هزيمة الاشتراكيين بفرنسا تطيح بأيرولت

French Prime Minister Jean-Marc Ayrault (R) and Interior Minister Manuel Valls leave the Elysee Palace in Paris, following a meeting on the situation in Mali in this January 14, 2013 file picture. President Francois Hollande is set to name centrist Interior Minister Manuel Valls as his prime minister later on Monday March 31, 2014 French media said, replacing Jean-Marc Ayrault a day after ruling Socialists lost local elections. Picture taken January 14, 2013. REUTERS/Philippe Wojazer/Files (FRANCE - Tags: POLITICS)
مانويل فالس (يسار) يخلف جاك مارك أيرولت (يمين) في رئاسة الوزراء (رويترز)
undefined
الجزيرة نت-باريس
 
 
اعتبر خبيران سياسيان أن ما وصفاها بالهزيمة المدوية التي مني بها الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا هي التي أملت أمس الاثنين على الرئيس فرانسوا هولاند دفع رئيس وزرائه جان مارك أيرولت إلى الاستقالة واستبداله بوزير الداخلية مانويل فالس.
 
وأضاف المحللان الفرنسيان أن هولاند يريد -من خلال تسمية رئيس الحكومة الجديدة المعروف بصرامته- تسريع إيقاع العمل الحكومي وفرض الانضباط على أعضاء الوزارة، مشيرين إلى أن فالس المحسوب على يمين الحزب الاشتراكي سيواصل سياسة الإصلاحات الاقتصادية التي بدأها سلفه والتي تنتقدها بعض أوساط اليسار المحلي وصفة إياها بالليبرالية.

وقالت المحللة السياسية روزلين فيفر إن اليسار تعرض لهزيمة "تاريخية" في الانتخابات البلدية الأحد الماضي، موضحة أنه خسر أكثر من 150 مدينة يتجاوز عدد سكان كل واحدة منها عشرة آلاف نسمة، في حين كسب منافسوه من اليمين المعتدل 141 مدينة ذات كثافة سكانية مماثلة.
 
وترى فيفر أن الذي زاد من قوة وقع تلك النكسة هو فوز الجبهة الوطنية اليمنية المتطرفة بقيادة مارين لوبين على نحو غير مسبوق بإدارة 11مدينة، وحصولها على 1496 مقعدا في المجالس البلدية.

‪فيفر: هولاند أخفق في الوفاء بوعوده‬ (الجزيرة نت)
‪فيفر: هولاند أخفق في الوفاء بوعوده‬ (الجزيرة نت)

أسباب الهزيمة
وأرجعت هزيمة اليسار -الذي لم يحصل إلا على 42% من الأصوات مقابل 47% لليمين المعتدل و6% لليمين المتطرف- إلى سخط شرائح اجتماعية واسعة من أداء هولاند وحكومته.
 
واستطردت قائلة "أخفق هولاند في الوفاء بوعده بوقف تزايد نسب البطالة قبل نهاية 2013 ورفع معدلات النمو، ونسبة كبيرة من ناخبي اليسار يشعرون أن هولاند خدعهم حين وعد أثناء حملته الانتخابية عام 2012 بانتهاج سياسة اجتماعية تراعي مصالح الطبقات الشعبية لكنه كرس منذ تسلمه السلطة توجهات اقتصادية عمادها زيادة الضرائب وتقليص الإنفاق".

وأكدت فيفر أن هولاند "أضاع سنتين من ولايته الرئاسية لأنه اعتمد على أناس ناقصي الكفاءة والخبرة السياسية في الإليزيه والحكومة وفي قيادة حزبه".

واعتبرت أن اختيار فالس رئيسا للوزراء مرده رغبة هولاند في تدارك ما يمكن تداركه، من خلال تسريع وتيرة العمل الحكومي وإنهاء ما تصفه بحالة التسيب التي كانت تطبع مواقف وتصريحات بعض أعضاء الحكومة السابقة.

وأضافت "فالس يجسد السلطة والكفاءة والصرامة بينما اتسم أيرولت بغياب الكاريزما وعدم النجاعة". وشددت على أن استطلاعات الرأي المحلية ظلت تقدم رئيس الوزراء الجديد باعتباره الشخصية السياسية الأكثر شعبية والوزير الأكفأ في حكومة أيرولت المستقيلة.

‪عبدي: الأحزاب اليسارية الأخرى لا تنظر بعين الرضا إلى تعيين فالس‬ (الجزيرة نت)
‪عبدي: الأحزاب اليسارية الأخرى لا تنظر بعين الرضا إلى تعيين فالس‬ (الجزيرة نت)

ساركوزي جديد
بيد أن المحلل السياسي محمد عبدي أشار إلى أن أوساطا داخل الاشتراكي وفي الأحزاب اليسارية الأخرى لا تنظر بعين الرضا إلى تعيين فالس الذي تصفه بـ"ساركوزي الاشتراكي" في إشارة إلى مواقفه من قضايا الهجرة والأمن التي تتقاطع مع توجهات الرئيس اليميني السابق.
 
ورأى عبدي أن هولاند لم يكن بإمكانه الإنصات لناخبي اليسار المتذمرين الذين يرجح أن عزوفهم عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع كان وراء تسجيل معدل قياسي (أكثر من 36%) للامتناع عن التصويت الأحد الماضي. وأكد أن الرئيس هولاند "لو أراد الآن تغيير سياساته الاقتصادية والضريبية، فسيفقد ما تبقى له من مصداقية".

وأضاف "كون الاتحاد من أجل حركة شعبية (أهم أحزاب المعارضة) هو الفائز الأكبر بالانتخابات البلدية أملى على هولاند اختيار شخصية يسارية قادرة على طمأنة ناخبي الوسط وخطب ودهم في أفق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة".

المصدر : الجزيرة