المصريون يتساءلون: من يقتل جنودنا؟

A handout photo made available by the Egyptian Presidency shows Egyptian soldiers carry the coffins of their colleagues who were killed in Farafra, during their funeral at Almaza military airport, Egypt, 20 July 2014. According to media sources those responsible have yet to be identified, but the current President of Egypt, Abdel Fattah al-Sissi, has vowed the attack will not go unanswered and declared three days of mourning for those who lost their lives. EPA/EGYPTIAN PRESIDENCY / HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
القوات المصرية شيعت عشرات الجنود في الحقبة الأخيرة دون أن تعلن هوية من يقف خلف مقتلهم (الأوروبية)

عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة

هاجمت مجموعة مسلحة السبت نقطة تابعة لقوات حرس الحدود المصري بمحافظة الوادي الجديد (جنوب غرب) قرب الحدود الليبية مما أدى لمقتل 31 مجندا وجرح أربعة آخرين.

وقد أعاد هذا الحادث طرح سؤال لم يجد المصريون إجابة له من أي جهة رسمية، وهو: من المسؤول عن قتل الجنود على الحدود؟

وكانت عملية استهدفت جنود حرس الحدود برفح في أغسطس/آب 2012 أدت لمقتل 17 مجندا وإصابة 10 آخرين إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.

اتهام وغموض
وبعد ذلك تتابعت حوادث الهجوم على كمائن ونقاط تابعة للجيش دون أن تعلن الجهات الرسمية هوية منفذي تلك العمليات أو تقدم أحدهم للمحاكمة.

‪عبد الشافي انتقد عدم إطلاع الرأي العام على نتائج التحقيقات في قتل الجنود‬ (الجزيرة)
‪عبد الشافي انتقد عدم إطلاع الرأي العام على نتائج التحقيقات في قتل الجنود‬ (الجزيرة)

وبعيد كل عملية تنبري وسائل الإعلام المحلية لتوجيه التهم في كل اتجاه، فمرة تتهم فلسطينيين من غزة بقتل الجنود، وأحيانا تحمل المسؤولية لمسلحين تابعين لحركة أنصار بيت المقدس.

ولا مانع من توجيه التهم لجماعة الإخوان المسلمين أو لمهربي وتجار المخدرات، وبعدها بأشهر يتوقف الحديث عن العملية في وسائل الإعلام دون أن يعرف المصريون من يقتل أبناءهم.

منسق جبهة الإنقاذ المصرية رمضان الأقصري تقدم ببلاغ للنائب العام ضد رئيس مجلس الوزراء إبرهيم محلب ووزير الدفاع الفريق صدقي صبحي ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يطالب فيه بفتح تحقيق علني لمعرفة تفاصيل الاعتداء على نقطة حرس الحدود بالوادي الجديد.

وأضاف الأقصري في بلاغه أن هذا الحادث ليس عاديا في مضمونه ويستدعي فتح تحقيق عاجل لمعرفة حقيقته، خاصة أن ذات النقطة تعرضت لعملية مشابهة منذ أقل من أسبوعين أدت لمقتل ضابط وخمسة جنود وسرقة سيارة نقل رباعية تابعة للقوات المسلحة استخدمت في الهجوم الأخير.

وتابع أن رواية القوات المسلحة تتحدث عن هجوم بالأسلحة الثقيلة على مجموعة من الجنود لا يملكون سوى الأسلحة الرشاشة، وهو نفس ما حدث في عملية رفح الأولى، مما يعني أن هناك خللا في تأمين النقاط والكمائن الثابتة بطول الحدود بالرغم من المخاطر المحيطة بها.

رشدي: قتل جنود حرس الحدود محاولة جديدة لإحراج السيسي وإظهار عدم قدرته على حماية الأمن القومي ومواجهة الإرهاب

مسؤولية الجيش
بدوره أدان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عصام عبد الشافي عمليات استهداف الجنود في المحافظات الحدودية، وحمل قيادة القوات المسلحة المسؤولية عن تكرار تلك الحوادث وعدم السيطرة على مناطق الحدود.

وانتقد في تصريح للجزيرة نت غياب الشفافية وعدم إطلاع الرأي العام على نتاج التحقيقات في جرائم قتل الجنود في رفح الأولى والثانية ومسطرد وغيرها، رغم مرور أكثر من عام على بعضها.

وتوقع عبد الشافي أن يكون للمليشيات الليبية علاقة بقتل الجنود في الوادي. وقال إن المهاجمين ربما يكونون معارضين للواء المتقاعد خليفة حفتر ويريدون الانتقام من أبرز داعميه وهو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على حد قوله.

لكنه رأى أنه من الوارد أن تكون الجماعات المؤيدة لحفتر قامت بهذه العملية لدفع السيسي لتقديم مزيد من الدعم والمشاركة بفاعلية في العمليات العسكرية في ليبيا.

في المقابل، اعتبر الكاتب الصحفى محمد الدسوقى رشدي أن قتل جنود حرس الحدود محاولة جديدة لإحراج السيسي وإظهار عدم قدرته على حماية الأمن القومي ومواجهة الإرهاب.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية أن الشعب المصرى أكبر من الانكسار وأن هذه الجرائم لن تفلح في ثنيه عن بناء دولة قوية متماسكة واجتثاث الإرهاب من جذوره.

المصدر : الجزيرة