النازحون إلى أربيل والسليمانية يشكون نسيانهم
ناظم الكاكئي-السليمانية
وتعقدت معاناة هؤلاء حيث لم تسمح لهم سلطات كركوك بالدخول، وهم غير قادرين على العودة إلى مناطقهم في ناحية يثرب (75 كيلومترا شمال بغداد)، حيث تنتشر مجاميع الحشد الشعبي التي سيطرت على المنطقة، واضطرت جميع العائلات للهرب خشية بطش هذه المليشيات.
ويقول كاوان مصطفى مسؤول المنظمة الإنسانية التي تشرف على مخيم "عربت" إن 360 عائلة دخلت إلى المخيم، وسارعت كوادرنا وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية وإدارة ناحية عربت إلى تقديم ما يلزم لإسكانهم في الخيم وتقديم العون لهم".
شح الإغاثة
وأوضح بيام سلام مسؤول مخيم عربت "استقبلنا في المخيم الموطنين النازحين من صلاح الدين وعددهم أكثر من ألفي شخص، وتم إسكانهم في المخيم، ووفرنا لهم المستلزمات الحياتية البسيطة من أغطية ومدافئ نفطية ووقود، وستجهز بقية النواقص لهم تباعا".
ووصف سلام حال النازحين بـ"المزرية"، وقال إن جميعهم من ناحية يثرب بصلاح الدين، وهم جميعا من عشيرة البوحشمة من بني تميم.
من جهته، قال عباس العبودي -أحد النازحين من صلاح الدين- "مررنا بظروف في غاية الصعوبة بعد خروجنا من مناطقنا في يثرب واتجهنا نحو مدينة كركوك، لكنه لم يُسمح لنا بالدخول بعد إغلاق منفذ مكتب خالد من قبل المسؤولين هناك، فبقينا عشرين يوما محاصرين في العراء بلا مأكل أو مأوى".
وذكر أن خمسة أطفال توفوا إلى جانب ثلاثة من كبار السن وثلاث نساء، وحصلت ثماني حالات ولادة، معظمها في صحة غير جيدة، وبعد الاتصالات بالمنظمات الإنسانية سهلت منظمة التنمية المدنية دخولنا إلى كركوك وبعدها تم نقلنا إلى السليمانية في مخيم عربت".
وقال أحد النازحين -رفض ذكر اسمه- "إن ما يُسمى الحشد الشعبي ومليشيات العصائب دمرا منازلنا وسرقا سياراتنا وممتلكاتنا وأموالنا، ونقلاها إلى محافظة ديالى بعد رحيلنا مباشرة". وطالب الحكومة العراقية بالتدخل الفوري والمحافظة على ممتلكات النازحين من المناطق التي شهدت قتالا، كما طالب المسؤولين بالإسراع في توفير الظروف الملائمة لعودة العائلات إلى مناطقها.
عشائر أربيل
وفي أربيل، نظم مجلس ثوار العشائر في العراق حملة إغاثة شملت عشرات العائلات النازحة من مناطق غرب العراق إلى المناطق القريبة من أربيل.
وقال الشيخ فايز الشاووش "قدمنا المساعدات للعائلات التي تسكن في مناطق نائية، فالعائلات النازحة لا تمتلك الخيام ويعيش أغلبها في هياكل منازل لم يكتمل بناؤها.
وعن عدد العائلات، يقول "زرنا حتى الآن 75 عائلة، وقدمنا مبالغ نقدية لكل عائلة لأنها أعرف باحتياجاتها ومجلس ثوار العشائر مستمر في تقديم المعونات لها، فأوضاعها في غاية السوء، ولم تتلق أي دعم أو عون من الحكومة في بغداد".