عمر كرامي

epa000386849 Lebanese Prime Minister-designate Omar Karameh speaks to reporters at his home in Beirut, Lebanon Thursday, 10 March 2005. President Emile Lahoud on Thursday reappointed staunchly pro-Syrian Premier Karami to his post and asked him to form the next government, just 10 days after Karami had stepped down under popular pressure. Karami immediately called for a national unity government EPA/NABIL MOUNZER

زعيم سياسي سني لبناني، تولى رئاسة الحكومة مرتين واستقال مرتين بضغط من الشارع، كانت الأخيرة في 2005 بعد اتهام دمشق باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

المولد والنشأة
ولد عمر عبد الحميد كرامي يوم 7 سبتمبر/أيلول 1934 في طرابلس شمالي لبنان، لإحدى العائلات السنية السياسية الكبرى، فوالده عبد الحميد كرامي أحد رجالات الاستقلال اللبناني، وشقيق رئيس الحكومة رشيد كرامي الذي قتل في تفجير مروحية كانت تقله من طرابلس إلى بيروت في يونيو/حزيران 1987 خلال الحرب الأهلية (1975-1990).

الدراسة والتكوين
بعد إكماله المراحل الأولى من التعليم، التحق بالجامعة الأميركية في بيروت قبل أن ينتقل إلى مصر حيث نال إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة، وأسس مكتبا للمحاماة فور عودته إلى لبنان.

الوظائف والمسؤوليات
تولى وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة، ورئاسة الوزراء مرتين متباعدتين، كما انتخب نائبا في البرلمان اللبناني ثلاث دورات خلال 1992-2005.

التجربة السياسية
دخل عمر كرامي ميدان السياسة بعد اغتيال شقيقه رشيد 1987، فعُين وزيرا للتربية في 1989 قبل أن يصبح رئيس حكومة للمرة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 1990، لكن حكومته اضطرت للاستقالة بعد مظاهرات خرجت إلى الشوارع احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي.

عرفت تلك الحركة بـ"ثورة الدواليب" بعدما ترافقت مع إحراق إطارات في معظم المناطق اللبنانية تصاعد منها دخان أسود غطى كل سماء لبنان تقريبا، وجاءت بعد أن بلغ سعر الليرة اللبنانية أسوأ مستوياته (ثلاثة آلاف ليرة للدولار الواحد) مع عجز الحكومة عن اتخاذ تدابير رادعة لوقف التدهور.

تولى رئاسة الحكومة مرة ثانية ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2004 وفبراير/شباط 2005، واضطر لتقديم استقالته مرة أخرى بعدما تفجر غضب الشارع ضده مجددا إثر اغتيال رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط 2005 بتفجير سيارة مفخخة وسط بيروت.

وكانت حكومة كرامي في حينه موالية تماما لسوريا، وكلفه رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود -بعد استشارات نيابية- بتشكيل حكومة جديدة لكنه لم ينجح في ذلك.

تواصلت الحركات والمظاهرات الاحتجاجية في الشارع، واستمر كرامي على رأس حكومة تصريف أعمال حتى 19 أبريل/نيسان 2005، وبعد أيام انسحب الجيش السوري من لبنان بعد حوالي ثلاثين سنة من وجوده هناك.

منذ ذلك الحين، تراجع دور عمر كرامي لكنه ظل جزءا من التكتل السياسي الذي يضم حلفاء سوريا في لبنان، ولم ينجح في الانتخابات النيابية عام 2005 التي نـُظمت بعد أشهر من اغتيال الحريري.

انقسم اللبنانيون بشدة بشأن خطه السياسي بعد خروجه من الواجهة السياسية.

الوفاة
توفي عمر كرامي يوم 1 يناير/كانون الثاني 2015، وشارك في تشييعه حشد من أبناء مدينته طرابلس ومن مؤيديه وسط حضور سياسي رسمي. وأعلن رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام الحداد عليه ثلاثة أيام في البلاد.

المصدر : الجزيرة