لاجئون سوريون ببلغاريا يشكون الإهمال والعنصرية

أحد الاحتجاجات التي قام بها اللاجئون في المخيم المذكور على سوء اوضاعهم في المخيم
أحد الاحتجاجات التي قام بها اللاجئون في مخيم هرمنلي على سوء أوضاعهم (الجزيرة نت)

شادي الأيوبي-أثينا

يشكو آلاف اللاجئين في بلغاريا من احتجازهم مدة طويلة في أماكن غير صحية، ومن طول وتعقيد عملية حصولهم على لجوء في هذا البلد، كما يشكون من قسوة إدارة المخيمات التي يقيمون فيها وعدم تعاملها معهم بإنسانية.

ويحاول اللاجئون إيصال صوتهم إلى العالم في منطقة لا تحظى بالقدر الوافر من التغطية الإعلامية، ويشيرون إلى الظروف التي أجبروا على البقاء فيها مع مئات الأطفال والنساء بانتظار الوصول إلى بلاد تقبلهم كلاجئين وتحترم إنسانيتهم.

وقال رافل عبد الله، وهو لاجئ سوري في مخيم هرمنلي جنوب شرق بلغاريا، إنه هرب مع مئات اللاجئين من ويلات الحرب في سوريا بحثاً عن مكان آمن ومستقبل لأطفالهم، ودخلوا أوروبا عن طريق الحدود البلغارية التركية، حيث ألقي القبض عليهم وأصبحوا اليوم لاجئين في بلغاريا.

وأضاف للجزيرة نت عبر الهاتف إن بلغاريا "تعامل اللاجئ كمجرم أو إرهابي، ولا تعرف معنى الإنسانية".

‪مخيم هرمنلي بجنوب بلغاريا أقيم في ثكنة عسكرية مهجورة‬ (الجزيرة نت)
‪مخيم هرمنلي بجنوب بلغاريا أقيم في ثكنة عسكرية مهجورة‬ (الجزيرة نت)

ثكنة عسكرية
وتابع "لقد وضعونا في مخيم هرمنلي الذي كان قديما عبارة عن ثكنة عسكرية مهجورة، وتم افتتاحها كمعسكر للاجئين عام 2013. الوضع الإنساني والصحي والمعنوي وكل شيء في أدنى مستوى، ويعتبر هذا المخيم من أكبر الأماكن المخصصة للاجئين في بلغاريا".

وقال أيضا "عددنا 2200 لاجئ سوري، ويوجد معنا بعض العائلات من أفغانستان والعراق، عدد الأطفال 520 وعدد النساء 750″.

وتابع اللاجئ السوري "سكتنا عن سوء المعاملة، وعن عدم الاهتمام بنا وبحقوقنا كلاجئين، وعن الوضع الصحي المزري الذي أدى لإصابة معظم الأطفال بالتهابات رئوية وربو باعتراف طبيب في المخيم، حيث قال إن السبب هو الرطوبة والسكن غير الصحي، ومع هذا لم نحتج ولم نتكلم".

وقال "نحن بانتظار إقامتنا وجوازات السفر ليغادر كل إلى بلد مستعد لاستقباله رفضاً لدولة بلغاريا التي لا حقوق لنا فيها، ومنذ ثلاثة أيام جاءنا رجل أمن وحذرنا من حليقي الرؤوس العنصريين المعروفين باسم "أتاكا" لأنهم ينوون الهجوم على المعسكر".

هجوم عنصري
ويصف عبد الله حالة الرعب التي قال إن المعسكر عاش فيها بعد ذلك التحذير، حيث لم يخرج أحدٌ إلى السوق خوفاً، خاصة بعد الأنباء عن مهاجمة عشرين من العنصريين بالسكاكين مجموعة من اللاجئين في العاصمة البلغارية صوفيا، مما أدى لإصابة أحدهم إصابة بليغة، بحسب قوله.

المخيف -بحسب عبد الله- أنه لم تكن هناك أية ردة فعل من جانب الحكومة البلغارية، رغم أن اللاجئين اشتكوا وخرجوا في اعتصام سلمي داخل المعسكر مطالبين السلطات بتأمين الحماية لهم ولأطفالهم.

وأردف "للأسف لم ترسل السلطات أي حماية ولم تهتم بالأمر، بل على العكس تم تهديد اللاجئين من قبل مدير المعسكر بإعادتهم إلى سوريا، كما عوقبوا بتخفيض وجبات الطعام إلى نصف الكمية المقررة.

وقال "نحن نعاني بشدة من قلة عدد المحققين والمترجمين الموكلين بتسيير معاملاتنا، ومن طول الفترة الزمنية التي نجبر على تحملها مقابل الوثائق التي سنحصل عليها لتخرجنا من هذا الجحيم، كما يتم تهديدنا يوميا بإعادتنا إلى سوريا، وهذا الذي يخشاه كل اللاجئين".

وقال إن شاباً لاجئاً يبلغ من العمر 19 عاماَ توفي منذ أيام في مخيم مدينة سفلن غراد بسبب الإهمال الطبي المقصود، وتأخر الإسعاف في الوصول إلى مكانه.

مصدر بلغاري قال إن بلاده لا تملك خبرة في التعامل مع اللاجئين (الجزيرة نت)
مصدر بلغاري قال إن بلاده لا تملك خبرة في التعامل مع اللاجئين (الجزيرة نت)

رد بلغاري
من جهة أخرى، قال مصدر رسمي بلغاري للجزيرة نت إن بلده تحتاج إلى بنى تحتية والمزيد من التنظيم للتعامل مع الأعداد الكبيرة التي تدخل بشكل دائم إلى البلد، مضيفاً أن بلاده ليس لديها الخبرة الكافية بعد بشؤون اللاجئين.

وأعرب المصدر -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- عن اعتقاده أن الهجمات التي تعرض لها لاجئون وأجانب في بلغاريا ليست من تدبير عناصر حزب أتاكا اليميني، بل تأتي من أشخاص متطرفين أو لديهم مشكلات مع وجود الأجانب، واعتبر أن الحزب المذكور ليس من سياساته الهجوم على الأجانب.

وقال إن بلاده تحتاج كذلك للمزيد من الدعم الأوروبي لكي تساعد اللاجئين بسبب ضيق حالتها الاقتصادية، كما أن إجراءات تحديد الدخول والخروج بساعات معينة من معسكر اللجوء يأتي في النهاية لمصلحة اللاجئين وسلامتهم.

وذكر أن وسائل الإعلام البلغارية تغطي مسائل اللاجئين بطريقة إيجابية تميل لصالح اللاجئين.

المصدر : الجزيرة