أسوشيتد برس: المالكي قد لا يتعاون مع أميركا

President Barack Obama speaks about the situation in Iraq, Thursday, June 19, 2014, in the Brady Press Briefing Room of the White House in Washington. Obama said the US will send up to 300 military advisers to Iraq, set up joint operation centers. (AP Photo/Pablo Martinez Monsivais)
أوباما يتحدث للصحفيين أمس عن الوضع بالعراق وقراره بإرسال 300 خبير عسكري لمساعدة الحكومة العراقية (أسوشيتد برس)

خلص تحليل نشرته وكالة أسوشيتد برس إلى أن الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الصراع في العراق تؤكد من جديد نهج أوباما الذي اتبعه خلال السنوات الماضية تجاه ذلك البلد، وهو ترك العراقيين يحلون مشاكلهم بأنفسهم، لكنها شككت بإمكانية تعاون حكومة بغداد مع المساعدة "الضئيلة" التي قدمها أوباما.

وأشار التحليل الذي كتبته لارا جيكس إلى قرار أوباما بإرسال 300 من الخبراء العسكريين لتقديم المشورة في العمليات المشتركة بالقرب من بغداد وداخلها، الأمر الذي يؤرخ لأول عودة للقوات العسكرية الأميركية للعراق عقب مغادرتها في 2011 بعد الحرب التي أودت بحياة أكثر من مائة ألف عراقي و4500 أميركي وفق إحصائيات الوكالة.

وقالت الكاتبة إن البيت الأبيض لم ينف احتمال قيام أميركا بضربات جوية ضد المعارضة العراقية المسلحة، لكن ذلك لن يحدث قريبا، كما أن إدارة أوباما مترددة كثيرا في تنفيذ ذلك.

وأكدت جيكس أن أوباما -الذي وصفته بغير الراغب في العودة للعراق- يؤكد مرة أخرى أن القوات الأميركية لن تعود للقتال في العراق.

وضع معقد
لكنها قالت أيضا إن الوضع المعقد بالعراق الذي يواجه أوباما -الاستثمار الأميركي الكبير في العراق والتهديد المتنامي للوضع في المنطقة بأسرها- لم يدع له مجالا لتجاهل الطلبات الملحة من قبل بغداد بشكل حاسم.

‪جيكس رجحت أن المالكي يرى في المساعدة الأميركية الضئيلة صفعة على الوجه‬ (الجزيرة)
‪جيكس رجحت أن المالكي يرى في المساعدة الأميركية الضئيلة صفعة على الوجه‬ (الجزيرة)

وأشارت إلى ما قاله الرئيس الأميركي للصحفيين أمس شارحا تقديمه دعما محدودا لبغداد بأن من مصلحة واشنطن، وليس لأسباب إنسانية فقط، ألا تنفجر حرب أهلية شاملة في العراق تثير القلاقل في المنطقة كلها.

وأشارت أيضا إلى قول أوباما إن هذا الدعم لا يعني توجها لإرسال قوات أميركية مقاتلة كبيرة للعراق.

وقالت جيكس إن هذا يعبر عن رؤية أوباما لما يمكن أن تقوم به واشنطن. وأضافت إن هذا الدعم لن يهدئ الوضع في العراق إذا أخذنا في الاعتبار السهولة التي سيطر بها المسلحون على شمالي وغربي العراق.

وأشارت إلى أنه وبدلا من التهدئة ومواجهة المسلحين مباشرة، ستكون مهمة القوة العسكرية الأميركية المحدودة حماية بغداد وحماية السفارة الأميركية القريبة من مكتب رئيس الوزراء في المنطقة المحصنة بكثافة فيما يُعرف بالمنطقة الخضراء.

وأضافت الكاتبة أن هذه القوة الأميركية بالإضافة إلى مهمة الاستطلاع على مدار الساعة من قبل السفن الأميركية في الخليج لن تكون ذات أثر فعّال في الصراع. كما لن تكون ذات أثر إذا رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتخاذ خطوة مبتغاة لوقف العنف بوسائل سياسية، وتحديدا بإشراك المعارضة التي ترى أن الأعمال المسلحة ثورة شعبية ضد الحكومة.

صفعة على الوجه
وقالت جيكس إن المالكي لن يتنازل ورجحت أنه يرى في المساعدة الأميركية "الضئيلة" مقارنة بالضربات الجوية والمساعدات الأخرى التي طلبها بإلحاح، صفعة على وجهه.

ونسبت الكاتبة للخبير في شؤون الشرق الأوسط ومحلل الاستخبارات المركزية الأميركية السابق كين بولاك القول إن المساعدة الأميركية "الضئيلة" ستثير المخاوف من ألا تتعاون القوات الحكومية العراقية مع القوات الأميركية.

وعن إيران، قالت جيكس إن مساعدتها للمالكي ستدفع العراق أكثر نحو الحرب الأهلية.

لكنها عادت وقالت أيضا إن القوات الحكومية العراقية تعتمد على الأسلحة والذخائر الأميركية، الأمر الذي يعني أن بغداد لن تكون حرة إذا رأت أن تبعد واشنطن من حساباتها.

المصدر : أسوشيتد برس