صعدت جماعة الحوثي حملتها ودعت أنصارها لترديد شعارها الرسمي “الصرخة” بكل الأماكن التي يتواجدون فيها باليمن في التاسعة مساء اليوم، كما طالبتهم بترديد شعارات تطالب بإسقاط الحكومة وخفض أسعار الوقود.
لكن الدعوة لم تلق تجاوبا إلا من متظاهري الجماعة المعتصمين في مخيمات وسط العاصمة صنعاء وعلى مداخلها، وهو ما لم يحدث بالشكل المتوقع في المناطق والأحياء التي يسكن فيها موالون للحوثيين.
وجاءت الدعوة إلى ترديد "الصرخة" في إطار ما أسمّتها جماعة الحوثي "الخطوات التصعيدية للمرحلة الثالثة والأخيرة"، في وقت بدأت فيه الحكومة خفض أسعار المشتقات النفطية، وفقاً لمبادرة أطلقها الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل يومين، تتضمن أيضاً إقالة الحكومة وتسمية رئيس وزراء جديد خلال أسبوع واحد، تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهي المبادرة التي رفضتها جماعة الحوثي.
القيسي: دعوة جماعة الحوثي لترديد الصرخة محاولة للفت الأنظار (الجزيرة نت)
تعبئة عامة
وفي تعليقه على هذه الخطوة، قال الباحث في الفكر الإسلامي، عبدالله القيسي، إن دعوة جماعة الحوثي لأنصارها بترديد شعارها "الصرخة" يندرج في سياق حملة التعبئة العامة في صفوف أنصارها ولفت أنظار الرأي العام إليها.
وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الجماعة تدرك تداعيات توقف أنصارها، ولذلك هي تسعى لإشغالهم بما يرفع معنوياتهم ويبث ما وصفه بـ"الرعب" في أوساط الناس، وكلها أساليب نفسية.
وأوضح أن هناك تشابهاً في الأسلوب بين جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وما قام به
الخميني في إيران في أواخر سبعينيات القرن الماضي، عندما دعا في ذروة ثورته ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوي الإيرانيين إلى الصعود إلى أسطح منازلهم عند التاسعة من كل ليلة وترديد شعار "الله أكبر" لمدة نصف ساعة، بهدف إجبار الجيش على دعم مطالبهم، وهو ما تحقق لاحقا ليعلن الخميني في 11 فبراير/شباط 1979 قيام حكومة مؤقتة يرأسها مهدي بازركان.
محاكاة الخارج
من جانبه، أكد الباحث في تاريخ الشيعة، عنتر الفتيحي، أن جماعة الحوثي تسعى للفت أنظار الرأي العام نحوها إزاء ما تقوم به وللمحافظة على الروح المعنوية لأنصارها.
ولفت -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الحوثيين الذين ينتمون للمذهب الزيدي، أحد مذاهب الشيعة، يعتمدون منهج الشيعة القائم على "الظاهرة الصوتية" في الإعلام من خلال ترديد شعارهم المعروف بـ"الصرخة".
وأوضح أن هذا الأسلوب محاكاة لتجارب حركات شبيهه لهم مثل حزب الله في لبنان والنظام الذي أسسه الخميني في إيران، مبيناً أن الأئمة الذين كانوا يحكمون شمالي اليمن (حتى ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962) كانوا يلجؤون أيضا في كل حدث إلى الصعود لأسطح المنازل وترديد "الصرخة".
وشهدت الأيام الأخيرة في صنعاء ومدن أخرى خروج مسيرات نظمتها أحزاب وهيئة الاصطفاف الوطني من أجل المحافظة على النظام الجمهوري، رداً على ما تعتبره هذه القوى محاولات من قبل الحوثيين لتقويضه وإعادة الحكم الملكي، رغم نفي زعيمهم عبد الملك الحوثي هذه الاتهامات.