أهالي الرقة يختارون النزوح على الموت بمنازلهم

أحمد العربي-الرقة
ويؤكد زين الفايز -ناشط إعلامي في المدينة- أنه بعد إعلان واشنطن عن الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية بدأ القلق والتوتر ينتشران بين أهالي الرقة.
وأضاف الفايز في حديث للجزيرة نت أن "أهالي الرقة لم ينسوا ما حصل في العراق وليبيا وأفغانستان والصومال وغيرها من البلدان التي شهدت تدخلات عسكرية وضربات جوية سقطت فيها أعداد كبيرة من المدنيين, وهذا ما جعل مدينة الرقة تشهد نزوحا سكانيا كبيرا إلى أماكن أكثر أمنا".

أخطاء القصف
وعن حالات النزوح يضيف الناشط الإعلامي أن هذه الحالات تقتصر الآن على أهالي الرقة القريبين من مقرات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية خشية وقوع أخطاء أثناء القصف, حيث يلجأ أهالي المدينة إلى القرى القريبة والخالية من أي وجود للتنظيم, ويحملون معهم ما استطاعوا من أثاث وأغراض شخصية أساسية.
أما أبو فرات -أحد أهالي المدينة الذين نزحوا إلى الريف- فيقول "لم ننس ما حل بالعراق وليبيا وغيرهما من الدول التي قامت أميركا بأعمال عسكرية فيها وما خلفته من ضحايا مدنيين, لهذا لن نبقى في بيوتنا ننتظر الموت بسبب أخطاء في تحديد الأهداف أو أي أسباب أخرى".
ويضيف أبو فرات أن تنظيم الدولة يتحصن بين المدنيين بينما تخرج عائلات قادته وعناصره إلى أماكن أكثر أمنا في ريف الرقة, ويتخذ من المدنيين دروعا بشرية, "وهذا ما زاد من مخاوفنا وأدى إلى نزوحنا محاولين الابتعاد عن أماكن وجوده".
من جانبه، يرى أبو الفضل وهو -قيادي في تنظيم الدولة- أنهم لن يهربوا من مصيرهم وسوف يتصدون ويقفون بوجه العدوان العالمي على الإسلام والمسلمين"، على حد تعبيره.

استعداد للقتال
ويضيف في حديث للجزيرة نت "الله ناصرنا ونحن نجاهد في سبيله، فلن تخيفنا طائرات أميركا ومن والاها ومن يحاربنا ممن لا يريدون إقامة دولة إسلامية تعمل وتحكم بشرع الله، وهم الآن يعدون العدة ليقاتلوا الإسلام وليس ليقاتلوا الدولة الإسلامية, فهذه الحرب هي على الإسلام ونحن مستعدون لها بإذن الله فقد خرجنا في سبيل الله كي نموت في سبيله".
ويرى أبو الفضل أن نزوح العائلات من أهالي الرقة هو ضعف بالإيمان، فلا مفر من الموت، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يعمل على تأمين جميع المدنيين من أي ضرر أو قصف وسيدافع عنهم، على حد قوله.
ويختم حديثه بالقول "أميركا ومن والاها يريدون القضاء على ثورة أهل الشام بحربهم على الإسلام، ولو أنهم كانوا يريدون مساعدة أهل الشام كما يدعون لوجهوا ضرباتهم لنظام الأسد وليس إلى دولة الإسلام التي أقامت العدل والشرع في الأرض", على حد قوله.