اختفاء سجين أميركي باليمن في ظروف غامضة

الأمريكي شريف موبايلي المعتقل في اليمن في صورة أرشيفية مع ابنته
موبلي خطفه مسلحون بعد أن أطلقوا عليه النار في صنعاء عام 2010 (الجزيرة)

عبده عايش-صنعاء

أفادت مصادر حقوقية باليمن باختفاء الأميركي شريف موبلي المسجون في صنعاء منذ العام 2010 بتهم تتعلق بالإرهاب. 

وأبلغت مصادر بمنظمة "ريبيريف" في لندن الجزيرة نت أن الاتصال بالسجين انقطع منذ 52 يوما، ولم يعرف مصيره ولا مكان احتجازه.

ونقلت هذه المصادر عن السفارة الأميركية بصنعاء القول إن السلطات اليمنية لم تكشف لهم عن موقع موبلي.

وقال نمير الشبيبي -وهو ناشط في المنظمة- إنهم فقدوا الاتصال مع موبلي بعد حضوره جلسة استماع بمحكمة غرب العاصمة صنعاء يوم 19 فبراير/شباط الماضي.

وكان موعد جلسة الاستماع اللاحقة مقررا في 2 أبريل/نيسان الجاري إلا أنها تأجلت بسبب إضراب القضاة.

وبعد جلسة الاستماع الأولى، تحدث عضوان بالمنظمة في صنعاء مع السجين، لكنهما أُبلغا لاحقا بنقله إلى سجن الأمن السياسي.

بحث متواصل
وأبدى الشبيبي في اتصال مع الجزيرة نت من لندن أسفه للفشل في كشف موقع موبلي، في وقت أبدت فيه عائلته قلقها البالغ من اختفائه.

الشبيبي :
فقدنا الاتصال مع موبلي بعد حضوره جلسة استماع بمحكمة غرب العاصمة صنعاء يوم 19 فبراير/شباط الماضي

ويعتقد أن توقيت اختفاء موبلي يبعث على الشك، لأنه جاء قبل جلسة استماع كان من المفترض أن يقدم محاميه فيها الكثير من الأدلة على دور الولايات المتحدة في خطفه عام 2010.

ويقول الشبيبي إنه قام بالتواصل مع السفارة الأميركية في صنعاء، وطلب المساعدة منها للكشف عن موقع شريف موبلي، لكنها ردت عليه بأن السلطات أبلغتهم بأنه لا يسمح بتقديم أي معلومات عن موقعه.

ويشكل الاختفاء الغامض لشريف موبلي تطورا مثيرا في قصة اعتقاله التي بدأت في 26 يناير/كانون الثاني 2010، حين تعرض لإطلاق نار أمام منزله من قبل قوة أمنية بصنعاء فأصيب في ساقه، ونقل إثرها لمستشفى الشرطة.

وساءت حالة موبلي الصحية إثر إلقائه في السجن، فنقل للمستشفى الجمهوري بعد تعرضه للنزيف، واستمر احتجازه بداخله عدة أسابيع، ثم كشف بعد ذلك عن قيام عملاء أميركيين بالتحقيق معه.

إرهاب وقتل
وفي تطور دراماتيكي حاول موبلي في 7 مارس/آذار 2010 الفرار من المستشفى الجمهوري الذي كان يتلقى العلاج به، وبطريقة مباغتة انتزع مسدس أحد ضباط الحراسة فأطلق عليه النار وأرداه قتيلا، كما أصاب جنديا آخر، إلا أن محاولته الهرب باءت الفشل. 

توقيت اختفاء موبلي يبعث على الشك لأنه جاء قبل جلسة استماع كان من المفترض أن يقدم فيها الكثير من الأدلة على دور الولايات المتحدة في خطفه عام 2010

وفي 6 مايو/أيار 2010 بدأت النيابة الجزائية بصنعاء المتخصصة بقضايا أمن الدولة والإرهاب التحقيق مع الرجل بتهم الانتماء لتنظيم القاعدة وقتل ضابط وإصابة جندي بجراح أثناء محاولته الفرار من المستشفى. 

وفي أواخر 2010 أسقطت تهم الإرهاب الموجهة لموبلي، وأحيل لسجن مدني ليواجه تهما جديدة متعلقة بقتل ضابط يمني. 

ويراجع القاضي الآن مشروعية توقيف شريف موبلي أصلا، بالإضافة إلى احتجازه سرا في يناير/كانون الثاني 2010، حسب المحامي المكلف بالدفاع عنه.

وكان الأميركي من أصل صومالي شريف موبلي قد انتقل إلى اليمن في العام 2008 مع زوجته وابنته الصغيرة.

وفي أواخر العام 2009 تدهور الوضع باليمن، وقررت العائلة العودة إلى الولايات المتحدة، وعندما ذهبت للسفارة الأميركية لطلب وثائق سفر لابنها الجديد، رفض المسؤولون إجراء المعاملة واستجوبوا شريف حول مكان دراسته الإسلام في اليمن.

وفي طريق عودته من السفارة أطلق عليه مسلحون النار واختطفوه واحتجز للعلاج بمستشفى الشرطة.

وكان متحدث باسم محطة نووية أميركية قد قال عقب الحادث إن موبلي عنصر مفترض في تنظيم القاعدة وإنه كان يعمل بمحطة تابعة لمجموعة "بي سي إي جي" في ولاية نيوجرسي المحاذية لنيويورك (شمال شرق الولايات المتحدة) بين العامين 2002 و2008.

المصدر : الجزيرة