الوضع الأمني بعدن.. بين الاستقرار ومخاوف التدهور

نقطة تفتيش في المنصورة بعدن الجزيرة نت
السلطات الأمنية تؤكد تشديد الإجراءات عند نقاط التفتيش لتعقب المجرمين في عدن (الجزيرة نت)

ياسر حسن-عدن

تتباين الآراء بشأن الأوضاع الأمنية في محافظة عدن بجنوب اليمن، فبينما يتحدث البعض عن استقرار هذه الأوضاع، يرى آخرون أنها في تدهور مستمر وأنه لا بد من العمل على تحسينها.

وتعيش مختلف المحافظات اليمنية وضعا أمنيا متدهورا، بفعل تنامي نشاط التنظيمات المسلحة التي تسيطر على بعض المناطق وتنفذ تفجيرات وهجمات في مختلف المدن.

وتصر السلطات المحلية على أن الوضع في عدن يختلف عن بقية المحافظات الأخرى، في حين يؤكد مراقبون ومواطنون تفشي الجريمة وانشغال قوى الأمن بملاحقة النشطاء السياسيين بدل العمل على فرض الاستقرار.

وضع كارثي
ويرى الناشط الحقوقي وهيب خدابخش أن الوضع الأمني في عدن "خطير جداً وينذر بكارثة ما لم يتم تدارك الأمر بأسرع وقت". 

‪خدابخش: الوضع الأمني بعدن خطير جداً وينذر بكارثة‬ (الجزيرة)
‪خدابخش: الوضع الأمني بعدن خطير جداً وينذر بكارثة‬ (الجزيرة)

وقال خدابخش إن أقسام الشرطة تعيش أوضاعاً سيئة، إذ تشكو من نقص السلاح وقلة العناصر مما يحد من دورها في حفظ الأمن بمديريات المحافظة.

وأكد للجزيرة نت أن انتشار تجارة الحبوب المخدرة وضعف العمل الاستخباري غذيا المخاوف الأمنية في المحافظة.

وذهب الناشط الحقوقي إلى أن السكان لديهم مخاوف من انتشار عناصر تنظيم القاعدة القادمين من محافظات أخرى.
وأضاف أن المواطنين يطالبون بالرقابة على المساجد التي تروّج للفكر المتطرف، وفق تعبيره.

واعتبر خدابخش أن السلطات المحلية والأمنية لا تقوم بدورها، فبدل محاربة الجريمة وكشف مرتكبيها، تكرس جهدها لقمع نشطاء الحراك السلمي.

ودعا قيادة المحافظة إلى التعامل الحسن مع كل المواطنين والوقوف على مسافة واحدة منهم.

تضارب بالشارع
ذات الأمر عبر عنه المواطن أحمد سالم الذي وصف الوضع الأمني في عدن بأنه "سيئ" وعزا ذلك إلى تأُثر عدن بباقي محافظات البلاد التي تشهد اضطرابات واشتباكات مسلحة.

ودعا سالم السلطات المحلية والأمنية بالمحافظة لأخذ الحيطة والحذر تجاه الهجمات التي يشنها عناصر تنظيم القاعدة.

بالمقابل، يرى المواطن سالم بدر النهدي أن الأمن في عدن بات أفضل بالمقارنة مع كثير من المحافظات الأخرى، وتحدث عن تحسن ملحوظ خلال الفترة الماضية.

ويرى أن ما تحتاجه عدن بهذه المرحلة هو انضباط الأجهزة الأمنية وعدم التساهل مع مرتكبي الجريمة، مشيراً إلى أن هناك أيادي خبيثة تحاول زرع الخوف والفوضى في نفوس الأهالي ولا تريد استقرار الأوضاع بالمحافظة.

تحسن مستمر
لكن محافظ عدن وحيد علي رشيد اعتبر أن الأوضاع الأمنية في تحسن مستمر، رغم إقراره بوجود بعض القصور تأثراً بالوضع العام في البلاد.

وقال للجزيرة نت إن نسبة الجرائم بالمحافظة انخفضت بالمقارنة مع الأعوام السابقة، وإن السلطات الأمنية تقوم بدورها على أكمل وجه رغم شح الإمكانيات.

علي: نسبة الجريمة انخفضت ولا مخاوف حالياً من عمليات القاعدة (الجزيرة)
علي: نسبة الجريمة انخفضت ولا مخاوف حالياً من عمليات القاعدة (الجزيرة)

وأشاد رشيد بدور السلطات المحلية في متابعة مروجي الحبوب المخدرة التي قال إنها تسببت في ضياع العديد من الشباب، ودفعتهم لارتكاب الجرائم.

واعتبر أنه لا مخاوف حالياً من عمليات تنظيم القاعدة الذي قال إنه كان ينفذ هجمات بالمحافظة، وتم التصدي لعناصرها والقبض على العديد من خلاياها السرية، على حد قوله.

بدوره، يرى الصحفي فؤاد مسعد أن الحالة الأمنية بعدن لا يمكن فصلها عن الوضع في مختلف مدن البلاد التي تعيش وضعا أمنيا متدهورا.

لكن مسعد قال إن الوضع في عدن يتجه نحو الأحسن، ورأى أن السلطة المحلية تقوم بدورها بالرغم من وجود نقص واختلال.

ويشير إلى أن معظم شوارع المحافظة كانت مغلقة، وبعضها يخضع لسيطرة المسلحين بينما لم يعد هذا الوضع قائما، وطالب السلطات بمضاعفة الجهد في مواجهة أي اختلالات أمنية.

المصدر : الجزيرة