فلسطينيو 48 ينتصرون لغزة

مشاركة حاشدة لفلسطينيي 48 بمهرجان "غزة منتصرة" الذي نظمته الحركة الإسلامية
دعم سياسي وشعبي إغاثي من فلسطينيي الداخل لغزة وللوفد الفلسطيني بالقاهرة (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-أم الفحم

 تتواصل الفعاليات السياسية والشعبية بالداخل الفلسطيني نصرة لقطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي عليها، وتتنوع بين حملات إغاثة ومهرجانات جماهيرية، وصولا لإعلان الدعم السياسي لمطالب الوفد الفلسطيني المفاوض بالقاهرة.

وتشهد بلدات الداخل الفلسطيني مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، تزامنا مع اتساع مظاهر الغضب والاحتجاجات الشعبية ضد العدوان على غزة، على الرغم من حملة التحريض العنصري الإسرائيلية ضد فلسطينيي 1948 وقياداتها السياسية والوطنية.

وتتجلى المظاهر العنصرية الإسرائيلية بتجاهل الشرطة لمظاهر العنف والفاشية من الإسرائيليين ضد العرب، بينما تتعمد اعتقال النشطاء العرب وقمع المظاهرات المنددة بالعدوان على غزة.

وتميزت فعاليات الداخل الفلسطيني بالحضور اللافت للأطفال الذين تنافسوا في كتابة الخواطر والرسائل لصمود الغزيين بوجه العدوان، كما عبروا من خلال الرسومات عن مشاعر التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني، والغضب حيال المجازر وسفك الدماء. كما تقاطروا للتبرع بمدخراتهم لصالح أقرانهم أطفال غزة.

‪حضور لافت لأطفال الداخل الفلسطيني في فعاليات التضامن مع غزة‬ (الجزيرة نت)
‪حضور لافت لأطفال الداخل الفلسطيني في فعاليات التضامن مع غزة‬ (الجزيرة نت)

دعم وصمود
على الصعيد السياسي، أعلنت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48 عن تبنيها ودعمها لمطالب الوفد الفلسطيني المفاوض بالقاهرة، الممثلة بوقف العدوان وكسر الحصار بفتح المعابر وبناء ميناء بحري وتدشين مطار دولي، وإطلاق سراح الأسرى الذين حرروا بصفقة وفاء الأحرار، وإنجاز الدفعة الرابعة للأسرى المعتقلين قبل اتفاقات أوسلو بتحرير جميع الأسرى القدامى.

وجاء هذا الدعم على لسان رئيس اللجنة محمد زيدان الذي دعا -بحديث للجزيرة نت- إلى تعزيز وتفعيل الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة العدوان العسكري على القطاع، ومواصلة النضال ضد الاحتلال والاستيطان، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني ضحية للمشروع الصهيوني ويتعرض منذ النكبة للتشريد والتهجير وترتكب بحقه المجازر.

من جانبه، حيا رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، الدكتور عكرمة صبري، خلال مهرجان "غزة منتصرة" الذي نظمته الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني، صمود الشعب الفلسطيني بوجه العدوان الإسرائيلي رغم المجازر والدمار والمؤامرات للنيل من المقاومة، مؤكدا أن غزة التي قدمت التضحيات لن تنكسر وستنتصر على الاحتلال.

وأثنى صبري على صمود أهالي غزة الذين قال إن صمودهم أعاد للقضية الفلسطينية مكانتها الدولية واعتبارها على المستوى الإقليمي، وذلك بعد أن راهنت تل أبيب على ضياعها من خلال المفاوضات العبثية والعملية السلمية.

‪قيادات الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني تتقدم مهرجان
‪قيادات الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني تتقدم مهرجان "غزة منتصرة‬ " (الجزيرة نت)

فشل التفريط
وانضم الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني، إلى موقف خطيب المسجد الأقصى، وأكد أن غزة التي فاجأت بصمودها المجتمع الدولي تثبت فشل مشروع التنازلات والتفريط والوهم، على حد وصفه.

وأشار إلى أن الذين عارضوا مشروع التسوية الذي هدف لتصفية القضية الفلسطينية أثبتوا أنهم على حق وصواب، ووجه حديثه للوفد المفاوض بالقاهرة بالقول "اثبتوا على مواقفكم ومطالبكم وواصلوا النضال، فالشعب الفلسطيني بأسره يثق بكم".

وقال خطيب للجزيرة نت إن غزة صمدت أسابيع أمام جيش إسرائيل، بينما لم تصمد ستة جيوش نظامية عربية في ستة أيام أمامه، متهما الإعلام العبري بقيادة حملة تضليل وترويج "لإنجازات عسكرية وهمية لتل أبيب في الحرب التي انتصرت بها غزة، بينما لم يتوغل جيش الاحتلال بضعة مئات أمتار بالقطاع".

كما حذر من تبعات العدوان العسكري على غزة على مجمل القضية الفلسطينية، وأكد أن إسرائيل تشن حملة تحريضية عنصرية وفاشية محمومة ضد العرب، لافتا إلى أنها ستقوم ومن منطلق الانتقام بفتح حساب مع الداخل الفلسطيني ومع قضية القدس والمسجد الأقصى.

المصدر : الجزيرة