الطائرات المسيرة.. صيحة جديدة لاقتحام الأقصى

صورتان عامتان داخل المسجد الأقصى.
أحدث صيحات الاعتداء على الحرم القدسي إطلاق طائرات صغيرة مزودة بكاميرات دقيقة في سماء المسجد الأقصى (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس المحتلة

تكررت محاولات جماعات يهودية لإطلاق طائرات صغيرة تحوم فوق المسجد الأقصى المبارك، كانت آخرها يوم الأحد الماضي، حيث أحبطتها الأوقاف الإسلامية.

ويُعتبر إطلاق هذه الطائرات -المزودة بكاميرا تصوير دقيقة- من أحدث صيحات الاعتداء على الحرم القدسي، وبحسب الأوقاف فإن العام الماضي شهد ثلاث محاولات من هذا القبيل في حين تمت الرابعة قبل أيام.

يقول مدير المسجد الأقصى المبارك عمر الكسواني إن يقظة حراس المسجد الأقصى هي السلاح في وجه هذه المحاولات، ففي كل مرة يتم إحباط استمرار تحليق الطائرات، بعد التبليغ الفوري عنها لضابط شرطة الاحتلال المناوب، و"لكن ليس هناك أفق لوقف هذه المحاولات في ظل تقاعس الشرطة الإسرائيلية عن لجم هؤلاء المتطرفين".

وأضاف الكسواني في حديث للجزيرة نت أنه من الصعب تحديد الجهة التي ينتمي إليها هؤلاء الأشخاص، لأن الشرطة لا تكلف نفسها عناء فتح تحقيق في ملابسات هذه الحوادث، ولا تلاحق من يقومون بها قضائيا، مع أن كافة الوسائل متاحة أمامها في ظل انتشار كاميرات المراقبة في كل زاوية، وهي تكتفي دائما بالرد على الأوقاف بنفي إصدار تصاريح لهؤلاء لتصوير المسجد.

‪الكسواني: الشرطة لا تكلف نفسها عناء فتح تحقيق لمعرفة من يطلق الطائرات‬ (الجزيرة)
‪الكسواني: الشرطة لا تكلف نفسها عناء فتح تحقيق لمعرفة من يطلق الطائرات‬ (الجزيرة)

مخطط مقرر
من جانبه، يرى الخبير في شؤون القدس جمال عمرو أن المحاولات المستمرة لإطلاق طائرات فوق الأقصى هي استمرار لترويض العقل الفلسطيني والعربي والعالمي لقبول ما يخطط له الاحتلال، الذي أخذ قرارا بالتصعيد ضد المسجد الأقصى الذي شهد أحداثا مأساوية عام 2014 لتستمر مع بداية هذا العام.

وحسب عمرو، فإن الاحتلال يسعى إلى جعل خطوة إطلاق الطائرات التصويرية فوق الأقصى خبرا يوميا اعتياديا يمر بوسائل الإعلام مرّ الكرام، مثلما استطاع أن يجعل خبر اقتحام الأقصى من قبل المتطرفين خبرا عاديا لا يلتفت إليه أحد، مؤكدا أن هذه حقائق دامية وخطيرة يواجهها الأقصى والمقدسيون.

وعن إمكانية أن تحمل هذه الطائرات متفجرات، وأن يفكر مطلقوها يوما ما بتنفيذ اعتداء انتحاري ضد الأقصى وهدم أماكن محددة فيه، قال عمرو إن هذا وارد وليس مستبعدا، فإسرائيل تنوي إزالة المسجد، وقائد المنطقة الوسطى الإسرائيلي صرح يوما ما بأن هذا المسجد سيزول عاجلا أم آجلا، وعندما سألوه كيف؟ قال بفعل هزة أرضية.

وتساءل عمرو كيف لقائد عسكري أن يصرح بأن زوال الأقصى هو مسألة وقت، وهو قائد بموقع مسؤولية في حكومة تدعي الديمقراطية. وفي الوقت نفسه تخطط لزوال المسجد الأقصى؟"

تجهيز نفسي
وأضاف عمرو أن من يقومون بهذه المحاولات هم فعلا يريدون تفجير الأقصى، وهم يجهزون الجميع نفسيا لهذا. وقال إنهم عندما صرخوا عاليا بأنهم يريدون المساس بالمسجد الإبراهيمي بالخليل لم يصدقهم أحد، والنتيجة الآن أن الإبراهيمي تحوّل لكنيس يسمح أحيانا للمسلمين بالصلاة فيه.

‪جمال عمرو: إن إسرائيل تنوي إزالة المسجد الأقصى‬ (الجزيرة)
‪جمال عمرو: إن إسرائيل تنوي إزالة المسجد الأقصى‬ (الجزيرة)

وحذر الكسواني الحكومة الإسرائيلية من تفجير الأقصى ومن انفجار الوضع في الشرق الأوسط ككل، قائلا إن المساس بالمسجد الأقصى هو مساس بعقيدة المسلمين بأنحاء المعمورة.

يُشار إلى أن تسيير هذه الطائرات وإطلاقها يتم بكل سهولة، ويمكن لطفل أن يتحكم بها عن بعد، وتستطيع الطائرة أن تحوم حول الأقصى لعدة دورات، كما يمكن التحكم بها بحيث تهبط لارتفاع منخفض ثم تعود وتعلو من جديد. وهناك إمكانية لتثبيت كاميرا تصوير دقيقة جدا بالطائرة، والنسخة المطورة مؤخرا من هذه الطائرات يمكن أن تحمل معها أوزانا تصل إلى عدة كيلوغرامات.

ويقول جمال عمرو أيضا إن من الممكن أن تحمل هذه الطائرة متفجرات تزيل الأقصى من الوجود، ويعلق بقوله "هنا تكمن الخطورة، لأن من يُطلقها هم أشخاص مسكونون بهمجية وبتعاليم توراتية تلمودية شديدة الخطورة، بل هي أسس الفكر الداعشي الحقيقي الوحيد في المنطقة، ومنبع الإرهاب والتطرف الحقيقي يتمثل في هذه الجماعات التي تقوم بهذه الأعمال لإزالة الأقصى".

يذكر أن المستوطنين رفعوا الطائرات في أوقات مختلفة في سماء المدينة، وكادت تقترب من سماء الأقصى، لكن تنبه لها المصلون ورفعوا أصواتهم بالصراخ والتكبير، مما أدى إلى وقف ذلك لفترة، لتسارع شرطة الاحتلال وتعلن أن من أطلق الطائرة معتوه أو هاو، وتؤخذ الحادثة بأبسط التسميات، في محاولة لتهميشها وصرف نظر المواطنين ووسائل الإعلام عنها.

المصدر : الجزيرة