الحوثيون بصنعاء.. نهب منظّم وصدمة بين الأهالي

الحوثيون يواصلون انتشارهم في صنعاء
واصل الحوثيون انتشارهم في صنعاء بعد سقوطها بأيديهم قبل أيام (الجزيرة)

عبده عايش-صنعاء

ما زال أغلب اليمنيين تحت تأثير الصدمة بعد سقوط العاصمة صنعاء تحت سيطرة مسلحي جماعة الحوثي قبل أيام. وزاد من هول تلك الصدمة انغماس الحوثيين في أعمال نهب واسعة للأسلحة الثقيلة والمتوسطة والآليات العسكرية من معسكرات الجيش والمرافق الحيوية والحكومية وحتى المؤسسات الحكومية والمرافق الخاصة ومنازل المواطنين اقتحمت ونهبت محتوياتها.

وتعرض منزل الناشطة الحقوقية توكل كرمان لاقتحام الحوثيين الذين شنوا عمليات نهب واسعة لمنازل سياسيين ووزراء ونشطاء وصحفيين ومواطنين، بينهم قادة بحزب التجمع اليمني للإصلاح المحسوب على تيار الإخوان المسلمين، إضافة لنهب مقراته وبعضها قريبة من منزل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وكانت مصادر يمنية تحدثت عن قيام الحوثيين بنهب خمسين دبابة من مقر اللواء الرابع حماية رئاسية، وثلاثين دبابة من الفرقة الأولى مدرع، و14 دبابة من مبنى التلفزيون، و44 مدفعا متنوعا، و88 طاقما مسلحا، بالإضافة لكميات كبيرة من الذخائر، ونقلت تلك المنهوبات إلى صعدة وعمران، شمال العاصمة صنعاء.

نهب واقتحام
هول مشاهد النهب والاقتحام لمرافق الدولة ومنازل المواطنين جرت في اتجاه واحد، وشملت منازل قادة عسكريين، أبرزهم اللواء علي محسن الأحمر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن، وأيضا منازل مشايخ قبليين وبرلمانيين ووزراء ومسؤولين سابقين، وجميعهم من الذين أيدوا وساندوا ثورة التغيير ضد حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

‪مسلحون حوثيون ومدنيون فوق مدرعة عسكرية نهبت من معسكر في صنعاء‬  (الجزيرة)
‪مسلحون حوثيون ومدنيون فوق مدرعة عسكرية نهبت من معسكر في صنعاء‬  (الجزيرة)

هول تلك المشاهد دفع بالقيادي عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين علي البخيتي للإعلان عن "اعتكافه" ورفضه لاقتحام منازل قادة حزب الإصلاح ومؤسسات إعلامية، مثل قناة "سهيل" التي أغلقت بعد اقتحام مكتبها ونهب محتوياته.

وقال البخيتي في منشور وزع على نطاق واسع "أشعر بألم في صدري وغصة في حلقي.. أرى وطني ينهار، واليمن الجديد الذي سعيت إليه بعيد المنال".
 
الأمان لصالح
من جهة أخرى استغرب مراقبون عدم مساس الحوثيين بمنازل قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه صالح، الذي أعلن الحوثيون عدم استهدافه رغم وجود نقاط تفتيش حول منزل بشارع حدة حيث يقيم، بل أكدوا أنهم منحوه "الأمان"، حسب الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام.

ودفعت حالة الاحتجاج الرافضة لأعمال النهب التي يمارسها الحوثيون الكثير ممن كان يقف ويساند مسيرة جماعة الحوثي إلى رفض ذلك علنا، واعتبر الكاتب الصحفي علي سالم أن ما يقوم به الحوثيون "نازية بدوية"، وأشار إلى أن "قوات هتلر عندما اجتاحت باريس لم تفعل ما فعلته مليشيات الحوثي بصنعاء، رغم أن فرنسا قاومت".

وقال سالم في بيان صحفي "لم يحدث أن أظهر أحدهم حقدا وانتقاما على الدولة اليمنية كما يمارس عبد الملك الحوثي ومليشياته، حتى الغزاة لم يفعلوا ما فعله الحوثي خلال ثلاثة أيام"، ولفت إلى أن "أبرهة الحبشي رمم سد مأرب، بعد غزوه اليمن قبل الإسلام، وشيد الأتراك الطرق وسكك الحديد أثناء حكم اليمن، بينما السيد الهاشمي المكي خرّب ونهب حتى المراحيض"، حسب قوله.

المصدر : الجزيرة