حامد كرزاي

Afghan President Hamid Karzai gestures during a press conference at the Presidential Palace in Kabul on January 25, 2014. President Hamid Karzai on
كرزاي حكم أفغانستان نحو 12 عاما (الفرنسية)

تولى حامد كرزاي حكم أفغانستان طيلة نحو 12 عاما بعد سقوط حركة طالبان على يد القوات الأميركية وبمساعدة قوات حلف شمال الأطلسي عام 2001، ليرحل في سبتمبر/أيلول 2014 عن الحكم بعد انتخاب أشرف غني رئيسا للبلاد.

نشأته
ولد حامد كرزاي يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1957 في قرية كرز قرب قندهار. وينتمي كرزاي لعرقية البشتون، كبرى العرقيات الموجودة في أفغانستان، ويتزعم قبيلة بوبلزي أهم بطون قبيلة دراني التي ينحدر منها أحمد شاه أبدالي مؤسس أفغانستان الحديثة عام 1747 ومعظم ملوك أفغانستان.

نشأ كرزاي في عائلة لها باع في العمل السياسي، حيث كان جده عبد الأحد كرزاي رئيسا للمجلس الوطني (البرلمان) في عهد الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر، وقد تولى كرزاي زعامة قبيلة دراني بعد اغتيال أبيه عام 1999.

حصل على التعليم المدرسي في كابل والتحق بالجامعة في سيملا بالهند حيث درس العلاقات الدولية ونال درجة الماجستير في العلوم السياسية عام 1983، كما درس الصحافة في ليل بفرنسا.

صفاته الشخصية
يتمتع حامد كرزاي بشخصية جذابة، فهو متحدث لبق، يجيد عدة لغات منها البشتو والداري (الفارسية) والإنجليزية التي أتقنها أثناء إقامته في الولايات المتحدة، ويجمع بين الزعامة القبلية التقليدية والحياة العصرية، فهو أحيانا يرتدي اللباس الأفغاني بعمامته المشهورة وأحيانا أخرى يرتدي الزي الغربي بربطة العنق الأنيقة.

ولا ينتمي كرزاي إلى تيار أيديولوجي معين، فهو زعيم قبلي قومي يحمل رؤى إصلاحية تعتمد النموذج الغربي في التحديث.

تاريخه
لم يكن حامد كرزاي من الشخصيات السياسية الأفغانية الذائعة الصيت كأحمد شاه مسعود ورباني وحكمتيار، وإن كان له دور ملحوظ في محاربة السوفيات في الثمانينيات حيث مد المجاهدين بالمال والرجال، ثم أصبح بعد ذلك واحدا من أهم شخصيات جبهة التحرير الوطني الأفغاني.

عاد كرزاي من منفاه في بيشاور شمال غرب باكستان عام 1992 بعد دخول المجاهدين كابل وسقوط النظام الشيوعي السابق برئاسة نجيب الله، وشغل منصب وكيل وزارة الخارجية في حكومة برهان الدين رباني، لكنه لم يستمر في منصبه سوى عامين فقط حيث قدم استقالته اعتراضا على بعض سياسات حكومة المجاهدين وبسبب القتال الضاري الذي نشب بين الفصائل الجهادية صراعا على السلطة.

علاقته بطالبان
رأى كرزاي مساندة حركة طالبان التي بدأ نجمها يظهر مع منتصف عام 1994 في مسقط رأسه قندهار. غير أن الاتفاق مع طالبان لم يدم طويلا بسبب عدم رضاه عن علاقاتها مع باكستان، ثم كانت حادثة اغتيال والده أمام أحد مساجد مدينة كويتا الباكستانية نقطة التحول الخطيرة في علاقته بطالبان، فقد اتهمها كرزاي بالضلوع في تلك الحادثة وأصرَّ على اتهامه رغم نفي طالبان أي صلة لها بالحادث، وقرر منذ ذلك الوقت العمل على إسقاط هذا النظام، وقد تسنى له ذلك بمساعدة القوات الأميركية عام 2001.

علاقته بأميركا
وجدت الإدارة الأميركية في كرزاي الشخص المناسب الذي يمكنه أن يحقق جزءا مهما من مخططها لإسقاط نظام طالبان، فهو من جهة زعيم قبلي بشتوني له خبرة بأساليب القتال على الأرض الأفغانية الوعرة، ومن جهة أخرى له مع حركة طالبان عداء شخصي شديد وعنده رغبة جامحة في الانتقام والثأر لوالده حيث يتهمها باغتياله، يضاف إلى ذلك تلبية طموحاته السياسية التي لا تتعارض مع الرؤية الأميركية لشكل الحياة السياسية في أفغانستان بعد طالبان، وقد ازدادت أهمية كرزاي لدى الإدارة الأميركية بعد إعدام القائد البشتوني عبد الحق عقب أسره من قبل حركة طالبان.

اختير كرزاي رئيسا للحكومة الانتقالية بمؤتمر بون في ديسمبر/كانون الأول 2001، ثم تولى رئاسة حكومة انتقالية لمدة عامين، قبل أن ينتخب في 2004 رئيسا للبلاد، ويُعاد انتخابه في 2009 لولاية ثانية

رئيسا
وافقت الفصائل الأفغانية بالإجماع على اختيار كرزاي رئيسا للحكومة الانتقالية، وذلك أثناء مؤتمر بون بألمانيا في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2001. وانعقد بعدها المجلس الأفغاني الأعلى (لويا جيرغا) وانتخب حكومة انتقالية برئاسة كرزاي تستمر عامين.

تعرض حامد كرزاي في سبتمبر/أيلول 2002 لمحاولة اغتيال أثناء زيارة له إلى ولاية قندهار، لكنه نجا منها.

وفي الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2004 فاز كرزاي بانتخابات الرئاسة، ليصبح أول رئيس منتخب بعد سقوط نظام طالبان، وحصل على أكثر من 55% من الأصوات، ليتقدم بحوالي 40% عن أقرب منافسيه.

وقد نجا من محاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الأفغانية كابل في 27 أبريل/نيسان 2008.

وفي العام 2009 أعيد انتخابه رئيسا لأفغانستان لفترة رئاسية ثانية وأخيرة بعد أن تنافس أمام أربعين مرشحا في ثاني انتخابات مباشرة في تاريخ البلاد.

وحال الدستور دون ترشح كرزاي لولاية ثالثة عام 2014، وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه تم إعلان أشرف غني فائزا بالرئاسة، بعد اتفاق على تقاسم السلطة أنهى أشهرا من الخلاف بشأن نتائج الانتخابات مع منافسه عبد الله عبد الله، على أن يعين عبد الله في منصب كبير المسؤولين التنفيذيين للحكومة الجديدة، وهو منصب موسع له سلطات مماثلة لسلطات رئيس وزراء استحدث للخروج من مأزق الانتخابات.

المصدر : الجزيرة