حماة مدينة أشباح في الليل

ساحة العاصي في مدينة حماة في الساعة الرابعة وبداية لتوقف الحياة فيها - الجزيرة نت
undefined
 

يزن شهداوي-حماة

مع فرض قوات النظام السوري سيطرتها على مدينة حلب ووجود أكثر من 240 حاجزا عسكريا داخل المدينة، صار من المستحيل وجود أهالي المدينة خارج منازلهم عقب الساعة السادسة مساء، حسب ما يقول ناشطون.

وتبدأ الحياة في حماة في الساعة الثامنة صباحاً وتنتهي في الساعة السادسة مساء فقط، ويجب على ساكني المدينة أن ينهوا جميع أعمالهم اليومية خلال إحدى عشر ساعة فقط من عمل وتأمين حاجيات المنازل وغيرها من الأمور الحياتية المعتادة.

وإضافة إلى ذلك فإن الحياة في الأسواق في وسط المدينة تتوقف مع الساعة الرابعة مساء مما يشكل معاناة كبيرة للأهالي وهم على هذه الحالة منذ أكثر من عامين تقريباً.

ويقول أبو تحسين الذي يقطن في حي الأربعين بحماة إن حواجز النظام المحيطة بالحي تطلق الرصاص العشوائي في الهواء وفي الشوارع المظلمة لتخويف الأهالي ومنعهم من الخروج مهما كانت الأسباب.

شارع الحاضر في مدينة حماة عند حلولالمساء (الجزيرة)
شارع الحاضر في مدينة حماة عند حلولالمساء (الجزيرة)

قنص طفل
ويروي أبو محمد وهو رب أسرة من حماة، أن ابنه الصغير البالغ من العمر 10 سنين قد أصيب برصاصة قناص حكومي في أحد أحياء المدينة أثناء عودته من بيت عمه إلى بيته قاطعاً أحد الشوارع التي يوجد فيها أحد حواجز النظام.
 
وذكر أبو محمد أن عناصر الحاجز استهدفوا ابنه برصاصة في بطنه أدت إلى نزيفه أكثر من ساعتين دون أن يستطيع أحد الوصول إليه خوفاً من القنص حتى أتت سيارة إسعاف أحد المشافي بعد أخذ الإذن من الضابط المسؤول عن الحاجز لإسعافه.

ويتابع أنه تعرض للمساءلة الأمنية والاعتقال لمدة أسبوع كامل عن سبب وجود ابنه الصغير خارج المنزل في الليل بعد اتهام ابنه بالتعامل مع الجيش الحر لرصد هذا الحاجز.

قناصة ولصوص
ويروي سلطان -ناشط في مدينة حماة- قصة شابين خرجا بسيارتهما لزيارة أبيهما في أحد مشافي المدينة في الساعة الثامنة مساءً ولكن حاجز عين اللوزة الموجود في مدينة حماة قام بسرقة سيارتهما واعتقالهما ولا أحد يعلم مصيرهما حتى اللحظة منذ أكثر من شهرين.

ويقول سلطان إن حماة تتحول في الليل إلى مدينة الأشباح حيث يطفئ النظام أنوار الشوارع بشكل كامل ويبقي الأضواء منارة على الحواجز فقط ليستطيع عناصر حواجز النظام رؤية ما حولهم خوفاً من تعرضهم لأي هجوم من عناصر الجيش الحر.

ورغم ذلك -يضيف سلطان- فإن بعض المحال التجارية الموجودة في الأزقة الفرعية والمختبئة عن حواجز النظام وقناصته تبقى مفتوحة حتى الساعة العاشرة ليلا لتلبية حاجات الأهالي الضرورية، ولكنها قليلة جدا.

وإضافة لخوفهم من القناصة والاستهداف من عناصر النظام، فإن أهالي حماة يخشون عمليات المداهمات والاعتقال التي يقوم بها النظام خلال ساعات الليل المتأخرة والمفاجئة في أغلب الأحيان، وهي عمليات تزيد رعبهم وتمنع وجود الحياة في شوارع الأحياء خوفاً من الاعتقال العشوائي كما يحصل بشكل شبه يومي في غالب أحياء المدينة.

المصدر : الجزيرة