نابلس تنتفض بوجه الاحتلال

شبان يحملون صديقهم الذي اصيب بمواجهات مساء اليوم الاحد عند حاجز حوارة جنوب نابلس بعد مسيرات انطلقت رفضا لاستمرار انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه
شبان يحملون مصابا في المواجهات عند حاجز حوارة جنوب نابلس (الجزيرة)

عاطف دغلس-نابلس

لم تكن مدينة نابلس الوحيدة التي تصدت الأحد لجيش الاحتلال الإسرائيلي المجهز بأحدث الأسلحة، لكنها من أكثر مدن الضفة الغربية التي ما زالت تعاني من التضييق بعد عملية بيت فوريك (إيتمار) منذ 11 يوما.

وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المدينة إغلاقا عسكريا خانقا منذ ذلك الحين، مغلقة مداخلها ومخارجها بشكل متقطع لتمنع خروج ودخول آلاف الفلسطينيين، فضلا عن خمسة حواجز تحيط بها دائما وحواجز أخرى متنقلة.

كما تعاني نابلس من اقتحامات يومية للمدينة وقراها، اعتقل خلالها أكثر من عشرين شخصا، مع وصول إشعارات بهدم عدة منازل.

ورفضا لهذا الحصار وانتصارا للمسجد الأقصى، خرج اليوم مئات المتظاهرين، جلهم من الطلبة الجامعيين من مختلف الجامعات، في مسيرات حاشدة وصلت إلى حاجز حوارة جنوب المدينة، والتي تعد نقطة الاحتكاك الدائم مع الاحتلال، حيث وقعت عشرات الإصابات بالرصاص الحي.

‪طالبات جامعيات يساعدن بنقل الحجارة عند حاجز حوارة جنوب نابلس‬ (الجزيرة)
‪طالبات جامعيات يساعدن بنقل الحجارة عند حاجز حوارة جنوب نابلس‬ (الجزيرة)

قنص واستهداف
وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية بنابلس غسان حمدان للجزيرة نت إن 35 شابا على الأقل أصيبوا بعمليات قنص بالرصاص الحي من نوع "توتو" المعروف بحرقه الأنسجة وتقطيع الشرايين وإحداث تسمم.

وأضاف أن الاحتلال كمن للمتظاهرين -وهو ما رصدته الجزيرة نت أيضا- وأطلق رصاصه تجاههم من عدة محاور قرب الحاجز، وذكر أن معظم الإصابات كانت في المناطق السفلية من الجسم، وخمسة منها بمنطقة البطن، واصفا جراح أحدهم بالخطرة.

ولفت حمدان إلى أن نابلس من أكثر المدن مواجهة مع الاحتلال في الأيام الأخيرة، وأن سكانها تعرضوا لمضايقات بارزة تجاوزت الاعتقال واقتحام المنازل وتدمير محتوياتها إلى المواجهة شبه اليومية، مما أسفر في الأيام الماضية عن إصابة نحو ستين مواطنا بالرصاص الحي، وعشرات آخرين بالرصاص المطاطي.

‪الشباب يضرمون النيران في الإطارات ويغلقون الطرق‬ (الجزيرة)
‪الشباب يضرمون النيران في الإطارات ويغلقون الطرق‬ (الجزيرة)

غياب الحاضن
وتميزت مظاهرات اليوم في نابلس ومدن أخرى بالضفة مثل طولكرم والخليل ورام الله بانطلاقها على يد الشباب وطلبة الجامعات، الذين أكدوا انتفاضتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الشاب باسم خندقجي إن فعالياتهم تزامنت مع أنشطة أخرى بالضفة، لافتا إلى أن هذا كله يأتي تعبيرا عن رفضهم انتهاكات الاحتلال خاصة بالمسجد الأقصى، وأنهم ينتفضون من أجل حريتهم وتحقيق حلمهم الفلسطيني بدولة مستقلة.

وأمام هذا الهدف، أكد الناشط خالد منصور أن هذه الفعاليات تقول للقيادة الفلسطينية إن زمن المفاوضات انتهى، وإن هناك خيارات أخرى لردع الاحتلال، مضيفا أن الشباب "بحاجة لقيادة وحاضنة تدعمهم وتقوي موقفهم لا أن تسيطر عليهم".

ودعا الناشط منصور في حديثه للجزيرة نت الفصائل الفلسطينية لأن تكون في مقدمة الحراك ليتحول إلى انتفاضة بوجه الاحتلال الإسرائيلي، ودعا لابتكار أساليب مقاومة تحقق نتائج أعلى وبأقل خسائر.

بينما رأى عضو لجنة التنسيق الفصائلي بنابلس عماد اشتيوي أن هذه المظاهرات تؤكد أن الاحتلال إلى زوال، وأن ممارسات المستوطنين لن تستمر ضد الشعب الفلسطيني، كما دعا القيادة الفلسطينية للاستجابة إلى الهبات الجماهيرية التي انطلقت لتعزيز صمود الفلسطينيين.

المصدر : الجزيرة