من وراء الهجمات على عناصر الشرطة المصرية؟

تكثيف أمني أمام المدينة الجامعية في الأزهر
تكثيف أمني أمام المدينة السكنية لطلاب جامعة الأزهر (الجزيرة)

عمر الزواوي-القاهرة

أثارت عملية مقتل ثلاثة من مجندي الشرطة في هجوم نفذه مجهولون بالقرب من مقر الأمن الوطني وقسم ثانٍ-مدينة نصر بالعاصمة المصرية القاهرة تساؤلات عديدة بشأن دلالات وتوقيت الهجوم، خاصة أنه يأتي قبل أيام قليلة من انتخابات الرئاسة.

ووقع الهجوم في محيط المدينة السكنية التي يقطنها طلاب جامعة الأزهر بعد تصاعد تظاهراتهم، مما يطرح التساؤل بشأن ما إذا كان الهجوم من تنفيذ مسلحين مجهولين فعلا يستهدفون قوات الشرطة والجيش، أم أنهم معلومون لأجهزة الأمن التي تريد إلصاق تهمة الإرهاب ومهاجمة الشرطة بالطلاب الجامعيين كي توجد مبررا إضافيا لقمعهم وتأليب الشعب ضدهم؟

وحسب بيان وزارة الداخلية المصرية، فإن المجندين الثلاثة قتلوا بعدما فتح ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة النيران على قوات الأمن المركزي أثناء فضها مظاهرة للطلاب أمام جامعة الأزهر شرقي القاهرة، كما أصيب في الهجوم تسعة آخرون، بينهم رئيس المباحث بقسم شرطة مدينة نصر.         

يرى منسق حركة طلاب ضد الانقلاب بجامعة الأزهر محمود صلاح أن الهجوم على مجندي الشرطة بالقرب من الجامعة مدبر من جانب الأمن بهدف اتخاذه ذريعة لإخلاء المدينة الجامعية

تدبير أمني
من جانبهم، أكد طلاب جامعة الأزهر أن الحادث مدبر من قبل الأجهزة الأمنية لأن مكان وقوعه يصعب على غير هذه الأجهزة الوصول إليه نتيجة التحصينات الأمنية، حيث يوجد المقر الرئيسي للأمن الوطني في ذلك المكان.

ويرى منسق حركة طلاب ضد الانقلاب بجامعة الأزهر محمود صلاح أن الهجوم على مجندي الشرطة بالقرب من الجامعة مدبر من جانب الأمن بهدف اتخاذه ذريعة لإخلاء المدينة الجامعية من الطلاب بعد تصاعد وتيرة التظاهرات الطلابية المناهضة للانقلاب والرافضة لترشح وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة.

وتساءل صلاح "كيف يمكن لمجهولين أن يندسوا وسط مظاهرات طلابية وهم يستقلون سيارة ثم يطلقون النار على مجندي الشرطة بالقرب من مقر أمن الدولة؟"، مؤكدا أن هذا المكان يشهد تكثيفا أمنيا كبيرة يجعله أقرب إلى ثكنة عسكرية.

وأكد صلاح للجزيرة نت أنه من غير الوارد أن يندس مجهولون بين الطلاب المتظاهرين لأنهم منظمون ويعرفون بعضهم بعضا، كما أنه لا يوجد بين الطلاب من يحمل سلاحا لأنهم يؤمنون بسلمية التظاهرات وعدم القيام بأعمال عنف أو تخريب أو اعتداء على قوات الشرطة أو الجيش.

‪‬ عبد الحميد عمران لا يستبعد أن يكون الدافع انتقاميا(الجزيرة)
‪‬ عبد الحميد عمران لا يستبعد أن يكون الدافع انتقاميا(الجزيرة)

مخطط أجنبي
من جهة أخرى، فإن الخبير العسكري اللواء متقاعد عبد الحميد عمران يرى أن الهجوم الأخير لا يحمل دلالات سياسية خاصة، ولا يبدو أن له علاقة له بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأوضح عمران للجزيرة نت أن هذا الهجوم "شأنه شأن باقي الهجمات على قوات الشرطة والجيش، ينفذها مجهولون لا يظهرون هويتهم ولا انتماءهم السياسي، ومن غير المستبعد أن يكون منفذوه بعض من فقدوا ذويهم على أيدي الشرطة انتقاما منها".

لكن عمران يرجح أن يكون منفذو تلك الهجمات مرتزقة يتم تجنيدهم من قبل الموساد الإسرائيلي لزعزعة الاستقرار في مصر وتعزيز الانقسام الداخلي وزيادة الهوة بين المتظاهرين والسلطة الحالية لإلصاق تهمة الإرهاب بالمتظاهرين وتعميق الخلاف السياسي في البلاد.

وسار الخبير العسكري اللواء متقاعد طلعت مسلم في الاتجاه نفسه عندما قال للجزيرة نت إنه لا يستبعد أن تكون إسرائيل وراء تلك الهجمات على الجيش والشرطة، كما لا يستبعد في الوقت نفسه أن يكون منفذوها بعض العناصر الإرهابية المتعاطفة مع التظاهرات ضد السلطة.

وعن احتمال أن يكون الهجوم مدبرا من جانب أجهزة الأمن، قال مسلم إن ذلك يخالف العقل والمنطق، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه من غير المستبعد أن يكون الهجوم من تدبير أجهزة استخبارات عربية أو أجنبية من دول تتخذ حكوماتها موقفا معاديا من السلطة الحالية في مصر.

المصدر : الجزيرة