نشطاء: محاكمة مبارك فضحت نوايا العسكر

الحكم في قضية اتهام مبارك بقتل متظاهري ثورة يناير
الرئيس المخلوع يلقي مرافعته أمام محكمة جنايات القاهرة (الجزيرة)

رمضان عبد الله-القاهرة

طرحت الطريقة التي يعامل بها الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك جملة من التساؤلات بشأن ما يراه معارضون "اهتماما واحتفاء" برئيس ثار عليه المصريون، بينما يلقى الرئيس المعزول محمد مرسي -أول رئيس منتخب بعد الثورة- معاملة تتسم بقدر كبير من التضييق وحتى "الإهانة".

وخلق هذا التعامل مع مبارك شعورا لدى كثير من المراقبين بأن ما يجري يمهد لتبرئته من تهم قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وشكّل سماح هيئة المحكمة لمبارك بإلقاء مرافعته -رآها معارضون خطابا سياسيا من رئيس لأبناء شعبه- نقيضا لحال الرئيس المعزول محمد مرسي والموضوع في قفص زجاجي يعزله تماما عن قاعة المحكمة، مما دفع العديد من شباب الثورة لاعتبار ما يجري "مؤامرة" بين مبارك والنظام الحالي.

‪عطية: السيسي‬ (الجزيرة نت)
‪عطية: السيسي‬ (الجزيرة نت)

تكريم مبارك
ويرى عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل محمد مصطفى أن محاكمة مبارك "صورية وهزلية".

وقال للجزيرة نت "العسكر اتفقوا على تكريم الرئيس المخلوع"، ولكنهم انتظروا حتى يتخلصوا من الأوراق وأدلة الاتهام، وفق تصوره.

وعزا مصطفى القبض على مبارك وإيداعه السجن طوال الفترة الماضية إلى محاولة العسكر "تلافي الضغط الثوري والغضب الشعبي".

وأعلن عزم الحركة اللجوء للقضاء الدولي إذا حصل مبارك على البراءة بعد استنفاد كافة الدرجات القضائية.

وأوضح أن الفوارق في طريقة المحاكمة بين مبارك من جهة، ومرسي وعدد من شباب الثورة من جهة أخرى تعود "إلى رغبة السلطة الحالية في التشفي وإذلال كل من شارك في ثورة يناير، وتصويرهم أمام العالم كالمجانين داخل الأقفاص"، كما قال.

أما عضو تكتل القوى الثورية محمد عطية فقال إن الثوار أخطؤوا حين "ساروا وراء القانون"، واعتبر أنه كان عليهم إنشاء "محاكم ثورية".

وأردف "لكنهم تركوا الأمور بيد الآخرين، فضاع حق الشهداء وأصبح كثير من الثوار في السجون".

وأكد عطية على ما ذهب إليه محمد مصطفى من اعتزام ملاحقة مبارك أمام المحاكم الدولية، داعيا الثوار إلى "أن يستعدوا لذلك ويجهزوا الأوراق اللازمة".

واستبعد عضو تكتل القوى الثورية وجود اتفاق تفاهمات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومبارك، وقال إن مصر بها "قضاء يتولى المحاكمات"، معتبرا أنه كان على السيسي أن "ينشئ محاكم ثورية".

‪هيكل: وضع مرسي‬ (الجزيرة نت)
‪هيكل: وضع مرسي‬ (الجزيرة نت)

استغلال الفرصة 
أما المحلل السياسي بشير عبد الفتاح فيرى أن الفارق بين المحاكمتين يرجع إلى وجود "رغبة حقيقية لإدانة مرسي".

ودلل على ذلك بالقول إن مبارك ألقى بكل التهم التي كانت موجهة إليه باتجاه جماعة الإخوان المسلمين.

وذهب عبد الفتاح لاعتبار أن مبارك "سعيد الحظ"، لأن ظروف المحاكمة تغيرت بعزل الإخوان المسلمين من الحكم"، على حد وصفه.

وأوضح عبد الفتاح للجزيرة نت أن النظام الحالي "استغل كراهية الشارع للإخوان، وألقى كل التهم عليهم"، وهو أمر "ينسف مبدأ وفكرة المساواة".

وعن رأيه في ما وصل له مبارك من احتفاء واهتمام، يقول عبد الفتاح "كان لا بدّ من إنشاء محاكم ثورية"، لأن القضاء يحاكم على جرائم قضائية وليس على جرائم سياسية.

براءة مبارك
ولفت إلى أن "براءة مبارك واضحة منذ البداية، إذ لا توجد أدلة إدانة ولا أوراق"، مشيرا إلى أن الثوار الحقيقيين "لم يتولوا السلطة وبالتالي لم تشكل هذه المحاكم".

وعن الفوارق بين معاملة مبارك ومرسي، يقول عضو مجلس نقابة المحامين أسعد هيكل إن مبارك "التزم الصمت" أثناء المحاكمة الأولى، بينما مرسي "ثار وهاج".

وأكد هيكل للجزيرة نت أن القفص الزجاجي "قانوني في هذه الحالة" -على حد وصفه-، وهو ما اتفق عليه الخبير القانوني والحقوقي نجاد البرعي.

لكن البرعي أوضح للجزيرة نت أن الجلسة التي ألقى فيها مبارك مرافعته "ربما ستكون الأخيرة"، وأن من حق مبارك كمتهم قول ما لديه والدفاع عن نفسه، "لأنه لم يسمح له بالكلام في الجلسات الأولى".

وعما إذا كان ما يجري تمهيد لتبرئة مبارك، يقول البرعي إن الشعب المصري "سيتقبل براءة مبارك بدون غضب لأن المصريين لم يعودوا يكرهونه كما كانوا قبل ثلاث سنوات، لكن علينا أن ننتظر الحكم النهائي"، حسب ما ذكر.

المصدر : الجزيرة