محللون يستبعدون تصعيدا إسرائيليا ضد غزة

Israeli soldiers sit atop their tanks on the Israeli side of the border with the Gaza Strip, on July 3, 2014. Israeli warplanes pounded Gaza and militants hit back with 15 rockets, further hiking tension after a day of violence triggered by the suspected revenge killing of a Palestinian teenager. AFP PHOTO / JACK GUEZ
تعزيزات عسكرية إسرائيلية على حدود غزة (غيتي/الفرنسية)

أحمد فياض-غزة

يمكن الاستنباط في ضوء تقييم الوضع الميداني ومواقف القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية الأخيرة وردود فعل المقاومة الفلسطينية أن جميع الأطراف غير معنية بتصعيد الأجواء على جبهة  قطاع غزة في الوقت الحالي.

ورغم أن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية على حدود غزة تزامنا مع توعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بضرب غزة بقسوة إذا ما استمر إطلاق قذائف المقاومة الفلسطينية صوب المستوطنات الإٍسرائيلية، تؤشر بأن تل أبيب ماضية نحو توجيه ضربة عسكرية ضد غزة، إلا أن محللين فلسطينيين يرون أن كل الأطراف لا ترغب بالانجرار نحو المواجهة حاليا.

ويرى المحلل والباحث في مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية إسماعيل مهرة أنه رغم تعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط جماهيرية تطالبها بالانتقام من غزة ردا على اشتباه ضلوع فلسطينيين بخطف ومقتل ثلاثة مستوطنين جنوب الضفة الغربية، فإن تل أبيب لا تجد في المقابل من أهداف سياسية أو أمنية وجيهة تدفعها لمهاجمة غزة سوى إعادة ترميم هيبة الردع التي تحول دون تكرار إطلاق قذائف المقاومة.

وتوقع مهرة أن تبقى ردة الفعل الإسرائيلية العسكرية في غزة محدودة من حيث المكان والزمان، وتقود إلى إيصال رسالتين: الأولى إرهاب وردع، والثانية عدم كسر قواعد اللعبة والتمسك بالتهدئة.

مهرة رجح أن تبقى ردة الفعل الإسرائيلية العسكرية في غزة محدودة (الجزيرة نت)
مهرة رجح أن تبقى ردة الفعل الإسرائيلية العسكرية في غزة محدودة (الجزيرة نت)

الاستفراد بالضفة
وأوضح الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي أن إسرائيل تعي أن مهاجمة غزة ستفقدها العديد من الأهداف الماضية في تحقيقها والمتمثلة في المسعى لإسقاط حكومة الوفاق الفلسطيني، والتحريض عليها وزرع الفتنة والشقاق بين كل من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

كما تهدف لاستغلال التعاطف الدولي في أعقاب مقتل المستوطنين للاستفراد بالضفة الغربية وتعزيز التوسع الاستيطاني فيها، وتوجيه مزيد من الضربات لحركة حماس هناك.

وذكر مهرة للجزيرة نت أن الحكومة الإسرائيلية قررت بعد طول تردد وفي أكثر من اجتماع بشأن غزة تخويل وزارة الدفاع وهيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي للقيام برد فعل عسكري يتناسب مع حجم القذائف والصواريخ المنطلقة من قطاع غزة وفي نفس الوقت إبقاء حالة التهدئة المتحققة منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012.

تغير المعادلة
ولكن المحلل والباحث الفلسطيني نبه إلى أن هذه المعادلة لن تدوم طويلا في حال استمرار سقوط القذائف على المستوطنات الإسرائيلية وإيقاعها إصابات في صفوف الإسرائيليين، لأن ذلك سيعجل قرار الحرب الإٍسرائيلي وسيكون بمثابة خروج لمواجهة اضطرارية وليست حربا اختيارية.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله مع ما ذهب إليه سابقه، مؤكدا أن تل أبيب غير معنية بالتصعيد على جبهة غزة، انطلاقا من أن العدوان على غزة سيحبط مخططات دولة الاحتلال الهادفة إلى استغلال عملية مقتل المستوطنين لتعزيز مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية.

عطا الله اعتبر أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد على جبهة غزة للتفرغ للاستيطان بالضفة (الجزيرة نت)
عطا الله اعتبر أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد على جبهة غزة للتفرغ للاستيطان بالضفة (الجزيرة نت)

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف عطا الله أن إسرائيل والمقاومة في غزة لا ترغبان في الدخول بمواجهة جديدة، لافتا إلى أن إطلاق قذائف المقاومة إلى اللحظة هي بمثابة رسائل للاحتلال بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي عدوان وأنها ستكون في حالة دفاع في حال قررت إسرائيل توسيع عملياتها.

لكن الكاتب الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي يختلف مع سابقيه، ويرى أن تل أبيب متأثرة برأي عام إسرائيلي جامح نحو الانتقام، وأن المؤشرات تتجه صوب تصعيد محتمل على جبهة غزة.

ولكن النعامي يتفق مع سابقيه في أن استمرار قذائف المقاومة هو ما سيعجل موعد التصعيد وطبيعته، متوقعا -في اتصال هاتف مع الجزيرة نت- أن تكون المؤسسات والتجمعات الحكومية في غزة، ومخازن المقاومة وقياداتها هدفا لهذا التصعيد المتوقع.

المصدر : الجزيرة