النسيان الرسمي يطوى ضحايا وشعار ثورة يناير

اهالي الضحايا فض رابعة امام جثثهم داخل مسجد الايمان
أهالي ضحايا الثورة ما زالوا يبحثون عن القصاص (الجزيرة/أرشيف)

رمضان عبد الله-القاهرة

"حسبنا الله ونعم الوكيل".. عبارة بدأ بها والدا الضحية إبراهيم سمير حديثهما في الذكرى الرابعة لمقتله بميدان المطرية شرق العاصمة المصرية القاهرة يوم "جمعة الغضب" الموافق 28 يناير/كانون الثاني 2011.

الأبوان المكلومان ليسا وحدهما من يتطلع إلى القصاص، فوالد الضحية حسين طه من الإسكندرية والذي قضى يوم "جمعة الغضب" أيضا يعبر عن أوجاعه وأمله المفقود قائلا "قلوبنا تنزف، والقصاص كان أملنا".

وحمّل طه الحكومة الحالية المسؤولية عن "دماء الشهداء حتى لو كان القتلة من خارج مصر" مضيفا "ما يزيد حزني لفقد ابني أن أهداف الثورة وشعاراتها عيش وحرية وعدالة اجتماعية لم تتحقق".

أما والدة الضحية ولاء الدين حسني -الذي كان من أول عشرة قضوا في جمعة الغضب- فتتعجب لدماء الضحايا التي "راحت هدرا" وتقول شاكية "الذكرى تجدد الألم لكن أحدا لم يتذكرنا".

وتأمل الأم أن يطلق اسم ابنها على الشارع الذي تسكن فيه والذي لا يتجاوز طوله 15 مترا، مختتمة حديثها بقولها "حسبي الله ونعم الوكيل في كل من ضيع حق أبنائنا".

ويرى والد الضحية إبراهيم رضا محمد (14 عاما) من الشرقية والذي قضى أيضا في جمعة الغضب أن "العزاء الحقيقي يكمن في تحقيق أهداف الثورة". 

‪المصري: ثورة يناير لم تغير سوى أسماء الرؤساء‬ (الجزيرة)
‪المصري: ثورة يناير لم تغير سوى أسماء الرؤساء‬ (الجزيرة)

إنكار
ويعزو عضو المكتب السياسي في حركة 6 أبريل محمد مصطفى عدم اهتمام الدولة بإحياء ذكرى ضحايا الثورة إلى أن "النظام الحاكم الحالي لا يعترف بثورة 25 يناير، بل يرى في ثوارها تهديدا لقواعده، ومن ثم جاء إغلاق ميدان التحرير قبيل الذكرى الرابعة ليكشف خوف النظام من الأعداد الغفيرة الزاحفة إلى الميدان".

ويضيف مصطفى أن ذكرى الثورة هذا العام "يشوبها الأسى والمرارة، لكنها بداية نضال جديد غير ما سبق، فالدولة ترقص رقصة المجنونة المتغطرسة على جثث أبنائها بعدما قتلتهم وأضاعت حقهم".

من جهته، قال المتحدث باسم "الجبهة الحرة للتغيير السلمي" رامز المصري أن ثورة 25 يناير "لم تغير سوى أسماء الرؤساء، وهناك صراع واضح بين مؤسسات الدولة تحكمه مصالح شخصية، أما الشهداء فالدولة لا تبالي بهم ولا تحترم حقوقهم".

وفي المقابل، قال عضو المكتب التنفيذي لـ"جبهة الإنقاذ" أحمد عبد ربه إن بعضا من أهداف الثورة قد تحقق بإسقاط حسني مبارك "وثورة 30 يونيو أدت إلى استقرار الأوضاع داخل الدولة". 

ويرى المحلل السياسي هاني سليمان أن الدولة "تعترف بثورة 25 يناير وتلصق بها 30 يونيو في خطاباتها لتوائم الجو العام، لكنها لا تعترف بها في قرارة نفسها" معتبرا أن أي نظام حاكم لمصر لا يريد التغيير أو الخروج على المألوف.

وخلص إلى القول إن النظام الحاكم الحالي يستغل الظروف السياسية للمنطقة ليجهض أية محاولات قادمة تسعى للتغيير.

المصدر : الجزيرة