أداء مرتبك للصحافة الماليزية في أزمة الطائرة

غرفة الأخبار في وكالة الانباء الوطنية برناما
غرفة الأخبار في وكالة الأنباء الماليزية الحكومية "برناما"

                            محمود العدم-كوالالمبور

وضعت أزمة الطائرة الماليزية المفقودة "أم.إتش370" الصحافة الماليزية على المحك، بعد أن فعلت الشيء ذاته مع الحكومة نفسها التي لم تنجح حتى الآن في الإمساك بأي خيط يقود إلى سبب اختفاء الطائرة المتواصل لنحو شهر كامل.

وأمام تردد الصحافة الماليزية وارتباكها في تغطية حادثة الطائرة، اعتبر مراقبون ذلك بمثابة جرس إنذار يقرع في البلاد، ونظروا إليه على أنه الحدث الثاني الذي أشعرهم بتهديد خارجي في غضون عام، منذ أزمة تسلل مسلحين من جنوب الفلبين إلى ولاية صباح العام الماضي.

ولم يجد إسماعيل أمشار -أحد محرري وكالة الأنباء الوطنية الماليزية الرسمية "برناما"- بُدا من وصف حال الصحافة الماليزية بالمرتبك والمتردد، والضائع في متاهات تغطية إعلامية لقضية كبرى تمثلت في اختفاء طائرة مدنية بشكل مفاجئ وهي تقل 239 راكبا، ثلثاهم رعايا دولة حليفة هي الصين.

‪أمشار: الإرباك في الصحافة الماليزية‬ (الجزيرة نت)
‪أمشار: الإرباك في الصحافة الماليزية‬ (الجزيرة نت)

كرامة الوطن
وعزا أمشار في حديث للجزيرة نت سبب الإرباك إلى قلة المعلومات، مما جعل الصحافة الماليزية تقف موقف المدافع عن الوطن والأمة أمام هجمة إعلامية شرسة تستهدف وحدة البلاد وكرامتها وسمعتها، وتتشابك فيها قضايا السياسة والأمن والاقتصاد وتهديد السيادة.

بدوره رأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الإسلامية العالمية بكوالالمبور الدكتور مزلي مالك أن الإعلام الماليزي حاول على مدار شهر الأزمة إظهار الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في البحث عن الطائرة، من أجل الوصول إلى إجابات شافية عن التساؤلات التي تطرح على مستوى أهالي الضحايا والمواطنين والدول المعنية بالحادثة.

وأضاف مالك في حديث للجزيرة نت أن الإعلام الماليزي سعى للبحث عن الحقيقة طوال أيام الأزمة، لكنه في ذات الوقت لم يغفل قضية الدفاع عن الوطن.

الصحافة الماليزية اتهمت الإعلام الغربي بتغطية الحادثة وفق أجندة سياسية، وبالقفز إلى النتائج وتحميل ماليزيا مسؤولية اختفاء الطائرة دون البحث بشكل مهني في الحيثيات والتفاصيل

وأظهرت التغطيات الإعلامية اهتماما كبيرا بالفعاليات الشعبية التي خرجت تدافع عن "كرامة الوطن"، ومن ضمنها إبراز صور لمظاهرة أمام السفارة الأميركية في كوالالمبور حمل المشاركون فيها لافتات كتب عليها "كفى كذبا يا سي.أن.أن وفوكس نيوز"، ولافتة أخرى تقول "ماليزيا ليست بلدا إرهابيا".

كما اتهمت الصحافة الماليزية تغطية الإعلام الغربي للحادثة بأنها جاءت وفق أجندة سياسية، وأنه قفز إلى النتائج وحمل ماليزيا مسؤولية اختفاء الطائرة، دون أن يبحث بشكل مهني في الحيثيات والتفاصيل.

انتقاد المعارضة
وانتقد الإعلام الماليزي تصريحات زعيم المعارضة أنور إبراهيم لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية والتي اتهم فيها الحكومة الماليزية بإخفاء معلومات تتعلق بالطائرة المنكوبة، ووصف فيها الأداء الحكومي بعدم الكفاءة قائلا "إن تعاطي الحكومة مع الأزمة منذ البداية يثير الشك".

وأظهرت الصحف الماليزية الردود الحكومية على إبراهيم والتي وجهت إليه انتقادات لاذعة، واتهمته بأنه يستغل قضية إنسانية لتحقيق مكاسب سياسية.

المصدر : الجزيرة