حلو يواجه جعجع في أولى جلسات انتخاب رئيس لبنان

قاعة البرلمان فارغة ويبدو في الصورة صندوق الاقتراع في أبريل 22 2014
شبه إجماع وسط المراقبين على أن منصب رئاسة الجمهورية لن يحسم في جلسة البرلمان اليوم (الجزيرة)

علي سعد-بيروت

رغم وجود شبه إجماع بين المراقبين في لبنان على أن معركة الانتخابات الرئاسية تبدأ بعد جلسة البرلمان اليوم الأربعاء، أعلنت كتلة جبهة النضال الوطني النيابية التي يرأسها وليد جنبلاط ترشيح النائب هنري حلو لرئاسة الجمهورية، لتقفل بورصة الترشح للدورة الأولى على مرشحين هما حلو ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع.
 

ولم يكتف جنبلاط بترشيح حلو، بل أعلن عودة أركان "اللقاء الديمقراطي" مع حضور النواب مروان حمادة وفؤاد السعد وأنطوان سعد للاجتماع، وهو ما يعني أن النواب الثلاثة لن يتم احتسابهم بين نواب 14 آذار الذين قد يصوتون لجعجع.

ووصف جنبلاط حلو بأنه مرشح "له تاريخه بالانفتاح"، مشددا على أن هذا الترشيح ليس مناورة وليس للوصول إلى هدف آخر، آملا أن "يُسمع صوت الاعتدال من الجميع للوصول إلى إنقاذ البلد".

وأوضح النائب علاء الدين ترو عضو كتلة جنبلاط أن الكتلة اختارت حلو في ظل سياسات الانقسام التي نعيشها في البلد وأن تنأى بنفسها وتقدم مرشحا من قبلها، واصفا المعركة التي تخوضها الكتلة بأنها "معركة الاعتدال والحوار".

وعن حظوظ حلو، قال ترو للجزيرة نت إن "جلسة اليوم لا يبدو أنها ستنتخب رئيسا للجمهورية فكل فريق سيصوت حسب توجهاته السياسية وعندما تحدد الجلسة الثانية سنبحث الموضوع ونقرر ماذا نفعل".

‪جنبلاط رشح حلو وأعاد 3 نواب من 14 آذار إلى كتلته النيابية‬  (الجزيرة)
‪جنبلاط رشح حلو وأعاد 3 نواب من 14 آذار إلى كتلته النيابية‬ (الجزيرة)

لا حظوظ
وتبدو حظوظ المرشحين حلو وجعجع في الحصول على تصويت 86 نائبا شبه معدومة. وباتت خريطة النواب وعددهم 128 تتوزع على فريقي 8 آذار (57 نائبا)، و14 آذار (54 نائبا)، في حين عادت كتلة جنبلاط لتضم 11 نائبا إضافة إلى 6 مستقلين هم النواب ميشال المر، ونايلة تويني، ونقولا فتوش، ونجيب ميقاتي وأحمد كرامي ومحمد الصفدي.

ولا يُتوقع أن يحصل جعجع على أكثر من 52 صوتا بعد إعلان كتلة الكتائب التصويت له بسبب وجود الحريري والنائب عقاب صقر خارج لبنان، أما عدد الأصوات التي سينالها حلو فقد لا يتجاوز عدد نواب الكتلة التي ينتمي إليها.

وإضافة إلى أن 14 آذار لا تملك الأغلبية الكافية لإيصال جعجع، أعلن تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه النائب ميشال عون أنه سيصوت بورقة بيضاء، بينما لم تعلن كتلتا التنمية والتحرير (يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري) والوفاء للمقاومة (نواب حزب الله) عن مرشحهما.

‪كتلة التغيير والإصلاح التي يرأسها عون ستصوت بورقة‬ (الجزيرة)
‪كتلة التغيير والإصلاح التي يرأسها عون ستصوت بورقة‬ (الجزيرة)

الورقة البيضاء
من جهته، أبلغ عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس الجزيرة نت أن الاتجاه الأكبر هو أن تصوت الكتلة بورقة بيضاء، معتبرا أن هذا الشكل من التصويت هو تعبير عن رأي بأن قوى 8 آذار لا تملك مرشحا. وأضاف أن وجود 57 ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع ليس أمرا عاديا.

وعن موقف حزب الكتائب بدعم التصويت لجعجع، أكد عضو المكتب السياسي في حزب "الكتائب" ألبير كوستانيان للجزيرة نت أن القرار ليس تخليا أبدا عن ترشيح رئيس الحزب أمين الجميل لأنه مرشح طبيعي، ولكنه أتى للحفاظ على وحدة 14 آذار في الجولة الأولى من الاقتراع، وكون جعجع قدم ترشيحا رسميا وقرر خوض معركة، آملا بأن ينجح في تحقيق نصاب الجلسة ويؤمن الإجماع اللازم لانتخابه.

وأضاف كوستانيان أنه في الدورة الثانية للاقتراع لن يكون الوضع نفسه لأن 14 آذار يهمها أن توصل رئيسا وليس أن تتمسك بترشيح شخص معين، لافتا إلى أنه حينها سيكون هناك بحث للموضوع لدرس من هو المرشح الأوفر حظا للوصول إلى سدة الرئاسة.

المصدر : الجزيرة