّه في أفغانستان في سبعينيات القرن الماضي". 

‪شولكوفي: التدخل الروسي في سوريا‬ (الجزيرة نت)
‪شولكوفي: التدخل الروسي في سوريا‬ (الجزيرة نت)

تفنيد
أما عضو "حركة 5 ديسمبر" المعارضة يوري نابوتوفسكي فقال "إن ادعاء حكومة الرئيس بوتين بأن قرار التدخل في سوريا لمحاربة إرهاب تنظيم الدولة واستباق عدم تمدده وتوسعه ليهدد حدود الدولة الروسية ليس صحيحا، لأن الهدف الأساسي هو دعم نظام الأسد الدكتاتوري المحاصر وشبه المنهار لإعادة روسيا إلى واجهة الثأثير في السياسات الدولية".

وأكد نابوتوفسكي أن الغارات الجوية "لم تستهدف تنظيم الدولة، بل استهدفت قوات المعارضة السورية المسلحة وعلى رأسها الجيش الحر وضرب مدن وقرى غير خاضعة لقوات الأسد. وتأتي هذه المغامرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادنا مؤشر خطير على عدم اهتمام نظام بوتين بالأوضاع الداخلية الروسية والوضع المعيشي للمواطن في ظروف المقاطعة".
 
ونبه إلى وجود "أكثر من 20 مليون مسلم في روسيا غالبيتهم العظمى سنة، وهذا الدعم الفاضح لأقلية العلوية في سوريا يثير حالة من الرفض والاستياء، فلا دخل لروسيا في اختلاف المذاهب الإسلامية لتشجيع أقلية على أغلبية، وقد يعطي مبررا للمنظمات الإرهابية للقيام بعمليات انتحارية على الأراضي الروسية".

من جهته اعتبر القيادي في "التجمع الديمقراطي لدعم المعارضة السورية" بافل شولكوفي التدخل العسكري الروسي في سوريا "جريمة حرب، ويوما ما سيحاسب عليها بوتين".

وأرجع شولكوفي إقدام الرئيس الروسي على تلك الخطوة إلى "التعاطف مع الطغاة والخشية أن يأتي دوره، ومحاولة الخروج من مأزق الحرب في أوكرانيا، ومحاولة خلق أمر واقع يتطلب تنسيق جهود مع واشنطن في مكافحة الإرهاب كمدخل لاستعادة علاقاته مع الولايات المتحدة التي تضررت نتيجة الأزمة الأوكرانية.

المصدر : الجزيرة