الدعوة لجيش عراقي "رديف" بين محذر و"مبرر"
علاء يوسف-بغداد
ويرى القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي أن دعوة المالكي "جاءت من منطلق وطني لإيقاف الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العراق من قبل بعض الدول التي تدعم الإرهاب، وهذا يعني إنشاء مجاميع مسلحة تكون تحت إمرة الدولة لصد العناصر الإرهابية"، مضيفا أن هذه فكرة "قد تتحقق في المستقبل أو لا تتحقق"، وتختلف عن فتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي دعا العراقيين القادرين على حمل السلاح إلى التطوع في صفوف الجيش العراقي "لقتال العناصر الإرهابية لأنها قوات كافرة وغازية".
وأضاف المطلبي -عضو اللجنة الأمنية في الائتلاف- أن المرجعية الدينية اعتبرت أن من يقتل على أرض المعركة يعدّ شهيدا وهذا ليس له علاقة بجيش الرديف، مشيرا إلى أن الجيش العراقي الحالي "بدأ يحقق انتصارات عظيمة واستعاد السيطرة على العديد من المناطق".
مخاطر
من جانبه قال عضو "ائتلاف متحدون للإصلاح" وليد المحمدي إن تشكيل جيش رديف سيوفر فرصى لانخراط عدد من المليشيات فيه، مما "سيجعلها تصول وتجول في العراق بشرعية وسكوت حكومي، وهذا الأمر لن يساهم في استقرار البلد بل يزيد المشهد تعقيدا".
وأشار إلى أن أسباب الأزمة الحالية هي "الإقصاء والتهميش وعدم تنفيذ مطالب أهل السنة التي اعترفت بها المنظمات الدولية والحكومة مما جعل الأمر يصل إلى طريق مسدود".
ويرى المحمدي أن الأمر "بحاجة إلى تصحيح جذري وليس إلى حلول ترقيعية من خلال إعادة الحقوق إلى أهلها وفض القضايا العالقة والمشاكل السياسية وأزمة المعتقلين وإنهاء المليشيات والمجاميع المسلحة وإبعادها عن أي إطار رسمي".
أما عضو التحالف الكردستاني محما خليل فقال إن هناك "تخبطا في السياسة الأمنية وفشلا ذريعا للقائد العام للقوات المسلحة، آخره الدعوة إلى تأسيس جيش رديف لا يستطيع أن يحمي العراق وسيولد جواً مشحوناً طائفياً"، وأضاف أن القوات الأمنية ليست بحاجة إلى عناصر بشرية فهي تضم أكثر من مليون عنصر، "بل بحاجة إلى استبدال الهرم العسكري وتدريب القوات الأمنية بشكل مهني وصحيح من أجل أن تدافع عن الحدود العراقية".
إعادة التأهيل
وفي تقييمه للوضع قال الخبير الأمني أمير جبار إنه لا يوجد نقص في قدرات الجيش العراقي الحالية سواء من ناحية الإعداد أو الموارد البشرية، أما تأسيس جيش رديف فيحتاج إلى تدريب وتأهيل ووقت طويل من أجل زجه في المعارك، وزيادة الدعم المعنوي والتصدي للحرب النفسية التي نخرت الروح المعنوية لدى الجندي العراقي وأدت إلى انكساره في الموصل.
ويرى أن من الصعب "إعادة الجندي المنكسر إلى المعركة ثانية وفق الحرفية العسكرية، ويجب أن يتم التعامل معه على أساس مهني عن طريق تأهيله لكي يواجه في المعركة". وأوضح أن إعلان "الجهاد الكفائي" من قبل المرجعيات الدينية حفّز الروح المعنوية لدى معظم العراقيين، "مما سيساهم في اشتراك المليشيات والأحزاب في القوات الأمنية بشكل رسمي، وبإمكان المليشيات العراقية التي تقاتل في سوريا أن تعود إلى العراق بعد أصبح الوضع مهددا بشكل واضح".
وأشار إلى أن تأسيس الجيش الرديف جعل كتلا مثل "متحدون" و"الوطنية" تتخوف من اندلاع الحرب الطائفية بين مكونات الشعب، و"على الحكومة العراقية أن تضع ضوابط لهؤلاء والسيطرة عليهم من أجل عدم اندلاع الحرب الداخلية".