الفكر "الجهادي" يصمد أمام القوة بسيناء

منى الزملوط -سيناء

بعد حرب دامت قرابة عام، بات مشروعًا التساؤل عما إذا كان الجيش المصري انتصر على الجماعات المسلحة في سيناء.

ورغم استيلاء القوات العسكرية على الكثير من سلاح الجماعات المسلحة، فإن الجهاديين يؤكدون أن أفكارهم ما تزال صامدة وأنهم لن يهزموا بموت أفرادهم.

ومما لا شك فيه أن المتضرر الأكبر من هذه الحرب هم أبناء سيناء الذين يشددون على أنهم سلميون ولا يدعمون أي جماعة مسلحة.

بعض المطلوبين اختبؤوا في أكواخخوفا من إيقاع الجيش بهم (الجزيرة نت)
بعض المطلوبين اختبؤوا في أكواخخوفا من إيقاع الجيش بهم (الجزيرة نت)

وكانت جماعة بيت المقدس المسلحة أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط طائرة حربية بسيناء في ذكرى ثورة 25 يناير/كانون الثاني لهذا العام.

وجاءت عملية إسقاط تلك الطائرة الحربية بعد شهور طويلة ضرب الجيش خلالها بيد من حديد على سيناء للقضاء على ما يسميه الإرهاب.

ووفقا لتصريحات رسمية، أكدت الحكومة المصرية أن الحملة الأمنية والعسكرية في سيناء قضت على 90% من "الإرهاب".

حرب عصابات
لكن السويركي -وهو أحد المطلوبين لدى الجيش- يؤكد أن الحملة العسكرية لن تنتصر على الفكر الجهادي في سيناء حتى وإن دمرت المنازل وقتلت الكثير من الناس.

ويتوقع في حديث للجزيرة نت أن تسفر العمليات العسكرية في سيناء عن نشوب حرب عصابات في حال استمرار العنف.

وينبه السويركي إلى أن الحرب العقائدية لا تنتهي بمجرد موت الأفراد لأن الأفكار لا يمكن قتلها، مشددا على أن الخسائر الناتجة عن تدمير المنازل وحرقها وتجريف الأراضي الزراعية يمكن تعويضها مع الوقت.

ويشدد على أن الجيش لن يقتل أفكار وعقائد أبناء المنطقة وسعيهم لفرض تطبيق الشريعة الإسلامية، لافتا إلى أن الحرب الحقيقية في سيناء بدأت بين الجيش المصري والجهاديين، ولكن سرعان ما استغلتها العصابات وجماعات التهريب للانتقام من الشرطة والقوات المسلحة، على حد وصفه.

ويقول السياسي والحقوقي أحمد الغول إن الجماعات المسلحة لا تزال تمتلك من السلاح ما يمكنها من مواجهة الجيش، إلا أن الأخير كبدها خسائر كبيرة نظرا لكونه يتفوّق عليها من حيث العدة والعتاد.

ويضيف الغول في حديث للجزيرة نت أن قوات الجيش في سيناء فرضت العقاب الجماعي على بعض القرى في جنوب الشيخ زويد، مما يغذي العنف ويضع عقبات أمام تحقيق السلام في المنطقة.

ويوضح أن أهالي سيناء تضرروا من عدم وضوح هدف الحملة الأمنية في منطقتهم والتي أدت إلى قطع شبكات الاتصال وفرض حظر التجول على مدينتي الشيخ زويد ورفح المصرية.

جانب من الدمار الذي نتج عن العمليات العسكرية في منطقة سيناء (الجزيرة نت)
جانب من الدمار الذي نتج عن العمليات العسكرية في منطقة سيناء (الجزيرة نت)

معقل الجهاديين
وفي قرى جنوب الشيخ زويد التي يصفها الجميع بمعقل الجهاديين والمسلحين، هناك منازل عديدة هجرها أصحابها خوفا من الجيش.

وحسب مصادر، فضل بعض الجهاديين مغادرة القرى حتى لا يتمكن الجيش من الإيقاع بهم، في حين ما تزال بعض الجماعات تتصدى للجيش وتعود إلى معاقلها.

وتؤكد المصادر أن الجيش المصري استولى على الكثير من أسلحة الجهاديين، كما داهم منازل بعضهم وصادر بعض الحواسيب المحمولة وبعض الكتب. لكن مكاسب الجيش لم تتحقق دون ثمن، فقد نتج عن حملته العسكرية سقوط قتلى من المدنيين.

وحتى الآن لا توجد مؤشرات على انتهاء الحملة العسكرية، حيث لم تقبض القوات المسلحة على قادة الجهاديين في سيناء وعجزت عن تحديد هويتهم.

المصدر : الجزيرة