مراقبون: بإمكان واشنطن وقف القتال بجنوب السودان
مثيانق شريلو-جوبا
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما هدد قبل شهر بفرض عقوبات على شخصيات في الحكومة ومجموعة التمرد التي ترى واشنطن أنها تعرقل جهود تسوية النزاع الذي أصبح يهدد تماسك أحدث دولة بالعالم.
ويرى العديد من المتابعين أن هذه الزيارة جاءت متأخرة، ولكنها ستحقق العديد من الأهداف، ومن شأنها أن تنهي الحرب الدائرة في جنوب السودان.
ويرجح هؤلاء أن كيري قدم مقترحات من شأن تطبيقها أن يؤدي لوقف الحرب، ولكنها لن تعالج تداعيات النزاع الذي بات ذا طابع إثني وخلف رواسب اجتماعية، خصوصا بين قبيلتي الدينكا والنوير.
حكومة انتقالية
وأعلن كيري في تصريحات صحفية عقب لقائه برئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أن الأخير وافق على مقترح أميركي بتكوين حكومة انتقالية تضم المعارضة المسلحة التي يقودها رياك مشار.
وقال كيري إن المقترح يمثل ثمار مناقشات قدمتها منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية، مضيفا أن هنالك حاجة ملحة لالتزام طرفي النزاع بالاتفاقيات الموقعة بينهما.
وكانت الولايات المتحدة قد انتقدت بشدة استمرار الخرق الدائم لاتفاق وقف الأعمال العدائية بين حكومة جوبا والمتمردين. وقالت في بيان سابق أصدرته سفارتها بجوبا إنه يتعين على الطرفين الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بينهما من أجل المضي قدماً نحو خطوات يمكن أن تؤدي لجلب السلام والاستقرار لوقف معاناة الكثير من المدنيين.
ووصف برنابا مريال وزير خارجية جنوب السودان زيارة كيري لجوبا بالمهمة في التوقيت الحالي.
وقال -في تصريح للجزيرة نت- إن الزيارة أعطت حكومة بلاده فرصة لشرح وجهة نظرها لواشنطن حول سبل تحقيق السلام، مضيفا أن كيري أبدى ترحيبا بالموقف الحكومي.
وكان كيري زار العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الخميس الماضي في مستهل جولة أفريقية، والتقى مسؤولي الهيئة الحكومية للتنمية بدول شرق أفريقيا (الإيغاد) التي تقود جهود الوساطة بين طرفي النزاع بجنوب السودان.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي عن دعمه لدور "الإيغاد" الهادف لتسوية النزاع بين الطرفين.
مصالح وضغوط
واعتبر يوهانس موسى فوك المتحدث باسم جماعة رياك مشار المتمردة زيارة جون كيري "محاولة لإنقاذ الوضع" خصوصا بعد دخول الصراع بجنوب السودان مرحلة خطيرة، حسب وصفه.
وقال فوك للجزيرة نت إن الثقة التي منحها الرئيس الأميركي باراك أوباما لمنظمة "الإيغاد" هي التي أدت لتأخر تدخل واشنطن.
وجدد فوك القول بأن الضغوط الأميركية هي الوحيدة التي يمكن أن تؤدي لتسوية بين الحكومة والمعارضة المسلحة.
لكن شخصيات سياسية بجنوب السودان ترى أن أي اتفاق يأتي عن طريق الضغوط الدولية سيظل قابلا للانهيار في أي وقت.
وتدعو هذه الشخصيات إلى أن تكون الإرادة الوطنية وراء أي اتفاق بين الطرفين بعيدا عن الضغوط الدولية.
وشدد الخبير في العلاقات الأميركية الأفريقية جيمس أوكوك على أن زيارة كيري تعكس حجم المخاوف الأميركية من تحول جنوب السودان إلى بؤرة للإرهاب في منطقة شرق أفريقيا.
وقال أوكوك -في حديث للجزيرة نت- إن واشنطن تحاول العمل من أجل تفادي "صوملة" جنوب السودان. وأضاف أن جماعات الضغط الأفريقية في أميركا ساهمت في تسريع زيارة كيري إلى جوبا.
ورأى أن الزيارة يمكن تفسيرها بأن كيري يسعى لتأمين المصالح الأميركية في المنطقة والقول للعالم إن واشنطن قادرة على تحقيق السلام في جنوب السودان.