بعد عملية شبعا.. هل تصعد إسرائيل أم تكتفي "بالتعادل"؟
وديع عواودة-حيفا
وتتباين وجهات نظر المراقبين داخل إسرائيل حيال احتمالات اندلاع حرب واسعة بعد ثأر حزب الله اليوم لعملية القنيطرة، فبينما ينفي بعضهم الانزلاق نحو الحرب، يتخوف آخرون من حرب استنزاف يشنها حزب الله في جنوب لبنان والجولان.
ويرى رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين أن إسرائيل لن تستطيع امتصاص هذه الحادثة الخطيرة أو المرور عليها مرور الكرام.
عدو مرّ
يدلين الذي أعلن انضمامه إلى حزب "العمل" الأسبوع المنصرم، حذر إسرائيل في تصريحات للإذاعة العامة من الانجرار إلى حرب واسعة على غرار حرب لبنان الثانية.
كما ينضم إلى التهديد والوعيد الصادر عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ويدعو تل أبيب إلى رد يوضح لحزب الله أن إسرائيل كلها جيش ولا فرق بين يمين ويسار في هذا الموضوع.
لكن معلق الشؤون العربية في القناة الثانية إيهود يعاري يحذر من الرد الانفعالي من قبل بعض الوزراء الذين تحركهم دوافع انتخابية، ويشير إلى مخاطر رد حزب الله بآلاف الصواريخ، داعيا إلى الاكتفاء "بنتيجة التعادل" والاستعداد لمناوشات تشبه الاستنزاف.
لكن الإذاعة الإسرائيلية لم تُخف انتقاداتها للحكومة والجيش وقالت إن إسرائيل -بخلاف تصريحاتها- تخطئ قراءة حزب الله الذي نجح في تنفيذ عملية موجعة. وعن ذلك اكتفى يدلين بالقول إن "المواجهة قاسية وحزب الله عدو مرّ، لكن جيشنا قادرعلى مواجهته".
حساب الدم
المحلل المختص بالشؤون العسكرية رون بن يشاي يعتبر أن إسرائيل لن ترد بقسوة على "تصعيد اليوم"، مشددا على مواجهتها مأزقا صعبا لأن ردا كبيرا من طرفها من شأنه أن يشعل حربا واسعة.
في المقابل يرى بن يشاي أن امتصاص العملية أو الاكتفاء برد متواضع من شأنه أن يشجع حزب الله على المزيد من الهجمات مستقبلا.
ولذا يعتبر في حديثه للجزيرة نت أن قادة إسرائيل يقفون اليوم أمام معضلة غير سهلة، ويلفت إلى أن حزب الله غير معني بحرب، لكنه كان مضطرا للرد على عملية القنيطرة.
ويواصل بن يشاي انتقاده المبطن بالإشارة إلى عدم وجود إنذارات استخباراتية مبكرة، ويقول إن حزب الله مستعد للتصعيد والاستجابة لرفع إسرائيل قيمة الرهان معه، مضيفا "للأسف يقاس هذا الحساب بالدم".
جبهة الجولان
وقبيل العملية توقعت أوساط إعلامية في إسرائيل أن يرد حزب الله في الجولان، واعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت عملية القصف أمس بمثابة الطلقة الأولى لحرب استنزاف تكون مكلفة ماديا أيضا.
وتضيف الصحيفة أن القدرات العسكرية لحزب الله تحسنت بشكل كبير خلال سنوات الحرب الثلاث في سوريا إلى جانب قوات النظام، وتقول إنه يستطيع لو شاء إيقاع إصابات في الجولان.
وهذا ما يؤكده المحلل العسكري يوسي ميلمان للجزيرة نت مرجحا أن تتواصل عمليات إطلاق القذائف بشكل مرهق من جهة سوريا في كل وقت يعتبره حزب الله مريحا له.
ويشير ميلمان إلى أن حزب الله يسعى لتشويش الحياة بشكل غير محتمل في الشمال واستنزاف الجيش من منطقة الجولان كي لا يُعرض نفسه لضغط داخل لبنان.
ويرى أن تسارع إسرائيل إلى تحديد شروط جديدة صارمة كي تردع حزب الله وإيران وسوريا من تكرار عملية جبل الشيخ، وإلا فإنها ستتعرض لإغلاق جبل الشيخ عدة مرات كل أسبوع.