تراجع حصة فقراء فلسطين من الأضاحي

توزيع لحوم الأضاحي عام 2014 في جمعية دورا الإسلامية لرعاية الأيتام (تصوير الجمعية - للجزيرة نت)
قائمون على بعض الجمعيات الخيرية أكدوا تراجع الأضاحي المتبرع بها من الخارج وعدم وجود ما يعوضها من الداخل (الجزيرة)

عوض الرجوب-الخليل

أثرت حالة عدم الاستقرار والحروب التي تعيشها المنطقة العربية والملاحقات التي تتعرض لها الجمعيات الخيرية الفلسطينية سلبا على فقراء فلسطين الذين تراجعت حصصهم من الدعم والمساعدات، وخاصة الأضاحي.
 
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية تتجاوز 25%، بينما يؤكد قائمون على بعض الجمعيات تراجع الأضاحي المتبرع بها من الخارج، وعدم وجود ما يعوضها من الداخل، مما يؤثر سلبا على عشرات آلاف الأسر المحتاجة التي ازدادت أعدادها بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.

وبينما أجاز مفتي فلسطين التضحية بالعجول السمينة، تقول وزارة الزراعة إن حاجة الضفة الغربية من الخراف والعجول مغطاة وبأسعار معقولة، رغم أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى نفوق الآلاف منها.

توزيع لحوم الأضاحي على فقراء فلسطين (الجزيرة)
توزيع لحوم الأضاحي على فقراء فلسطين (الجزيرة)

نسبة الفقر
ووفق أحدث معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن معدل الفقر بين الفلسطينيين سجل 25.8% خلال عام 2011، بواقع 17.8% في الضفة الغربية و38.8% في قطاع غزة، مضيفا أن نحو 12.9% من الأفراد في فلسطين يعانون من الفقر المدقع.

وبدوره، يقول مدير عام مكافحة الفقر بوزارة الشؤون الاجتماعية أحمد محارمة، إن قرابة خمسين من لجان الزكاة والجمعيات الخيرية تساهم في توفير لحوم الأضاحي للعائلات الفلسطينية المحتاجة خلال عيد الأضحى، وإنها تتحمل مع الوزارة بعض أعباء رعاية الأسر المحتاجة.

وأضاف محارمة في حديثه للجزيرة نت أن وزارة الشؤون الاجتماعية تقدم مساعدات نقدية وعينية لنحو 114 ألف أسرة، مشددا على ضرورة التركيز على قطاع غزة في توجيه المساعدات والأضاحي نظرا لحجم المأساة وتزايد أعداد الأسر المحتاجة خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

الماشية والعدوان
وبحسب بيان للوزارة، فإن قطاع غزة يحتاج لنحو عشرة آلاف رأس من العجول لموسم الأضاحي، يتوافر منها حتى الآن نحو ستة آلاف رأس، ويتوقع أن يرتفع الرقم خلال الأيام المقبلة.

وأشارت الوزارة إلى تضرر الثروة الحيوانية في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير الذي أدى إلى نفوق أكثر من ألفي رأس من العجول ونحو عشرين ألف رأس من الأغنام.

وحددت وزارة الزراعة الفلسطينية سعرًا لأهالي غزة يتراوح بين 7 و8.5 دولارا للكيلو الواحد من لحم الخروف الحي، وسعرا بين 4.5 و5.5 دولارا للعجل الحي، بينما سجلت الأسعار أرقاما قريبة من ذلك في أسواق الضفة الغربية.

‪فطافطة: لدينا من الماشية ما يكفي حاجة السوق وبأسعار مناسبة‬ (الجزيرة)
‪فطافطة: لدينا من الماشية ما يكفي حاجة السوق وبأسعار مناسبة‬ (الجزيرة)

دراسات وأسعار
وفي الضفة الغربية، يوضح مدير عام الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة الفلسطينية محمود فطافطة، واستنادا لدراسات الوزارة، أن الضفة تستهلك في عيد الأضحى بين 100 و120 ألف رأس من الأغنام، ونحو سبعة آلاف عجل، وثلاثمائة جمل.

وأضاف أن الأعداد المتوافرة تكفي حاجة السوق وأسعارها مناسبة، مشيرا إلى منع الاستيراد في هذا الوقت بالذات لوجود عدد كاف من الأغنام من جهة ولعدم الإضرار بالمزارعين من جهة ثانية.

من جهته، يشير رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية في مدينة الخليل حاتم البكري إلى استمرار التراجع في أعداد الأضاحي التي يتم التبرع بها للجمعية مقارنة بسنوات سابقة، لكنه يوضح أن ما سجل حتى الآن يقارب ما شهده العام الماضي.

وأضاف البكري في حديث للجزيرة نت أن جمعيته التي تقدم لحوم الأضاحي سنويا لنحو عشرة آلاف مستفيد، تمكنت حتى الآن من توفير 250 رأسا من الأغنام وأربعين عجلا، غالبيتها العظمى تبرعت بها جمعيات من الخارج، معربا عن أمله في ارتفاع هذا العدد مع حلول العيد يوم السبت المقبل.

ويصنف الاحتلال الجمعية الخيرية الإسلامية منظمة إرهابية، وسبق أن اقتحم مقراتها وأغلق مكاتبها ودمر قبل أقل من شهر مصنعا للألبان كانت تملكه، وهو ما أثر سلبا على عملها كما يؤكد البكري.

المصدر : الجزيرة