انتخابات الرئاسة بتركيا.. خطابات متنوعة وهدف واحد

شعار رجب طيب أردوغان يحمل إسمه مع طريق تؤدي إلى بزوغ شمس تركيا جديدة.jpg
شعار رجب طيب أردوغان (الجزيرة)

وسيمة بن صالح-أنقرة

قبل أيام من انتخابات الرئاسة في تركيا تصاعدت حمى الحملات الانتخابية التي قادها المرشحون الثلاثة، وتنوعت أساليب تواصلهم مع الجماهير.

ويتنافس على كرسي الرئاسة في الانتخابات المقررة في 10 أغسطس/آب الجاري كل من رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان عن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، والمرشح التوافقي لحزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية المعارضين أكمل الدين إحسان أوغلو، إضافة إلى ممثل الأكراد صلاح الدين ديمرطاش.

وتحدثت الجزيرة نت إلى الباحث الاجتماعي حلمي داشدمير الذي قدم قراءة بشأن ما تعكسه أساليب المرشحين عن شخصياتهم وعلاقتهم مع الناخبين، وكيف تؤثر من وجهة نظره في فرص نجاحهم. 

‪حلمي داشدمير‬ (الجزيرة نت)
‪حلمي داشدمير‬ (الجزيرة نت)

خطابات مرتجلة
بالنسبة لأردوغان لم يتخلَ -حسب داشدمير- عن أسلوبه في التواصل مع مؤيديه عبر اعتلاء المنصات في الساحات العامة وتوجيه خطاباته المرتجلة بلغة تخص جميع طبقات الشعب التركي.

واعتبر الباحث أن هذه ميزة القائد الواثق من نفسه الذي يجعل حتى البسطاء من الناس يحسون بأنه واحد منهم، مضيفا أن تاريخ أردوغان السياسي وإنجازاته مع الرؤية والأهداف الواضحة التي قدمها لمستقبل تركيا هي رصيد لا يستهان به، تعكس أهميته تلك الحشود الغفيرة التي تستقبل أردوغان في الساحات أينما حل.

أما في ما يتعلق بأكمل الدين إحسان أوغلو فقد ركز في حملته على عقد لقاءات داخل قاعات مغلقة مع مؤيديه، إضافة لزيارة أماكن ذات دلالات عند الفئة العلمانية والعلويين في تركيا، إلى جانب زيارة التجمعات الاقتصادية الكبرى في البلاد، مع تصريحه الدائم بأن "تركيا تحتاج إلى رئيس يدافع عن الجميع ولا يتبنى توجها سياسيا واحدا".

ورأى الباحث الاجتماعي أن إحسان أوغلو يناقض مقولته لأنه من خلال حملاته بدا "نخبويا" وحاول فقط تغيير مزاج المتشددين العلمانيين ليقنعهم بأنه سيحافظ على المبادئ العلمانية، وجذب فئة من الإسلاميين إضافة لطمأنة شريحة من العلويين بأنه يقف بصفها، وهذا حسب داشدمير "يجعل هذا المرشح بعيدا جدا عن طبقة الفقراء والبسطاء من عامة الشعب التركي". 

‪شعار صلاح الدين ديمرطاش‬ (الجزيرة نت)
‪شعار صلاح الدين ديمرطاش‬ (الجزيرة نت)

مهمة مستحيلة
أما عن صلاح الدين ديمرطاش، فرغم إقرار الباحث الاجتماعي التركي بأن فريق العلاقات العامة للمرشح الكردي نجح بشكل كبير في تقديمه كممثل لكل الشرائح داخل المجتمع التركي وليس فقط الأكراد فإنه أكد أن انحدار ديمرطاش من حركة سياسية تعتبر امتدادا لمجموعة مسلحة -في إشارة لحزب العمال الكردستاني- يجعل كل الرسائل الإيجابية التي قدمها موضع شك ومن دون مصداقية لدى الناخبين بتركيا.

كما اعتبر أن ترديد المرشح الكردي في مناسبات كثيرة عبارة "ترشحي لهذا المنصب بحد ذاته يعتبر فوزا" يدل على معرفته السابقة بأنه لن يكون رئيسا لتركيا.

وختم داشدمير قائلا "لا يمكن الفوز بأي انتخابات إذا كان المرشح نفسه لا يؤمن بنجاحه".

المصدر : الجزيرة