مخاوف من حملة الاعتقالات الجماعية بكيسمايو

محمود غالب حققنا نتائج مهمة خلال الحملة الأمنية الحالية أبريل 2014م عبدالرحمن سهل كيسمايو الصومال
محمود غالب: حققنا نتائج مهمة خلال الحملة الأمنية الحالية أبريل 2014 (الجزيرة)

عبد الرحمن سهل-كيسمايو

أطلقت إدارة جوبا المؤقتة حملة اعتقالات جماعية تستهدف فئة الشباب، وتشمل طلاب المدارس الأهلية والحلقات الشرعية في المساجد بتهمة انتمائهم إلى حركة الشباب المجاهدين والعمل لصالحها، وفق الرواية الرسمية في كيسمايو.

وقال محمود غالب -أحد أبرز القيادات العسكرية في إدارة جوبا للجزيرة نت- "حققنا نتائج مهمة خلال هذه الحملة الأمنية، وأنجزنا ما لم نحققه منذ وصولنا إلى مدينة كيسمايو في أكتوبر/تشرين الأول 2012". وافتخر محمود بإحرازهم تقدما أمنيا إستراتيجيا، وهو إلقاؤهم القبض على أكثر من خمسين عنصرا أمنيا موالين لحركة الشباب المجاهدين في المدينة، وفق تعبيره.

وأضاف محمود أن "العناصر الأمنية للحركة في كيسمايو أصبحت بين مسجون وملاحق وهارب، ولا مكان لهم هنا منذ اليوم". وأوضح أن الانفلات الأمني وعودة التفجيرات والاغتيالات المنظمة التي تصيب مسؤولي إدارة جوبا هي التي جعلت شيوخ العشائر الموالية تطلق الحملة الأمنية الأوسع نطاقا منذ استيلاء قوات التحالف على كيسمايو في أكتوبر/تشرين الأول 2012.

وتحدث المسؤول الصومالي عن غياب دور القضاء في القضية، وأن المعتقلين يخضعون لمحاكم أمنية تقرر مصيرهم، مما يعزز المخاوف من وقوع تجاوزات خطيرة في حقوق المسجونين، وفق آراء مواطنين.

ورغم تأكيد محمود عدم تسرعهم في إزهاق أرواح المتهمين بالانتماء لحركة الشباب المجاهدين، فإنه يرى ضرورة قتل كل من تثبت الأدلة تورطه في قضايا أمنية كالتفجيرات أو الاغتيالات.

‪أهالي المعتقلين في كيسمايو قلقون على أبنائهم بعد إعدام شخص هناك‬ (الجزيرة)
‪أهالي المعتقلين في كيسمايو قلقون على أبنائهم بعد إعدام شخص هناك‬ (الجزيرة)

قلق على المعتقلين
ويعرب أهالي المعتقلين -الذين يتفادون الحديث إلى الصحافة لأسباب أمنية- عن قلقهم على مصير أبنائهم بعد إعلان إدارة جوبا المؤقتة إعدام أحدهم في الحملة الحالية بتهمة تورطه في قضايا إرهابية، وفق آراء عدد من المسؤولين الصوماليين.

وقال أحد الآباء للجزيرة نت إن "الجميع يخاف من تصرفات الأجهزة الأمنية، ولا أحد يجرؤ على معارضتها ومتابعة ملف ابنه المعتقل لديها"، وما يقلق هؤلاء هو عدم معرفتهم أماكن المعتقلين ومصيرهم أو أية معلومة ترتبط بهم. ويقول أحدهم للجزيرة نت -وهو في حالة يأس- "ابني لا علاقة له بحركة الشباب المجاهدين، أنا أجزم بذلك، ومع ذلك لا أعرف مصيره ولا إن كان حيا أو ميتا".

بدوره ربط المحلل الصومالي علي سمتر نجاح الحملة الأمنية الحالية بتحقيق ثلاث نقاط أساسية وهي: استمرار الحملة، وإحياء دور القضاء لتحقيق العدالة، وتحرير المناطق المتبقية تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين في مناطق جوبا.

إدانة أممية
وأدان المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل في بيان، إعدام رجل في كيسمايو رميا بالرصاص بداية الشهر الحالي، بعد اتهامه بقتل شيخ قبيلة في 24 مارس/آذار الماضي، إلا أنه ليس من الواضح بالضبط من المسؤول عن هذا الاغتيال.

الأمم المتحدة تشعر بالقلق من سرعة تنفيذ العمليات القضائية في كيسمايو، لأن المشتبه به لا يتمتع بمحاكمة قضائية عادلة بما في ذلك الحق في التمثيل القانوني والحق في الاستئناف

وحثت بعثة الأمم المتحدة في الصومال إدارة جوبا المؤقتة على وقف تنفيذ الإعدام، وهي تشعر بالقلق من سرعة تنفيذ العمليات القضائية في كيسمايو، لأن المشتبه به لا يتمتع بمحاكمة قضائية عادلة بما في ذلك الحق في التمثيل القانوني والحق في الاستئناف.

وشدد بيان كولفيل على ضرورة توفير محاكمة عادلة لمن يحكم عليه بالإعدام، بما في ذلك الحق في التماس العفو أو تخفيف العقوبة، وأيضا وقف الإعدامات الميدانية السريعة في الحملة الأمنية الحالية في كيسمايو، إلا أن إدارة جوبا المؤقتة نفت الاتهامات الموجهة إليها من قبل الأمم المتحدة.

نفي الحركة
من جانبه، نفى الناطق العسكري باسم حركة الشباب المجاهدين عبد العزيز أبو مصعب علاقة المعتقلين في الحملة الأمنية بالحركة، وقال للجزيرة نت "إنهم مواطنون عاديون"، وفق تعبيره.

وأضاف عبد العزيز "لم تلق إدارة كيسمايو الموالية لكينيا القبض على أي أحد ينتمي إلى الحركة مطلقا، وكل ما ينشر عن ذلك غير صحيح وهي مجرد دعاية رخيصة لا تنطلي على أحد". وأضاف عبد العزيز "ليس جديدا علينا إطلاق مثل هذه التصريحات الفارغة من قبل هؤلاء العملاء".

واتهم عبد العزيز الحكومة الكينية بالوقوف وراء الحملة الأمنية في كيسمايو التي قال إنها تزامنت مع حملة أمنية أخرى، معتبرا الحملة الأمنية الحالية امتدادا للاعتداءات اليومية على حي أسلي بنروبي على الجالية الصومالية، وهي تؤكد الدور المحوري لكينيا في كلتا الحملتين، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة