"ثوار العراق" يستبقون جلسة البرلمان برفض نتائجها

جلسة البرلمان العراقي
ثوار العراق يرفضون مسبقا ما يتمخض عن جلسة البرلمان بعد غد باختيار الرئاسيات الثلاث (الجزيرة-أرشيف)

أحمد الأنباري-بغداد

أعلن عضو في المجلس العسكري لثوار العراق عضو مجلس شيوخ ثوار العشائر، عدم الاعتراف بما يتوصل إليه مجلس النواب العراقي في جلسته المتوقع انعقادها بعد غد (الثلاثاء)، وهي الجلسة الأولى للبرلمان بعد الانتخابات التي جرت في 30 أبريل/نيسان الماضي.

وتصدر ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي القوائم الفائزة بعد أن حصل على 95 مقعدا، وتتضارب المعلومات حول النتائج التي ستتوصل إليها الجلسة بخصوص الرئاسات الثلاث (رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء) ، ويشتد الخلاف حول منصب رئيس الوزراء الذي أعلن العديد من أطراف العملية السياسية عدم قبولها بالمالكي في هذا المنصب.

ويضيف المعترضون على المالكي سببا جديدا، بعد هروب القوات العراقية في الموصل وتكريت ومناطق في كركوك وديالى وفشله في ضبط الأمن وتوفير الخدمات الضرورية، وازدياد المخاوف من اقتراب الثوار من محيط بغداد.

ويسجل شركاء نوري المالكي الكثير من المآخذ على الدورتين السابقتين له في رئاسة الحكومة، الدورة الأولى بعد انتخابات 15 ديسمبر/كانون الأول 2005، والثانية بعد انتخابات 9 مارس/آذار 2010، ويتهمونه بازدياد انتهاكات حقوق الإنسان وتدهور الاوضاع الأمنية والفساد المالي والإداري مما دفع بالملايين من المعتصمين للخروج بحشود مليونية منذ أواخر العام 2012.

وبدلا من الاستجابة لمطالب المتظاهرين السلميين وبعد أكثر من عام من التظاهر، اقتحمت قوات الجيش والشرطة ساحة اعتصامات الرمادي، مما تسبب بتفجر القتال بين المسلحين والأجهزة الأمنية، وسيطر المسلحون على الفلوجة وأجزاء من الرمادي، ثم اتسعت رقعة سيطرة المسلحين على مدن عديدة وسط تراجع واضح للجيش والشرطة.

عنصر في المجلس العسكري بإحدى عمليات المجلس ضد الجيش(الجزيرة-أرشيف)
عنصر في المجلس العسكري بإحدى عمليات المجلس ضد الجيش(الجزيرة-أرشيف)

رفض النتائج
العميد الركن أبو الحسين عضو المجلس العسكري لثوار العراق من جانبه استبق النتائج التي قد تتمخض عنها جلسة البرلمان المقرر انعقادها الثلاثاء المقبل لتسمية الرئاسات الثلاث برفضها.

وقال للجزيرة نت "إننا غير معنيين بالبرلمان والحكومة، ولن نصغي إلى اجتماعاتهم ولقاءاتهم البرلمانية، لأنها ليست شرعية، وقد نصب هؤلاء قوات الاحتلال الأميركية، وقدمت إيران لهم الرعاية وعملت المستحيل لإدامة بقاء هذه العملية السياسية التي تخدم في نهاية المطاف وفي جميع مفاصلها المشروعين الأميركي والإيراني".

ويشدد أبو الحسين على أن الذي يحمل السلاح ضمن هذه الثورة يتقدم كل يوم لتحقيق أهدافه الوطنية الكبرى، المتمثلة بإنهاء العملية السياسية الحالية بجميع مسمياتها وأطرافها، والشروع بمرحلة جديدة يتنسم فيها العراقيون شمس الحرية بعد أن عانى الجميع من الظلم والاضطهاد".

ويضيف أن ثوار المجلس العسكري "لن يقبلوا بالحلول الترقيعية البائسة، ولن يقفوا دون تحقيق أهدافهم وأهداف العراقيين الذين عانوا طويلا وقاسوا كثيرا وتحملوا ظلم وجور الطغاة".

الثورة مستمرة
ويتفق مجلس شيوخ ثوار العشائر في العراق مع موقف المجلس العسكري برفض نتائج جلسة البرلمان الخاصة باختيار الرئاسات الثلاث، ويقول الشيخ فايز الشاووش إن "محاولات أطراف العملية السياسية لن تجديهم نفعا، لأن العراقيين لا ينتظرون جلسة البرلمان بقدر ما يراقبون تقدم الثوار على الأرض".

ويضيف للجزيرة نت "لم يكن أمام الكثير من العراقيين في السابق إلا تجربة العملية السياسية والحكومة، أما اليوم فإن نوافذ الأمل أصبحت قوية وكثيرة، ونحن نرى الخلاص قريبا بإذن الله تعالى".

ويؤكد أن "حالة الفوضى والقلق التي يعيشها السياسيون اليوم على وقع ضربات الثوار القوية وتقدمهم المستمر على الأرض لن تتيح لهم فرصة الاتفاق على المسميات".

المصدر : الجزيرة