كاميرات المراقبة عدو المقاومة الأول بالضفة

كاميرات مراقبة إسرائيلية على منزل فلسطيني قرب بؤرة تل الرميدة الاستيطانية في الخليل
كاميرات مراقبة إسرائيلية على منزل فلسطيني قرب بؤرة تل الرميدة الاستيطانية بالخليل (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل

خلال السنوات الأخيرة، تزايدت بالأراضي الفلسطينية المحتلة ظاهرة تركيب كاميرات المراقبة سواء من قبل الاحتلال أو فلسطينيا في البيوت والمحلات التجارية. لكن هذه الكاميرات وإن كانت مفيدة لأصحابها فإنها باتت عبئا على المقاومة، وسلاحا صامتا يلاحق المقاومين.

ووفق مختص في قضايا الأسرى فإن السنوات الثماني الأخيرة شهدت ما يمكن وصفه بالعمليات اليتيمة، أي عملية واحدة لا تتكرر، إذ سرعان ما تكشف الخلية ويتم اعتقالها أعضائها قبل تنفيذ عمليات أخرى.

ويقول فنيون يشتغلون في تركيب الكاميرات وبيعها إن دوافع الناس متعددة، فبعضهم يقتنيها لأغراض مهنية حيث تتطلب أعمالهم وجود كاميرات، وبعضهم يشتريها دون مبرر.

‪كاميرات مراقبة داخل المسجد الإبراهيمي بالخليل‬  (الجزيرة نت)
‪كاميرات مراقبة داخل المسجد الإبراهيمي بالخليل‬ (الجزيرة نت)

إفادة الاحتلال
يقول إبراهيم محمود (صاحب بقالة) إن الدافع الأول لتركيب الكاميرات في محله هو منع بعض العابثين من سرقة الأغراض أو تخريبها، إضافة إلى سهولة مراجعة التصوير عند وجود خلل في العمليات الحسابية واحتساب البضائع للزبائن.

ويضيف أنه حرص على تركيب الكاميرات داخل المحل وعلى مدخله بحيث يتجنب إظهار الشارع الذي يمر من أمام بقالته، لكنه مع ذلك يقول إنه اضطر لإزالتها في بعض المناسبات خشية مصادرتها أو تخريبها من قبل الاحتلال.

ورغم اتفاقه مع هذا التاجر، يقول زبون أحد المحلات التجارية -فضل عدم ذكر اسمه- إن الكثيرين أساؤوا استغلال الكاميرات، موضحا أن البعض يقتنيها لمراقبة الآخرين وتحركاتهم خدمة لغيره، في إشارة لأجهزة أمن الاحتلال والسلطة الفلسطينية.

‪كاميرات مراقبة قرب نقطة عسكرية إسرائيلية بالخليل‬  (الجزيرة نت)
‪كاميرات مراقبة قرب نقطة عسكرية إسرائيلية بالخليل‬ (الجزيرة نت)

ويؤكد رائد النتشة (مالك أحد محلات الحاسوب) ما ذهب إليه سابقوه، موضحا أن للناس مبررات مختلفة وراء تركيب الكاميرات، لكن أبرزها حماية المصالح التجارية.

ويضيف الرجل الذي يشتغل في تركيب الكاميرات أن الإقبال يتزايد على الكاميرات كلما تحسنت جودة الصورة التي تخزنها، مشيرا إلى أن أسعارها تبدأ من ثلاثمئة دولار أميركي.

وذكر النتشة أن الأمر وصل بالبعض لحد استخدام الكاميرا نافذة على الشارع إذا كان لا يراه من منزله. لكنه يشير إلى استغلال الاحتلال لهذه الكاميرات ومصادرة العشرات من أجهزة التسجيل الخاصة بها خلال عدوانه على الخليل صيف العام الماضي.

وهنا يحذر من أن غالبية الكاميرات المتصلة بشبكة الإنترنت قابلة للاختراق، وربما الاستغلال السيئ من قبل العابثين والاحتلال.

وإضافة إلى الكاميرات الخاصة، ينشر الاحتلال مئات الكاميرات على الشوارع الالتفافية التي يسلكها مستوطنون، وفي محيط المستوطنات وعلى الجدار العازل، فضلا عن قلب مدينتي القدس والخليل. كما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا نشر مئات أخرى منها لحماية المستوطنين.

‪الخفش: الاحتلال كشف العملية الأخيرة بنابلس من خلال الكاميرات‬ (الجزيرة)
‪الخفش: الاحتلال كشف العملية الأخيرة بنابلس من خلال الكاميرات‬ (الجزيرة)

عمل لا يتكرر
وخلال السنوات الثماني الأخيرة، لم يتم تسجيل أي تكرار للعمليات الفدائية ضد الاحتلال من قبل نفس الخلية، حيث كشفت كافة الخلايا بعد فترة قصيرة من تنفيذ عملياتها، والسبب كاميرات المراقبة، كما يؤكد مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش.

وأوضح الخفش أن الاحتلال استفاد بشكل كبير من الكاميرات فائقة الدقة المثبتة على المحلات التجارية وعلى مداخل المدن الفلسطينية وقمم الجبال والأبراج العسكرية، مشيرا إلى سهولة تتبع الكاميرات المتصلة بالإنترنت عن بعد ودون الحاجة إلى مصادرة أجهزة التسجيل.

وقال أيضا إن الاحتلال كشف العملية الأخيرة جنوب نابلس والتي قتل فيها مستوطنان من خلال الكاميرات التي سجلت نوع ورقم السيارة التي استخدمها المقاومون وتحركاتهم، موضحا أن مخابرات الاحتلال يهمها بالدرجة الأولى الوصول إلى الفاعلين ومن ثم محاصرتهم في التحقيق بالمعلومات والتسجيلات فيحدث الاعتراف من قبل الأسرى.

ومع تحول اقتناء الكاميرات من الحاجة إلى الموضة، يقول الخفش إن أي شخص يستخدم التكنولوجيا في العمل المقاوم مصيره إلى الانكشاف.

المصدر : الجزيرة