"النصر" يجمع أوكرانيي الشرق و"المستقبل" يفرقهم
محمد صفوان جولاق-لوهانسك
العلم الأوكراني كان حاضرا في بداية الاحتفال، لكنه سرعان ما اختفى لتنتشر أعلام روسيا و"جمهورية لوهانسك الشعبية" التي يريد الانفصاليون إعلان استقلالها بعد استفتاء يعتزمون إجراءه يوم الأحد القادم.
ولم ينشد العلم الأوكراني كما كانت تُجرى مراسيم الاحتفال عادة، ليحل محله نشيد الاتحاد السوفياتي المنهار، وأغاني النصر والتمجيد لبطولات محاربيه خلال الحرب العالمية الثانية.
المحاربون القدامى وغيرهم من ضباط الجيش الأحمر كانوا نجوم الاحتفال كالعادة، وكلماتهم اليوم توحدت على أهمية النصر بالنسبة للشعب، لكنها عكست مجددا حالة الانقسام إزاء الأزمة التي تمر بها البلاد وشكل المستقبل.
زيادة الصلاحيات
ميخائيل جندي سابق، شارك في حرب الاتحاد السوفياتي بأفغانستان، وقف اليوم أمام دبابة استعراضية سيطر عليها المسلحون الانفصاليون وأحضروها إلى ساحة الاحتفال كرمز للنصر.
في شأن الانقسام الأوكراني قال ميخائيل للجزيرة نت إن بعض الأوكرانيين يعتبرون أن الاتحاد السوفياتي كان مستعمرا لهم، وأن نصره كان مأساة، وأن الهيمنة الروسية امتداد لذلك الاستعمار الذي تجب محاربته والقطيعة معه، في إشارة إلى سكان الغرب الأوكراني، حيث ينتشر الفكر القومي، وسلطات كييف التي تصفها شريحة واسعة من سكان شرق أوكرانيا بالفاشية.
وأضاف "أنا أعارض الانفصال، لا تستطيع منطقة لوهانسك الاستقلال، الحديث يجب أن يدور عن زيادة صلاحيات المناطق الأوكرانية، لأن لها خصوصياتها الثقافية والتاريخية، ولكن ضمن حدود الدولة الأوكرانية".
مع الانفصال
بدورها، حملت المواطنة نتاليا بشدة على سلطات كييف لأنها ألغت الاحتفال الروسي بذكرى النصر لأسباب قالت إنها أمنية، معتبرة أنها "سلطات فاشية استولت على السلطة بالقوة".
وقالت نتاليا "لا يوجد بيت أوكراني إلا وفيه من شارك أو قتل في الحرب، فكيف نقبل أن يحكمنا من لا يعترف بتاريخنا وتضحيات آبائنا، ويريد أن يجبرنا على إلغاء ارتباطاتنا الوثيقة مع روسيا؟".
واعتبرت أن مدن الشرق الأوكراني (دونيتسك وخاركيف ولوهانسك) قامت للدفاع عن نفسها من هجمة الغرب والسلطات التي يوجهها ويدعمها في كييف، وأن على سكان هذه المناطق أن يتحدوا حول تاريخهم لتكرار النصر مرة أخرى بالانفصال عن كييف، والعمل على مستقبل أفضل مع روسيا.
إلى روسيا
وللبعض أيضا آراء وأمنيات تتجاوز حدود الانفصال فقط، ومنهم ضابط الاستخبارات العسكرية السوفياتية السابق يغورغي روسانوف (87 عاما) الذي كان اليوم نجم الاحتفال كواحد من أبرز المحاربين القدامى وأكبرهم سنا.
روسانوف قال للجزيرة نت إن حل الأزمة يبدأ من الانفصال عن أوكرانيا، ثم بالانضمام إلى روسيا، ليعود الاتحاد السوفياتي من جديد، وتتكرر أمجاده وانتصاراته على الغرب.
واعتبر أن الغرب أعلن حربا على "روسيا الأم" بدعمه كييف وعملياتها العسكرية ضد حراك مدن الشرق.
يشار إلى أن انفصاليي مدينتي لوهانسك ودونيتسك بشرق أوكرانيا قرروا إجراء استفتاء للانفصال عن أوكرانيا يوم الأحد القادم، وذلك بعد اجتماع لما يسمونه "المجلس الاستشاري الشعبي".
وحدد الانفصاليون سؤالا واحدا للاستفتاء يقول "هل تؤيد أم ترفض قيام جمهورية لوهانسك (أو دونيتسك) الشعبية المستقلة؟".