المقدسيون يقضون آلاف الساعات يوميا على الحواجز

الأزمة المرورية على حاجز قلنديا للقادمين إلى القدس هذا الصباح.
الأزمة المرورية على حاجز قلنديا للقادمين إلى القدس (الجزيرة نت)

أسيل جندي-القدس المحتلة

تعد الحواجز العسكرية الإسرائيلية جزءا أساسيا من حياة المقدسيين اليومية، خاصة أولئك الذين يضطرون لاجتياز حاجز قلنديا العسكري يوميا من طلبة وموظفين ومواطنين يسكنون في الأحياء التي أصبحت خلف الحاجز.

ويقع حاجز قلنديا العسكري شمال مدينة القدس، ويُعد من أكبر الحواجز العسكرية التي أقامها جيش الاحتلال عقب الانتفاضة الثانية التي اندلعت نهاية سبتمبر/ أيلول 2000.

ويتعين على كل فلسطيني يرغب في التوجه إلى القدس المحتلة أو مغادرتها إلى الضفة الغربية المرور من هذا الحاجز حيث يخضع هناك للتفتيش، ويستغرق عبوره أحيانا عدة ساعات.

تقول الصحفية المقدسية شيرين صندوقة للجزيرة نت إنها اضطرت لنقل مكان سكنها من شعفاط -حيث تعيش أسرتها- إلى بلدة الرام لتقريب المسافة إلى مكان عملها في رام الله، إلا أنها ما زالت تعاني من الحاجز يوميا، فهي تقضي أحيانا ساعتين أو أكثر حتى تتمكن من اجتيازه، رغم أنه في الوضع الطبيعي لا تستغرق المسافة من منزلها إلى عملها أكثر من نصف ساعة.

‪شيرين صندوقة: أعاني من الحاجز بشكل يومي‬  (الجزيرة)
‪شيرين صندوقة: أعاني من الحاجز بشكل يومي‬  (الجزيرة)

إهانة يومية
وأردفت "بتُّ أردد دائما بأن السفر للأردن يستغرق مسافة أقل من تلك التي أقضيها في قطع خمسة كيلو مترات كي أصل مكان عملي يوميا".

وليس بعيدا عن ذلك، يقول الطالب أحمد الجمل الذي يدرس بجامعة بيرزيت "إن الحاجز مرحلة من الذل والانتقاص من الكرامة الإنسانية التي أعيشها منذ خمس سنوات" فالأمر لا ينتهي عند مسألة الوقت فقط، وإنما بآلية اجتياز الحاجز، فالمواطنون يمرون من بين أبواب حديدية لا تختلف عن الأقفاص المخصصة للحيوانات، وعليهم الرضوخ للأمر الواقع وعدم الاعتراض وإلا فمصيرهم الاعتقال أو الانتظار ساعات طويلة على الحاجز في أفضل الأحوال.

وأضاف الجمل أن الحاجز ساهم بشكل أساسي في تغيير مزاجه ونفسيته، وتحويله لشخص عصبي جدا يثور لأبسط الأمور، متمنيا أن يأتي يوم تزول فيه كافة الحواجز العسكرية الإسرائيلية حتى يستثمر المواطن المقدسي وقته الذي يقضيه عليها بشيء مثمر.

وحول الحلول المقترحة لأزمة حاجز قلنديا العسكري من وجهة نظر السلطة الفلسطينية، قال وزير شؤون القدس عدنان الحسيني للجزيرة نت إن كافة الحلول التي يتم طرحها يرفضها الاحتلال بشكل قاطع، لكنه يضيف أن هناك بعض الحلول السريعة التي سيتم طرحها خلال جلسة مجلس الوزراء القادمة، منها تحويل مسارات الشاحنات الكبيرة التي تعبر الحاجز إلى طرق أخرى، ووضع متطوعين لتنظيم حركة السير بعد اجتياز الحاجز من الجانب الإسرائيلي.

وأضاف أن السلطة الفلسطينية لا تقر بالحاجز ولا بسياسة الأمر الواقع والتشديدات المستمرة التي تفرضها سلطات الاحتلال على المواطنين، لكن الحلول الجذرية الأخرى طويلة الأمد وبحاجة لوقت وجهد وتكاتف من جهات عدة لإنجاحها.

‪البوابات والمسارات الحديدية التي يمر من خلالها المواطنون لاجتياز الحاجز‬ (الجزيرة)
‪البوابات والمسارات الحديدية التي يمر من خلالها المواطنون لاجتياز الحاجز‬ (الجزيرة)

إهدار الوقت
ويمر من حاجز قلنديا العسكري يوميا حوالي ثلاثين ألف مقدسي، وبحسبة بسيطة إذا افترضنا بأن كلا منهم يقضي ساعة يوميا في اجتيازه فإن ثلاثين ألف ساعة يقضيها المقدسيون يوميا على هذا الحاجز، بينما يقضي الشخص الواحد 730 ساعة سنويا إذا استغرق ساعتين يوميا باجتيازه.

ويُعد الحاجز نقطة التقاء القادمين من شمال الضفة وجنوبها بالإضافة للقادمين من القدس، في طريق ضيقة اقتطعها الجدار العازل من النصف، لتزدحم بوسائل النقل المتعددة من الشاحنات والمركبات الثقيلة، وحافلات الركاب وطلاب المدارس ، وسيارات الإسعاف والأجرة والسيارات الخصوصية بالإضافة إلى المشاة، الأمر الذي يؤدي لتكدس السيارات في طوابير طويلة تزيد على كيلو متر.

يُذكر أن المقدسيين استعانوا مؤخرا بوسائل التواصل الاجتماعي من أجل التعرف على أحوال طريق حاجز قلنديا، من خلال إنشاء صفحات خاصة على فيسبوك، والتي أصبحت مصدراً مهماً للمعلومات عن الحاجز يتبادلها المسافرون من القدس إلى رام الله وبالعكس موضحين عن طريق الصور درجة أزمة السير الموجودة، وحال جنود الحاجز ومستوى التفتيش وغيرها.

المصدر : الجزيرة