التطبيع الإلكتروني يشغل الأردنيين

من صورة الحملة لالغاء الاشتراك بصحة الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي
صورة من حملة لإلغاء الاشتراك بصفحة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي (الجزيرة)

محمد النجار-عمان

يثير الإعجاب بصفحات قيادات الجيش والحكومة الإسرائيلية والمشاركة فيها على مواقع التواصل الاجتماعي جدلا متزايدا، وما إذا كان ذلك يندرج ضمن "التطبيع مع العدو"، تزامنا مع انطلاق حملات تدعو لمقاطعة هذه الصفحات، خاصة صفحة الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على موقع فيسبوك وحسابه على تويتر، حيث اقترب عدد المعجبين بهما من نصف مليون. كما أطلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صفحة بالعربية على فيسبوك بلغ عدد المعجبين بها أكثر من مائة ألف متابع عربي في أسابيع قليلة.

وعلى الرغم من أن أغلب الجمهور العربي على صفحتي أدرعي ونتنياهو من النوع الغاضب على السياسات الإسرائيلية أو الساخر من نوعية الخطاب المسالم خلافا لأفعال جيش الاحتلال، فإن ذلك لم يمنع ظهور فئة تتعامل مع إسرائيل وقادتها كدولة وسياسيين طبيعيين، وأخرى تؤيد السياسات الإسرائيلية، وتدعو إسرائيل للقضاء على "الإرهاب الفلسطيني"، خاصة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتحت عنوان "معا للانسحاب من صفحة المجرم أفيخاي أدرعي"، أطلق ناشطون مبادرة وحددوا يوم 15 يوليو/تموز الجاري موعدا لانسحاب جماعي من الصفحة. وكتبوا في دعوتهم "كي لا نكون جنودا في جيش أفيخاي، حيث أكثر من أربعمائة ألف عربي تقريبا يحرصون على متابعة ما يكتبه، حتى بات "الكاذب الرسمي باسم جيش العدو" حسب ما تقول الحملة، أحد الشخصيات الشهيرة في الأوساط الشبابية العربية عموما. ويفيد الناشطون في دعوتهم بأن "الرجل نجح في صنع شعبيته بمهارة بالغة، معتمدا -بشكل كبير- على سذاجة من تحولوا دون أن يشعروا إلى موظفي علاقات عامة يحسنون من صورة جيش العدو".

وأثارت هذه الحملات جدلا في أوساط النشطاء والإعلاميين، ويرى الرئيس السابق للجنة مقاومة التطبيع بالأردن بادي رفايعة أن الإعجاب بصفحات قادة إسرائيل "تطبيع مع العدو الصهيوني، وأن أخطر هدف يمكن أن يحققه القادة الصهاينة هو إزالة الحاجز النفسي مع محاوريهم، عوضا عن أنه يحقق مفهوم التعايش الذي ركز عليه العدو في كل مشروعه للتطبيع مع العرب، وهو ما يحققه له مئات الآلاف من العرب من خلال حجج واهية منها مقاومة روايته، بالإضافة إلى أن هذه الصفحات باتت مجالا للإسقاط الأمني".

‪الصفحة الرسمية لنتنياهو باللغة العربية‬ (الجزيرة)
‪الصفحة الرسمية لنتنياهو باللغة العربية‬ (الجزيرة)

تباين
غير أن الصحفي الأردني حاتم الشولي -الذي ينشط في الكتابة على صفحة أدرعي ضد الرواية الإسرائيلية للأحداث- فينفي أن يكون ذلك تطبيعا. وقال "الصحفي يبحث دائما عن مصدر الخبر الرسمي والرئيسي، ومهما كان المصدر بالنسبة لك ولآرائك الخاصة والوطنية، فإن أدرعي يعتبر مصدرا رسميا بصفته الناطق باسم جيش الاحتلال للجمهور العربي".

ويرى الشولي أن متابعة أدرعي على مواقع التواصل "من باب المتابعة وليس الإعجاب"، ويدافع بأن قنوات فضائية -منها الجزيرة- تستضيف أدرعي، ويتساءل "هل يعتبر هذا تطبيعا؟"

في المقابل، يرى العضو السابق في مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة أن الاشتراك في هذه الصفحات "تطبيع يتيح للعدو تسويق روايته"، ويعتبر أن "التبرير بحسن نية الاشتراك بهذه الصفحات يعد واهيا وضعيفا، لأن هذه الصفحات موجهة أصلا للجمهور العربي، وليست موجهة للغرب أو الجمهور اليهودي، أي أننا نحن الطرف المستهدف فقط".

أما الخبير في مجال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أنس العبادي فيرى أن الشخصيات العامة من سياسيين ومشاهير وصفحات الشركات والعلامات التجارية الشهيرة" تحصل على موثوقية صفحاتها على فيسبوك من خلال علامة الصح الزرقاء وفي تويتر تمنح الموثوقية للمستخدمين الأكثر بحثا عنهم في مجالات الفنون والسياسة والدين والإعلام والرياضة وغيرها".

ويضيف أن لفيسبوك وتويتر إجراءات معلنة لمنح الموثوقية للصفحات توفر لها الحماية من الاختراق بشكل أساسي. ففي تويتر تمنح الموثوقية للحسابات التي يتم ربطها بموقع رسمي على الشبكة العنكبوتية، إضافة إلى التغريد الفعال، وحماية الحساب برقم هاتف، ومتابعة الحساب من شخصيات لديها صفحات موثوقة، أو الحصول على عمل في شركة لديها صفقات وأعمال تجارية مع "تويتر".

أما في فيسبوك، فإضافة لما سبق من شروط "تويتر"، فيشير العبادي إلى أن زيادة التفاعل على الصفحة "أحد أهم العوامل التي يعتمد عليها فيسبوك في منح الموثوقية للصفحة أو الحساب.

وشرح "يقاس التفاعل لصفحة ما على الفيسبوك بعدد (أعجبني -Like)، وعدد (يتحدثون عنها -this Talking about)، وعدد (Engaged users) التي حققته".

ويفصل العبادي بأن عدد من "يتحدثون عنها -this Talking about" يتضمن "عدد الذين وضعوا تعليقا على منشور في هذه الصفحة، وعدد الذين شاركوا منشورا في الصفحة على حساباتهم الشخصية، وغيرها من الأمور التي تعتمد على المشاركين في الصفحة لزيادة موثوقيتها أمام إدارة الفيسبوك".

المصدر : الجزيرة