الراب الثوري في سوريا

مغنو الراب في إحدى المهرجانات المقامة في منبج
مغنو الراب الثوري السوري شباب في مقتبل العمر (الجزيرة)

نزار محمد-حلب

بدؤوا مثل غيرهم بأدوات ووسائل بسيطة، مقتنعين أن عملهم سيجلب الجماهيرية لهم وسيتمكنون من إقناع عامة الناس بأفكارهم وكلماتهم السريعة.

هم فنانون في مقتبل العمر، ولدت إبداعاتهم مع ولادة الثورة السورية، وطوروا مهارتهم متأثرين بأحداثها.

الشاب عبود أحد مغني الراب الثوري التقته الجزيرة نت للوقوف على الأسباب التي دفعته لاستخدام هذه اللغة الموسيقية في سوريا.

وأخبرنا الشاب الصغير ذو الـ18 عاما أنه تعلم الراب بعيد انطلاق الثورة السورية التي كانت تشغل معظم كلمات أغانيه، وقد بلغ عدد الأغنيات التي ألفها وغناها ولحنها خمسين أغنية.

وعن الأدوات التي استخدمها في بداية تعلمه الراب يقول عبود "الأمر متعب خاصة في بداية تعلمي الراب، كنت حينها استخدم أدوات بسيطة كمسجل الهاتف النقال، ثم بعد التسجيل أجلس ساعات وساعات على الحاسوب لأنتج الأغنية ومن ثم أطلقها على مواقع مختلفة".

نحن اليوم في غنى عن أغاني الراب الثوري فليس لها أي فائدة، لا سيما أن الشعب السوري يوميا يرقص طربا على أنغام القذائف

تطلعات وآمال
وعن العقبات التي تواجه طريقه المهني يجيب عبود "بعيدا عن المشاكل الأساسية مثل جودة مسجل الصوت وإدخال التأثيرات المميزة، لدي مشكلة في توزيع الأغنية وإيصالها إلى الناس، خاصة أن التوزيع الإلكتروني لن يوصل عملي إلا لمن يستخدم الإنترنت، فتمكنت من التأثير على مغني راب من العرب ممن لهم شعبية كبيرة ببلدانهم وأطلقوا في النهاية أغاني لصالح الثورة".

ليس عبود الشاب الوحيد الذي أتقن غناء الراب، فهنالك العديد من الشبان ممن برعوا في هذا المجال مثل الشاب يامن الذي حاول تعلم هذا الفن ليستخدمه ضد انتهاكات قوات النظام، حسب قوله، معتبرا غناء الراب بنكهة ثورية دليلا على أن الثورة تحتوي على إبداعات مدنية كثيرة.

ولدى سؤالنا يامن عن مدى تأثر الجمهور بأغانيهم يجيب "في البداية لم يعرف معظم الناس ما هو الراب، ولكن بعدما شاركت أنا وزملائي في العديد من النشاطات والمهرجانات الثورية بدأ البعض يتفهم طبيعة هذا النمط الموسيقي".

يشار إلى أن الثورة السورية قد خلقت مواهب وإبداعات كثيرة يصعب حصرها للقارئ، ولكن تبقى أهم المشاكل التي تواجه عملها هي عدم الاهتمام كما قالت للجزيرة نت، ويرى الكثيرون أن هذه المشكلة ليس لها حل في أوقات الحرب، فالبعض يعتقد أن غناء الراب في الحروب لا يعطي أي نتيجة على أرض الواقع، خاصة عندما تكون لغة الفصل للسلاح وحده.

لن تؤثر أغاني الراب على المواطنين لأن المواطن السوري ينشغل طوال النهار بتأمين لقمة الخبز، حتى سماع الأخبار أصبح في غنى عنها

لقمة الخبز
استطلعت الجزيرة نت آراء بعض المواطنين في الشارع الحلبي في ما يتعلق بمدى تأثير أغاني الراب الثورية على نفوسهم، فيقول باسل حسن أحد أبناء مدينة حلب "نحن اليوم في غنى عن أغاني الراب الثوري، فليس لها أي فائدة لا سيما أن الشعب السوري يوميا يرقص طربا على أنغام القذائف".

ويكمل باسل "بعد تضاؤل النشاط المدني في العديد من المدن المحررة من قوات النظام إثر اشتداد وطيس المعارك وسرعة مواكبة الأحداث، أصبح المواطن السوري لا يفكر سوى بطريق الهرب للحصول على الأمان".

فيما تتحدث بيرفان محمد للجزيرة نت، قائلة "للأسف لن تؤثر أغاني الراب على المواطنين لأن المواطن السوري ينشغل طوال النهار بتأمين لقمة الخبز، حتى سماع الأخبار أصبح في غنى عنها".

أما الشاب أحمد إبراهيم فقد أبدى رأيه، قائلا "في أميركا التي تعتبر منبع الراب حيث إن ربع المواطنين هنالك يستمعون له لم تستطع تلك الأغاني أن تؤثر على الرأي العام، فكيف الأمر في سوريا، خاصة أن الحرب قد قيدت النشاطات الثقافية؟".

المصدر : الجزيرة