سوري فقد ساقه واستمر بعمله في الإسعاف

الممرض أحمد يمارس عمله في نقطته الطبية
الممرض أحمد يمارس عمله في نقطته الطبية (الجزيرة نت)
undefined

خاص-ريف إدلب

بترت ساقه اليمنى أثناء إسعافه جريحا أصيب في قصف للنظام، لم يكن يدري أن مصيره سيكون مماثلا، سقطت قذيفة بجانبه، تم إسعافه مع الجريح الذي كان يسعفه.. استفاق من غيبوبة استمرت أياما ليجد أشياء كثيرة اختلفت في حياته.

"سمعتُ صوت القذيفة، ثم وجدت نفسي في المشفى الميداني.. أخبروني بمرور أيام عدة على غيبوبتي، شعرت بألم في رجلي، مددت يدي…"، لمعت في عينيه دمعة فاستدار جانبا لإخفائها عن الجزيرة نت، إنه الممرض أحمد ابن قرية إبلين، الذي يعمل مسعفا في النقطة الطبية الوحيدة في القرية.

"أصبت بشظية في ساقي تسببت في بترها لاحقا.. استمر علاجي حوالي الشهرين، وعندما أكملت العلاج سافرت إلى تركيا، وركّبت ساقا اصطناعية أعادت لي القدرة على المشي بشكل طبيعي إلى حد كبير"، حسب وصفه لمعاناته مع الإصابة والعلاج.

عاد إلى بلدته في ريف إدلب، وبدأ يمارس عمله في النقطة الطبية ثانية، لكنه شعر بالضيق لإحساسه بمعاملة زملائه له بأنه لا داعي لوجوده، لذلك ترك العمل معهم وافتتح نقطة طبية متواضعة خاصة به، يمارس مهنة التمريض والإسعاف فيها.

"لا شيء يثنيني عن ممارسة عملي في معالجة الجرحى والمصابين.. إنه العمل الوحيد الذي أتقنه.. مستمر في خدمة الثورة حتى النصر. بدأت العمل في نقطتي الطبية بأدوات تضميد الجراح فقط، ومع دعم أهل الخير تطور العمل" هذا ما قاله للجزيرة عن انطلاقة عمله الجديد.

وأضاف "تطوع كثيرون للعمل في النقطة، ومنهم أطباء، وتوسعت اختصاصات عملها، ولاحقا استقطبت أغلب المرضى والجرحى من أبناء المنطقة، وتم إغلاق النقطة التي كنت أعمل فيها سابقا لعدم جدوى استمرارها".

ولا يخفي أحمد حزنه لعدم قدرته على نقل الجرحى أو إسعافهم في أماكن إصابتهم، لأن ساقه الاصطناعية لا تساعده على التنقل السريع والجري عند الحاجة، "لم أتعوّد عليها بعد، ولا أجد ما يكفي من الوقت للقيام بالتدريب على الحركة السريعة والجري والقفز".

طموحات كبيرة
تقدم النقطة الطبية خدماتها مجانا، وتتوفر فيها الأدوية الإسعافية والضرورية، وتجرى فيها العمليات الجراحية البسيطة، ويأمل أحمد أن يحولها إلى مشفى ميداني كبير يشمل أهم الاختصاصات الطبية، ويؤمن للمرضى الخدمات العلاجية فيغنيهم عن السفر إلى مشافٍ بعيدة.

بتر ساق أحمد وتصنيفه في خانة المعوقين لم يمنعه من ممارسة عمله بجد ونشاط داخل النقطة، يحبه أصدقاؤه وكثيرا ما يحاولون ثنيه عن العمل المجهد، لكنه يرفض ويقول "العمل حياتي، أعمل 16 ساعة في اليوم، وأعود بعدها لأجلس مع زوجتي وولدي الصغير، وكثيرا ما يطلبوني لحاجة ما في النقطة فأعود إليها سعيدا"، هكذا عبر أحمد للجزيرة نت عن حبه لعمله.

المصدر : الجزيرة