مستشفيات غزة تجمد عملياتها الجراحية لشهور

والد الطفلة ليان سالم مشرف والتي تعاني من ثقب في الحلق وبحاجة لعملية جراحية.jpg
والد ليان سالم مشرف مع طفلته التي تعاني من ثقب في الحلق وبحاجة لعملية جراحية (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

ستضطر الطفلة الفلسطينية ليان مشرف لمعايشة ألم رافقها منذ لحظة ولادتها قبل عام و لخمسة أشهر قادمة، فغرفة العمليات في مجمع الشفاء الطبي لن تكون جاهزة لاستقبالها بعد اقتراب كمية الأدوية والمواد الطبية من النفاد.

وينظر الفلسطيني سالم مشرف بعين الحسرة إلى طفلته التي تعاني منذ ولادتها من ثقب في حلقها يمنعها من تناول الطعام والشراب بشكل طبيعي، ويعيق عملية نموها، ويتسبب بآلام حادة لها أثناء التنفس.

ويقول مشرف للجزيرة نت، وهو يحمل طفلته "عندما ولدت طفلتي اكتشف الأطباء وجود ثقب في حلقها يتسبب بإخراج الطعام والشراب من أنفها، وأوصوا بإجراء عملية لها بعد مرور عام".

ويضيف مشرف بينما ينظر إلى طفلته وقد اغرورقت عيناه بالدموع "بعد انتظار عام كامل فوجئت اليوم بتأجيل العملية لخمسة أشهر أخرى، وربما أكثر من ذلك بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية".

ولا تقتصر معاناة الطفلة ليان على سوء التغذية والألم الذي يصاحب عملية التنفس، فثقب حلقها يؤثر سلبا على عمل الكلى والرئتين.

ولا يستطيع مشرف إجراء عملية جراحية لطفلته في المستشفيات الخاصة نظرا لارتفاع تكلفتها، فهو يعمل سائقا لسيارة أجرة، ودخله بالكاد يكفي لإعالة أسرته، وكان يعمل في السابق موظفا حكوميا وقطع راتبه من السلطة.

بيان الصحة
وكانت وزارة الصحة أعلنت قبل أيام توقف العمليات الجراحية المجدولة وغير الطارئة لتتمكن طواقمها الطبية في مستشفيات قطاع غزة من تأمين الخدمات الصحية الأساسية بحدها الأدنى، حسب ما هو متوفر لديها من الأدوية والمواد الطبية.

‪‬ أشرف القدرة حذر من تفاقم الأوضاع الصحية في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي(الجزيرة)
‪‬ أشرف القدرة حذر من تفاقم الأوضاع الصحية في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي(الجزيرة)

وقالت في بيان لها إنها عمدت إلى إعادة جدولة حركة سيارات الإسعاف والنقل الصحي وتقليص نحو 50% من حركتها وفقا لخطة إدارة الأزمة.

وحذر الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة في حديث للجزيرة نت من تفاقم الأوضاع الصحية جراء النقص الحاد في الأدوية والمواد الطبية والوقود، الذي وصل إلى معدلات غير مسبوقة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي بشكل غير قانوني وغير إنساني على قطاع غزة للعام الثامن على التوالي، مما يشكل خطورة بالغة على قدرة وزارة الصحة في تلبية الاحتياجات الصحية لما يزيد عن 1.9 مليون مواطن يعيشون في قطاع غزة.

وتعاني وزارة الصحة من نقص ما يزيد عن 30% من الأدوية الأساسية جراء نفاد 122 صنفا منها، وما يزيد عن 91 صنفا مهددة بالنفاد في الأسابيع القليلة المقبلة، وكذلك نقص ما يزيد عن 55% من المواد الطبية الأساسية، بعد نفاد نحو 471 صنفا منها وما يزيد عن 85 صنفا مهددة بالنفاد في الأسابيع المقبلة.

أزمة وقود
كما تعاني مستشفيات وزارة الصحة ومرافقها الحيوية نقصا حادا في كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية فيها, حيث لم يتبق لديها سوى 20% من مخزون مولداتها الكهربائية التي تستنزف ما يزيد عن 240 ألف لتر من السولار شهريا، بمعدل 8000 لتر من السولار يوميا في ظل انقطاع التيار الكهربائي لثماني ساعات يوميا.

وأوضح البيان أن أزمة نقص واردات الوقود تطول سيارات الإسعاف والنقل الصحي التي تحتاج إلى نحو 22 ألف لتر من السولار و12 ألف لتر من البنزين شهريا في الوضع الاعتيادي، وأن الكميات المتبقية لديها لا تكفي إلا لأيام معدودات.

من جهته قال وزير الصحة في حكومة التوافق جواد عواد للجزيرة نت إن العمليات المجدولة التي أعلن تأجيلها من أجل الحفاظ على الاحتياطي من المواد الطبية خشية حدوث طوارئ، وقلل من ضرر العمليات المجدولة على حياة المواطنين.

وأشار إلى أن دخول المستلزمات والأدوية في الفترة الحالية صعب، موضحا أنه يجري التنسيق حاليا لإدخال شاحنات أدوية وبعض المستلزمات لقطاع غزة، وحال الحصول على الإذن من سلطات الاحتلال ستصل هذه شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات في غزة.

وأعرب عواد عن أمله بأن تصل هذه المستلزمات في غضون أسبوع بعد أن تسمح سلطات الاحتلال بإدخالها إلى غزة.

المصدر : الجزيرة