المآسي تحرم ريف حمص بهجة العيد

الدمار والضحايا هو ما خلفه نظام الأسد لأهالي الحولة في العيد
العيد في الحولة مرّ رتيبا في ظل أجواء القصف والدمار (الجزيرة)

يزن شهداوي-ريف حمص

أطل عيد الفطر على مدينة الحولة بريف حمص وأهلها غارقون في واقع وذكريات أليمة لأمهات أصبحن أرامل وأطفال تيتموا وأبرياء زج بهم النظام في سجونه حيث يعانون أهوال التعذيب، إلى جانب أوضاع إنسانية صعبة للأهالي الذين يعانون انقطاع الماء والكهرباء.

ويؤكد الناشط أبو النور بريف حمص أن الحولة على هذا الحال "فمنذ عامين تفتقر للفرحة منذ أول ضحية أرتقى فيها ولم يعد للبسمة -التي كانت ترتسم في ما سبق- مكان لها وسط الأحزان والدموع التي ذرفتها أمهات الشهداء والمعتقلين في الحولة".

وخلال وصفه معاناة تكررت على مدار السنوات الماضية، روى كيف أن النظام حرم مئات العائلات في الحولة من أبنائها وأطفالها، وقال "القصف يصطاد كل يوم أعدادا متفاوتة من الأهالي، علاوة على حصار النظام المدينة، فمنع عنها الطعام والشراب والماء والكهرباء وقصف المساجد لكي يمنع المصلين من أداء صلاة العيد".

ويتابع "في كل عيد تستهدف قوات النظام المدينة في توقيت صلاة العيد لحرمان الأهالي الفرحة وتكبيرات العيد، كما يتعمد هدم الأسواق والمحال التجارية وأماكن اللعب الخاصة بالأطفال في الحدائق التي تحول معظمها إلى مقابر للشهداء".

‪الدمار الحاصل جراء قصف قوات النظام‬ (الجزيرة نت)
‪الدمار الحاصل جراء قصف قوات النظام‬ (الجزيرة نت)

استحضار البهجة
ورغم تلك المآسي التي تخيم على الحولة، فإن الأهالي أصروا على رسم البسمة على وجوه أطفالهم، فعملوا على وضع عدة ألعاب بسيطة كالأراجيح في ملاجئ تحت الأرض بغرض حمايتهم من القصف وإشعار الأطفال ببهجة هذا العيد، كما صنعت بعض العائلات شيئا من الحلوى بما تيسر لهم من طحين وسمن لتوزيعها على الأطفال والأهالي لتبقى بهجة العيد تغطي على المآسي.

وقال أبو تحسين إن أفراد عائلته لم يعرفوا فرحة العيد منذ ثلاثة أعوام، وحتى هذا العيد الذي يأتي بعد مقتل اثنين من أولاده الخمسة واعتقال آخر، أما الباقون فيقاتلون على جبهات الحولة ضد النظام. ويعتبر أبو تحسين أول أيام العيد يوما لذكريات كانت تجمعه مع أبنائه الخمسة على مائدة الإفطار عقب الصلاة وضحكاتهم التي كانت تملأ المنزل وجميع أبنائه وأحفاده حوله، فالرجل لم يتخيل يوماً أن يأتي اليوم الذي يجلس فيه وحيدا على مائدة الإفطار في مثل هذا اليوم ودموعه تنهمر حزنا على ما حل بأبنائه.

وتقول أم مهند -وهي أم لضحية قضى تحت قصف النظام في الحولة العام الماضي- إن فقيدها مهند (عشرون عاما) كان يساعدها في تحضير الحلوى وتنظيف المنزل، وكانت "ضحكته تملأ المكان كله في فرحته بالعيد، وكان يقضي شهر رمضان في العمل ببيع الألبسة في أحد محلات الحولة لكي يجمع بعضا من المال ليعطيني إياه ولأخوته الصغار في العيد".

وعلى الرغم من ألم الذكرى، حرصت أم مهند على إضفاء بهجة العيد على أبنائها الصغار الباقين، فقامت بتجهيز متطلبات العيد من الطحين وما تيسر لها عبر المساعدات الإنسانية التي تصلها لصنع الحلوى وحياكة ملابس جديدة لهم رغم أن في كل قطعة حلوى قد تجد دمعة لأم مهند، ولكنها تخبئها بداخلها لكي ترسم البسمة على وجوه من تبقى من أبنائها.

المصدر : الجزيرة