حصاد الثلاثاء الدامي في انتفاضة القدس

إطلاق نار على حافلة في جبل المكبر بالقدس
عملية إطلاق نار وطعن في حافلة إسرائيلية بمدينة القدس (الجزيرة)

لم تسفر سياسة الإعدامات الميدانية التي انتهجها الاحتلال بحق الفلسطينيين إلا عن تصعيد بعمليات الطعن التي تستهدف جنود الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين، فقد كان يوم الثلاثاء حافلا بالعمليات والمواجهات الميدانية في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس.

ففي عملية تشكل تطورا لافتا في مسار انتفاضة القدس، استخدم سلاح ناري في قتل إسرائيليين وإصابة 15 آخرين في هجوم نفذه فلسطينيان -استشهد أحدهما وأصيب الآخر بجراح خطيرة قبل اعتقاله- على حافلة في جبل المكبر بمدينة القدس. كما قتل حاخام يهودي وأصيب أربعة آخرون في عملية دهس وطعن بالقدس استشهد منفذها.

وفي المواجهات الميدانية استشهد الشاب معتز الزواهرة في بيت لحم برصاصة في ظهره. كما أصيب أكثر من خمسين فلسطينيا في مواجهات بالضفة الغربية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي قمعت مسيرات وفعاليات احتجاجية نصرة للقدس والأقصى. وشارك آلاف الفلسطينيين داخل الخط الأخضر في مظاهرات ضخمة بمدينة سخنين بالجليل نصرة للقدس والأقصى.

وعلى أثر المواجهات الدامية يوم الثلاثاء، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، من بينها تفويض الجيش بحراسة المواصلات في القدس، واستدعاء وحدات عسكرية لتعزيز قوات الشرطة في القدس، وفرض حصار أمني على الأحياء العربية، وتشديد الحصار على الضفة الغربية.

 

من جانبه حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الأمني الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤولية أي تدهور محتمل في الأراضي الفلسطينية، وأكد أن حكومته ستتخذ "تدابير قوية" لمواجهة التصعيد.

وردت منظمة التحرير الفلسطينية على نتنياهو بإعلانها إيداع مزيد من الملفات بجرائم الاحتلال لدى المحكمة الجنائية الدولية، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء جرائم إسرائيل.

وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من استخدام إسرائيل المفرط للقوة بحق الفلسطينيين، في وقت ندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بما وصفها بـ"هجمات إرهابية" ضد المدنيين الإسرائيليين، ودعا إلى وقف العنف.

وجاء رد حركة حماس على قلق الأمم المتحدة باتهام أمينها العام بان كي مون بالتستر على جرائم الإعدام الميدانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفتيات والشبان والأطفال الفلسطينيين.

وكحال الانتفاضات الفلسطينية السابقة، تجلت في انتفاضة القدس ظواهر جديدة، منها مشاركة الفتاة الفلسطينية الشبان بانتفاضتهم في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء الحجارة أو تقديم العون للمنتفضين.

كما نجح ناشطو الفصيلين الفلسطينيين الكبيرين فتح وحماس في تجاوز خلافات الحركتين السياسية في تحقيق حالة وحدة ميدانية في المواجهة مع الاحتلال، خصوصا على مستوى طلبة الجامعات بالضفة الغربية.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل ثلاثمئة فلسطيني من القدس المحتلة، نصفهم من القاصرين، وثمانين من قطاع غزة، خلال الشهر الماضي. ومع حصيلة الثلاثاء يكون عدد شهداء الانتفاضة قد بلغ 30 إضافة إلى 1450 جريحا.

المصدر : الجزيرة