لبنان.. قصف إسرائيل لم يعكر الهدوء جنوبا

اجراءات أمنية للجيش واليونيفيل في محيط منطقة اطلاق الصواريخ
إجراءات أمنية للجيش واليونيفيل في محيط منطقة إطلاق الصواريخ على إسرائيل (الجزيرة)

علي سعد-بيروت

لم تنجح الصواريخ التي أُطلقت في الأيام الثلاثة الماضية من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في خلق توتر على الحدود مع إسرائيل منذ أن وضع عدوان يوليو/تموز 2006 أوزاره، وانتشرت القوات الأممية (يونيفيل) بموجب قرار من مجلس الأمن رقم 1701.

وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون إن صواريخ أطلقت من محيط منطقة صور على إسرائيل فجر يوم الاثنين، ثم ردت القوات الإسرائيلية بقصف مدفعي استهدف المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ، بينما فرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا حولها، وبدأ التحقيق بالتعاون مع اليونيفيل.

وهذا الهجوم الصاروخي هو الثالث منذ يوم الجمعة الماضي، حيث نجحت القوى الأمنية في القبض على مطلق أول دفعة من الصواريخ، وهو شاب ينتمي إلى الجماعة الإسلامية، بينما لم تُعرف هوية مطلقي دفعات مساء السبت وفجر الاثنين.

‪‬ أمين حطيط يرى في إطلاق الصواريخ خطة لإشعال جبهة الجنوب(الجزيرة)
‪‬ أمين حطيط يرى في إطلاق الصواريخ خطة لإشعال جبهة الجنوب(الجزيرة)

عملية مخططة
وأوضح الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط للجزيرة نت أن هذه الصواريخ من نوع "كاتيوشا" موجودة بشكل رئيسي بيد بعض المنظمات الفلسطينية في لبنان.

وقال حطيط -المقرب من حزب الله– إن إطلاق الصواريخ قد يكون رد فعل انفعالي على العدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة، لكن هذه الفرضية التي لا يمكن استبعادها تبدو ضعيفة أمام فرضية أن تكون ناتجة عن عملية مخططة بشكل مسبق.

وأشار حطيط إلى أنه في هذه الحالة قد يكون هدف مطلق الصواريخ إما إظهار إسرائيل بدور الضحية بعد أن أظهرتها الحرب على غزة بدور المجرم المعتدي أمام أعين العالم بأكمله، وبذلك يكون المسؤول عن إطلاق الصواريخ جهة متعاملة مع إسرائيل عبر أجهزة مخابرات معينة.

وإما أن يكون هدفه الضغط على لبنان بجيشه ومقاومته لفتح جبهة الجنوب ضد إسرائيل، وهذا يكون من عمل جهة استخباراتية، خصوصا أن هناك تنظيمات عديدة طالبت مؤخرا بفتح جبهتي الجنوب والجولان.

وأوضح حطيط أن حزب الله في سلوكياته في كل الأوقات "لا يغير موقفه من دعم المقاومة الفلسطينية إعلاميا وسياسيا وميدانيا".

لكنه ألمح إلى أن هذا الدعم لا يتم عبر فتح جبهة مع الاحتلال الإسرائيلي، مذكرا بأن "حزب الله أرسل مقاتليه في السابق لتزويد المقاتلين الفلسطينيين في غزة بالصواريخ".

وشدد على أن مشاركة الحزب في الحرب السورية لا علاقة لها بمقاومته إسرائيل، لأن القوات التي يستعملها لمواجهة إسرائيل لا تشترك أبدا في الميدان السوري.

من بقايا عمليات إطلاق الصواريخ التي عُثر عليها في المنطقة (الجزيرة)
من بقايا عمليات إطلاق الصواريخ التي عُثر عليها في المنطقة (الجزيرة)

الفصائل الفلسطينية بريئة
وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، إذ سبق أن تبنت كتائب عبد الله عزام -التي يُعتقد أنها تابعة لـتنظيم القاعدة– عمليات إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة. كذلك الرد الإسرائيلي هو نفسه في كل المرات التي يُطلق فيها صواريخ.

وبينما لم يتبن أي تنظيم عملية الإطلاق هذه المرة، نفت حركة حماس على لسان أكثر من مسؤول فيها أي مسؤولية لجناحها العسكري عنها، وذلك بعدما زعم بيان صادر عن كتائب عز الدين القسام مسؤولية الكتائب عن العملية.

وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات إن جميع الفصائل الفلسطينية اتفقت منذ بداية العدوان على غزة على دعم صمود القطاع بالمسيرات والاعتصامات. مشيرا في هذا السياق إلى أن الفصائل سلمت الأمن في مخيم عين الحلوة للقوات الأمنية اللبنانية لتتفرغ لدعم غزة.

وردا على سؤال بشأن مصلحة غزة بفتح جبهة الجنوب لمساندتها، أكد أبو العردات للجزيرة نت أن مصلحة غزة والفصائل الفلسطينية في لبنان هو الحفاظ على أمن هذا البلد واستقراره.

مشيرا إلى أن كل الفصائل الفلسطينية موافقة على هذا التوجه. ولم يسبق أن فُتحت الجبهة اللبنانية خلال الحروب الثلاث الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

المصدر : الجزيرة