الأطفال هدف للغارات الإسرائيلية

الأطفال يعانون من أصوات الانفجارات من اضطرابات نفسية
مشاهد الدمار والموت صدمت الأطفال في قطاع غزة (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

لا تزال آثار القصف ومشاهد الدماء والدمار التي حلت بعائلة بركة بادية على وجه الطفل أحمد، حيث أصيب هو وإخوانه واستشهد والدهم في قصف من طائرة استطلاع إسرائيلية على منزلهم في دير البلح وسط قطاع غزة.

أحمد بركة (7 سنوات) لم يتمكن من التعبير عما يجول في نفسه وهو على سرير المستشفى بعد المشاهد القاسية التي عايشها أثناء قصف منزله، فقد اخترقت شظية رأسه وهو بحاجة لعملية جراحية.

أما صالح وأمير وكريم فيصرخون ويبكون كباقي الأطفال ويلتفون حول ذويهم مع كل قصف إسرائيلي.

القصف والخوف
وتقول والدة الأطفال أم صالح العطار التي نزحت من بيت لاهيا إلى إحدى مدارس الأونروا بجنوب غزة "عندما خرجنا من بيوتنا هربا من القصف اعتقدنا أن المدارس أكثر أمنا، لكننا تفاجأنا بأن دوي الانفجارات في كل مكان".

‪بركة أصيب بشظية برأسه واستشهد والده في قصف إسرائيلي لمنزله‬ (الجزيرة)
‪بركة أصيب بشظية برأسه واستشهد والده في قصف إسرائيلي لمنزله‬ (الجزيرة)

أما والد الأطفال سليمان العطار فقال إن أبناءه يشكون من أوجاع مختلفة، وباتت لديهم مشاكل نفسية نتيجة الخوف من القصف.

وتقول رئيسة قسم الطفل والمرأة في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عايدة سليم إن الأطفال هدف مباشر للغارات الإسرائيلية التي لا تراعي المعايير الإنسانية.

وتوضح في حديث للجزيرة نت أن مشاهد الدماء والدمار تقتل نفسيات الأطفال وتدمر شعورهم بالأمان، وأنه من الطبيعي أن يشعروا بالحقد على إسرائيل وتكبر معهم الرغبة في الانتقام منها.

أما المختص النفسي والاجتماعي درداح الشاعر فيقول إن الأطفال هم الشريحة الأكثر تضررا من عمليات القصف وأصوات الانفجارات ومشاهد الدماء والدمار.

وأرجع الشاعر ذلك إلى نقص خبرتهم واعتمادهم على آبائهم وأمهاتهم عند تعرضهم للمواقف الصعبة ومعايشة الموت وسماع أصوات الانفجارات.

‪العائلات لجأت بأطفالها إلى مدارس الأونروا هربا من القصف الإسرائيلي‬ (الجزيرة)
‪العائلات لجأت بأطفالها إلى مدارس الأونروا هربا من القصف الإسرائيلي‬ (الجزيرة)

الكوابيس والظلام
ويرى في حديث للجزيرة نت أن الأطفال الذي يتعرضون للمشاهد الصعبة ويعايشونها تنتابهم الكوابيس ويخافون من الظلام ويزيد تعلقهم بذويهم.

ويضيف أن معايشة الحرب تصيب الأطفال بتشتت الانتباه والحركة، وانقطاع التفكير والابتعاد عن التفاعل الاجتماعي والميل للعزلة.

ويؤكد أن لهذه المشاهد المؤلمة تأثيرات مستقبلية تعبر عن نفسها في أغلب المواقف وتولد لدى الأطفال الرغبة في الانتقام، قائلا إن معايشة الحرب تخلق شخصية عنيفة وعدوانية.

ويعتبر أنه لا يمكن حاليا علاج الأطفال المتضررين من الحرب لأنهم ما زالوا يخضعون لتأثيراتها، داعيا الآباء لإبعاد أبنائهم عن المشاهد القاسية والأماكن الخطرة قدر المستطاع.

وفي السياق، أظهر بحث ميداني أجراه المرصد الأورومتوسطي على 340 طفلا من سكان قطاع غزة أن 96% من الصغار يعانون من اضطرابات النوم.

كما يبين البحث أن 87% من الأطفال يعانون من الصدمة والذهول، ولوحظ أن 89% منهم لديهم تغير في الشهية.

المصدر : الجزيرة